اسرة في مهب الريح


.
أكرم جروان
يبحث الإنسان الطبيعي عن الاستقرار والأمان
لأسرته ، فيعمل جاهدًا إلى تأمين الحاجيات الأساسية لبيته وأفراد أُسرته ، وهذا
واجب عليه لتعيش أسرته حياة كريمة ، بعيدة عن الاضطرابات وعدم الاستقرار .
الأسرة اللبنة الأساسية لبناء المجتمع ، وكلما
كانت الأسرة مستقرة انعكس ذلك على تنشئة وتربية أبنائها ، فنجد الأمن والأمان ،
والسلام العاطفي لأبناء هذه الأسرة ، وهذا يعمل على بناء مجتمع سليم خالٍ من
الاضطرابات وعدم الاستقرار .
رب الأسرة هو ربان السفينة لها ، فإذا كان
سليمًا في نهجه وأخلاقه ، تفكيره وتدبيره ، صدقه مع نفسه والله ، بعيدًا عن
الشبهات والحرام ، مخلصًا لله ، أُسرته ووطنه ، كان قبطانًا ناجحًا لهذه الأسرة .
ليست التحديات التي تواجه الأسرة هي التحديات
المالية قدر ما هي سوء إدارة الأب والأم على حد سواء .
فالفقر ليس عيبًا ،
وليس كل أفراد المجتمع أغنياء ، ولكن ، القناعة كنز لا يفنى ، فالأب المتهور قد
تكون إلى جانبه أم متهورة ، في تصرفاتها وإدارتها لبيتها وأسرتها ، فتلحق بالزوج
تجاه القروض الربوية ، بجنون وتهور ، بحجة أنها تقف إلى جانب زوجها !!، فتكثر
الديون وتزداد الأقساط الشهرية ، وتكون عدم المقدرة على الوفاء بالسداد !! ،
فالمستقر يكون السجن للأب والأم معًا !!.
هنالك الأسرة التي تعاني من مرض رب الأسرة
، ولكنها بالقناعة والإخلاص والحب فيما بين أفرادها تُنتج للمجتمع الأبناء
الأسوياء ، ومثل هذه الأسرة الكثير من الأُسَر .
وقد تكون الأسرة تعاني من مشاكل اجتماعية طلاق
وانفصال بين الزوجين ، ولكنها تعمل على التنشئة الصالحة لأبنائها .
لذا ، رب للأسرة هو الذي يضع أسرته وأفرادها في
مهب الريح ، وهو الذي يستطيع أن يحمي ويحافظ على أسرته من خلال عمل شريف ومعاملة
حسنة مع الآخرين ، دون التسبب للمشاكل الاجتماعية لنفسه وأفراد أسرته.