في إطار الجهود المشتركة لتعزيز حقوق الإنسان وبناء مجتمعات أكثر شمولًا وتمكينًا، أعلن مركز هيا الثقافي عن إطلاق مشروع"JoCanB-Safe" بالشراكة مع الصندوق الكندي للمبادرات المحلية (CFLI)، والذي يهدف إلى تمكين الأطفال الأردنيين وأسرهم ومعلميهم من التعامل مع التحديات الرقمية وعلى رأسها التنمر الإلكتروني، وذلك عبر أنشطة شاملة تُنفذ في محافظات عمّان، الزرقاء، البلقاء، وإربد.

ويأتي هذا المشروع كجزء من التزام الصندوق الكندي للمبادرات المحلية بدعم المبادرات التي تعزز حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والتنمية المجتمعية المستدامة، لا سيما من خلال تمكين الفئات الأكثر تأثرًا، كالنساء والأطفال، وتعزيز مشاركتهم في بناء مجتمعاتهم. ويؤكد المشروع في هذا السياق أن السلامة الرقمية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان الأساسية، وأحد أعمدة المجتمعات العادلة التي تضمن الحماية والتمكين لكافة أفرادها، لا سيما الأطفال.

ويتضمن المشروع مجموعة من البرامج التدريبية التفاعلية والمحتوى التوعوي الرقمي، إضافة إلى حملات توعية تستهدف الأهالي والمعلمين، بهدف تعزيز الثقافة الرقمية، ورفع الوعي بالمخاطر الإلكترونية، وتمكين الأطفال من الدفاع عن حقوقهم الرقمية، في بيئة داعمة وآمنة. وتُنفّذ هذه الأنشطة في محافظات العاصمة عمّان، الزرقاء، البلقاء، وإربد.

وفي هذا السياق، أعربت السيدة ريم العدوان، المدير العام لمركز هيا الثقافي، عن سعادتها بهذا التعاون، قائلة:

 "نفخر بالتعاون مع صندوق كندا للمبادرات المحلية في هذا المشروع الذي يعكس رؤيتنا المشتركة في تمكين المجتمعات المحلية، وبناء بيئة أكثر أمانًا للأطفال. نؤمن أن السلامة الرقمية أصبحت من الحقوق الأساسية التي يجب الدفاع عنها، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الأطفال في الفضاء الإلكتروني.”

وأضافت العدوان أن المشروع يمثل خطوة عملية في تعزيز مهارات الحياة والوعي الرقمي لدى الأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن التركيز على تدريب المعلمين وتثقيف الأسر يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أثر طويل الأمد.

وتُعد هذه المبادرة جزءًا من سلسلة الجهود التي يقودها الصندوق الكندي للمبادرات المحلية (CFLI) في الأردن، والتي تندرج ضمن أولوياته في تمكين المجتمعات، وتعزيز حقوق الإنسان، وبناء قدرات الأفراد، ودعم الفئات المهمشة، وتعزيز المساواة بين الجنسين. ويُجسد مشروع "JoCanB-Safe" هذه الرؤية من خلال تركيزه على تعزيز الحماية الرقمية للأطفال، وتمكينهم ومن حولهم من مواجهة التحديات التكنولوجية الراهنة بوعي ومسؤولية، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر عدلًا وشمولًا وأمانًا.

يُذكر أن مركز هيا الثقافي، الذي تأسس عام 1976 كأول مؤسسة ثقافية غير ربحية للأطفال في الأردن، يكرّس جهوده لضمان وصول جميع الأطفال واليافعين في مختلف أنحاء المملكة، بمختلف قدراتهم وخلفياتهم، إلى فرص متكافئة في التعليم الإبداعي والثقافي. ويوفر المركز بيئة تعليمية شاملة وآمنة، ويقدم برامج متخصصة في الفنون، الثقافة، التكنولوجيا، والمواطنة، تهدف إلى تمكين الأطفال وتنمية مهاراتهم الحياتية من خلال مناهج تفاعلية تعزز التفكير النقدي، والابتكار، والمشاركة المجتمعية.