إسرائيل في “الإنتحار” وما بعد “صدمة الطوفان”.. المجتمع في “عقدة إسبرطة وهاجس الزوال”


تقدم الباحث الأردني العلمي البارز
الدكتور وليد عبد الحي بمرافعة علمية بحثت فيما أسماه بمظاهر الإضطراب ما بعد
الصدمة في المؤسستين العسكرية والشعبية الاسرائيلية إثر معركة طوفان الاقصى التي
تقترب من عامها الثاني باعتبارها أطول حرب خاضتها إسرائيل حتى الآن.
وإستعرض الباحث عبد الحي المؤشرات
العلمية الدقيقة التي دفعت المجتمع الاسرائيلي عموما للتراجع 44 رتبة في سلم
معدلات الاستقرار بالنسبة للدول في العالم معتبرا ان ظاهرة الانتحار وإضطرابات ما
بعد الصدمة لها ظروفها واعتباراتها ولها ايضا انعكاساتها ومؤشراتها السياسية
والاقتصادية وأعقبت معركة طوفان الأقصى حيث زاد معدل الإنتحار في صفوف افراد
الجيش الاسرائيلي لا بل تضاعف بصورة ملحوظة.
واعتبر الدكتور عبد الحي في رسالته ان
طول فترة الصراع قياسا بما كان يحصل من 75 عاما أدى الى ارتفاع مؤشر العسكرة في
المجتمع الاسرائيلي فهو يقاتل ويدافع كل اربعة اعوام تقريبا من ذلك الوقت.
لكن بعد معركة الطوفان تم الاسهام في
إعادة تشكيل صورة اسرائيل في المجتمع الدولي من قبل المنظمات الدولية الحكومية
وغير الحكومية وهو أمر قال الباحث في تقريره الاستراتيجي العميق انه ستكون له
تأثيرات مهمة طويلة الأمد من وجهة نظر حتى النخبة الاسرائيلية الفكرية.
ووصف عبد الحي المجتمع الاسرائيلي بانه
يشبه الآن المجتمعات الإسبرطية وهي مجتمعات عصابية تسودها المخاوف والقلق الجماعي
وتميل الى التعصب والعنف المفرط معتبرا ان تلك المجتمعات قد تتمكن من تحقيق نتائج
ميدانية لفترات معينة و ضمن ظروف محددة.
لكنها تبقى مهددة بالتوتر الداخلي نتيجة
البنية السيكولوجية العصابية التي تقوم عليها معتبرا ان أولوية الجانب
الفلسطيني في كل الواقع الاجتماعي الاسرائيلي الان تتمثل في إيلاء الابعاد
البيئية والنفسية للمجتمع الصهيوني اهتماما اكبر وتحري ثغرات هذه البنية
النفسية وكيفية استغلالها في الصراع والمفاوضات .
واشار عبد الحي في خلاصة بحثية
نشرها على موقعه العلمي الى ظاهرة الإنتحار التي عززها او عززتها معركة طوفان
الاقصى في المجتمع الاسرائيلي معتبرا انها ليست منفصلة عن البنية النفسية
والنزعة الاسبرطية حيث الاحساس يتصدع.
راي اليوم