تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية


د حيدر البستنجي
تستمر الحرب بوتيرة
ضاغطة على الطرفين بينما يعمل الوسطاء في الخفاء على صياغة بنود وقف إطلاق
النار وتحاول ايران كل جهدها ان تبقى واقفة على قدميها بعد ان تفاجات
بالقدرات العسكرية لسلاح الطيران الاسرائيلي فقد اصبح مهمينا على سماء طهران دون
اي رادع وفي غياب دفاع جوي فاعل او سلاح طيران إيراني قادر على الاشتباك فإن
الصهاينة لهم مطلق الحرية في ضرب اي هدف إيراني ثابت او متحرك مما يسهل
الضغط السياسي والعسكري على ايران ، طبعا هذا وحده قد لا يكفي لانهيار النظام في
ايران بدون قوات على الارض او تحركات جماهيرية كبرى وهو ما لم يحصل حتى الان .
في المقابل وفي اجراء
احترازي قام المرشد الأعلى علي خامنئي بتفويض كامل صلاحياته للمجلس الأعلى للحرس
الثوري .. وهذا يعني ان الحرس الثوري هو من يتحكم بكل شؤون الدولة الإيرانية
التي دخلت رسميا مرحلة الحكم العسكري بهكذا قرار ، الأمر لم يعد بيد
رجال الدين حاليا ، بل بيد جنرالات طهران ..هذا الإجراء الاحتياطي تم بعد التهديد
باغتيال المرشد وحتى لا يسقط النظام فيما لو حصل ذلك ولتهيئة البلاد
لحرب استنزاف متدحرجة ، وهذا يفسر التوجه الإيراني نحو تقليل
اعداد الصواريخ اليومية في محاولة للحفاظ على المخزون ومنصات الإطلاق لأطول فترة
ممكنة بانتظار ان ينجح الوسطاء او تشعر اسرائيل بضرورة توقف هذه المواجهة
مرحليا لإراحة الجبهة الداخلية الاسرائيلية .. طبعاً هذا الأسلوب تم تجربته
في لبنان واليمن وفشل حيث يحمل الطرفان نفس العقيدة القتالية لإيران ولقد
تبين ان التغيرات البنيوية في الكيان الصهيوني قد اعدت العدة لإستيعاب حروب
الاستنزاف وخصوصا بعد تعبئة المجتمع بالخطر الوجودي بعد السابع من اكتوبر ..
عموما وبوجود سيطرة كاملة على اجواء ايران فإن التحكم باللعبة اسرائيلياً ليس
صعباً فكل تصعيد إيراني سيقابله قصف لمراكز حضرية أو منشات إيرانية وبشكل
أقوى مع تنفيذ اغتيالات مدروسة ومتجددة ، طبعاً ستحاول اسرائيل تجنب
استهداف مفاعل فرودو في الوقت الحالي والذي يمكنه التخصيب بنسبة ٦٠٪ وذلك
لتجنب كارثة نووية تاركة هذا الأمر للوسائل السياسية في الوقت المناسب، فالحرب هي
اداة للتحريك السياسي وليست هدفاً بحد ذاتها. لعبة عض الأصابع ستستمر لفترة غير
طويلة فكلا الطرفين ادركوا حدود اللعبة وما يجري في القنوات الخلفية سيكمل المشهد
وستكون هناك مفاجآت وتغيرات في المواقف ولا غالب إلا الله