الاحتلال يطلب اخلاء سكان شمال غزة لبدء حربه.. ونتنياهو يوعز ببدء مفاوضات شرط تحرير جميع اسراه


فيما
بادر جيش الاحتلال الاسرائيلي الى مطالبة "المسؤولين في
القطاع الطبي والمنظمات الدولية في شمال قطاع غزة من أجل الاستعداد لإجلاء السكان
إلى جنوب القطاع لبدء عمليته العسكرية، عاد رئيس وزراء الاحتلال ليعلن انه أوعز بـ"بدء مفاوضات فورية للإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء
الحرب وفق شروط مقبولة على إسرائيل".
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع في "فرقة غزة" الخميس،
بمشاركة قادة الأجهزة العسكرية وأعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، خُصص
للمصادقة على الخطط العملياتية "للسيطرة على مدينة غزة وحسم المعركة مع حماس".
وتابع: "هذان الأمران، حسم حماس والإفراج عن جميع المختطفين،
يسيران جنبًا إلى جنب". وأضاف أنه "يقدّر وقوف جنود الاحتياط والجيش
النظامي من أجل هذه الغاية الحيوية".
وفي السياق، قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز الأسترالية،
إن إسرائيل تقف "على أعتاب إنهاء الحرب".
وزعم أن خطة احتلال مدينة غزة تهدف إلى "تحرير غزة من حكم
حماس، وتحرير إسرائيل والآخرين من إرهاب حماس، ومنح غزة وإسرائيل مستقبلًا
آخر"، مضيفًا: "أعتقد أننا قريبون من تحقيق ذلك".
ويواصل نتنياهو، كما في تصريحاته الأخيرة، التزام الغموض بشأن
الموقف الإسرائيلي من المقترح الذي قدّمه الوسطاء لصفقة جزئية، وردّت عليه حركة
حماس بالموافقة قبل ثلاثة أيام.
ورغم أن نتنياهو أوضح علنًا في أكثر من مناسبة أنه يسعى فقط إلى
صفقة شاملة، فإنه لم يُغلق الباب نهائيًا أمام هذا المقترح الحالي.
الى ذلك، توعّد وزير الحرب
الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، بتدمير مدينة غزة كما فعل بنظيرتها بيت حانون،
وذلك في إطار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة
منذ 22 شهرا.
وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، نشر كاتس صورة جوية تبدو فيها بيت حانون ممسوحة
التضاريس جراء القصف العنيف، وعلّق حينها: "بعد رفح (جنوب)، بيت حانون”.
والخميس، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها قناة "إسرائيل 24″، عن كاتس
قوله أمام حاخامين من حزب "الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف إن "مدينة غزة
ستبدو مثل بيت حانون”.
ويدعو حزب "الصهيونية الدينية” برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى
تدمير قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين واحتلاله وإقامة مستوطنات فيها.
وتقضي خطة احتلال بتهجير
الفلسطينيين من مدينة غزة وحصارها وتنفيذ عمليات برية وهجمات جوية عليها، وفق ما
أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي الأربعاء.
والأربعاء أيضا، بدأ الجيش إرسال أوامر استدعاء إلى 60 ألف عسكري من قوات
الاحتياط تمهيدا للشروع بتنفيذ الخطة، وفق هيئة البث العبرية.
وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه بدأ إبلاغ الطواقم الطبية ومنظمات الإغاثة
في شمال غزة بضرورة الشروع في إعداد خطط إجلاء، تمهيدا لعملية عسكرية للسيطرة على
المدينة.
وجاء في البيان الصادر عن الجيش أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أبلغوا
هذا الأسبوع "المسؤولين في القطاع الطبي والمنظمات الدولية في شمال قطاع غزة من
أجل الاستعداد لإجلاء السكان إلى جنوب القطاع”.
ومنذ 11 أغسطس/ آب الجاري يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه المكثف على حي
الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما تنذر المصادقة على خطة إعادة احتلال القطاع
بتصعيد دموي واسع يطال المدنيين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية
بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية
كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وحتى الأربعاء، خلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و122 شهيدا، و156 ألفا
و758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات
آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.