شريط الأخبار
البنك المركزي الأردني يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس رجل يطعن طليقته باربد ويلوذ بالفرار مديونية امانة عمان تصل الى مليار و237 مليون دينار الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس.. وقرار اردني شبيه غدا مجلس الوزراء يعفي كامل غرامات ضريبة الأبنية والأراضي وخصم 20% من أصل المبلغ حتى نهاية 2025 قطر: حماس مستعدة للتخلي عن الحكم في غزة ونضغط لنزع سلاحها المصري: الحكومة سحبت مشروع قانون ضريبة الأبنية لعدم وضوحه نواب: تعليمات استيراد المركبات انحازت لفئة وكلاء السيارات الأكثر نفوذا الشواربة: 5500 كاميرا للمراقبة والمخالفات في عمّان الملك يطلع على عمل وحدات دعم مبتوري الأطراف المتنقلة خبراء: وضع لبنان خطير.. ضغوط اسرائيلية امريكية وعودة الاحتلال للحرب واردة بدء تنفيذ مشروع خدمة العلم شباط المقبل "الادارية العليا" ترد طعن وزير التربية وتصر على الغاء قرار فصل معلم حسان: البدء بتنفيذ تلفريك عمان.. وتشغيله خلال 15 شهرا "مستثمري الحرة": قرار هيكلة سوق المركبات سيرفع اسعار السيارات بنسب تصل الى 50% الابادة مستمرة في غزة: مجازر الاحتلال ترفع حصيلة الشهداء إلى 91 شهيدًا بركة في كفر قاسم: عقلية المجزرة والتهجير تسكن هذه المؤسسة الحاكمة منذ العام 48 وحتى يومنا ولي العهد يبحث تعزيز التعاون مع مملكة البحرين ولي العهد يلتقي برؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات عالمية في الرياض ولي العهد من الرياض: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة بجميع مراحله

نشوة عارمة باسرائيل باستهداف قادة حماس بقطر.. ولا أمان لحلفاء واشنطن بالخليج

نشوة عارمة باسرائيل باستهداف قادة حماس بقطر.. ولا أمان لحلفاء واشنطن بالخليج


 

 

تسود دولة الاحتلال الإسرائيليّ حالةً من هستيريا النشوة والانتصار والاستكبار والاستعلاء بعد القصف العنيف الذي تعرّضت له الدولة الخليجيّة، قطر، ظهر أمس الثلاثاء. فقد نفّذ الكيان، أمس، محاولة اغتيالٍ جديدةٍ خارج الأراضي الفلسطينيّة، مستهدفًا مقرّ اجتماع لقيادة حركة (حماس) في العاصمة القطريّة الدوحة، وذلك في إطار استراتيجيّة (قطع الرؤوس) التي يتّبعها ضد قوى المقاومة في المنطقة، منذ بداية الحرب على غزة.

وحالة النشوة العارمة لا تقتصر على مؤيّدي رئيس الوزراء نتنياهو والأحزاب المتطرّفة التي تدعمه، بل تمتّد إلى أوساط المركز وما يُطلَق عليه باليسار الصهيونيّ، الذي لم يُهاجِم العملية، بل باركها، ولكنّه استدرك بالقول إنّ من شأنْ هذه الضربة الأولى، لحليفةٍ خليجيّةٍ لراعية الإرهاب العالميّ، الولايات المتحدّة الأمريكيّة، قد تؤثّر سلبًا على الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى (حماس) في قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر 2023.

العملية التي حملت الاسم العبري (قمّة النار)، لم تكن مجرّد هجوم أمنيّ – عسكريّ، بل بدت بمثابة محاولة صريحة لتخريب مسار الوساطة القائم، وشكّلت استهدافًا مباشرًا للقناة القطرية التي رعتها واشنطن نفسها، في محاولة صياغة اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الكيان و (حماس).

ولا ينفع فشل عملية الاغتيال في التخفيف من وطأتها وخطورتها وتداعياتها، إذ بوقوعها يكون الانفلات الإسرائيليّ قد بلغ مراحل متقدّمة جدًا، رغم أنّها كانت متوقّعة، ولو بطرق وأساليب أقلّ فجاجة ووقاحة.

ومن نوافل القول إنّ إسرائيل لا يمكن أن تنفّذ عملية بهذا الحجم، في دولةٍ خليجيّةٍ حليفة للولايات المتحدة، من دون رضى ضمني وموافقة من الأخيرة، حتى ولو نفت واشنطن ذلك، إذ إنّ وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في العديد، يفترض، ولأسباب أمنية عملياتية بحتة، وجود إعلام مُسبق بالهجوم لدى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكيّ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ القائد الجديد لهذه القيادة، زار تل أبيب قبل أيام قليلة، والتقى هناك كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في الكيان، الذي جرت العادة أنْ يزوره قائد (سينتكوم) قبيل عمليات إسرائيلية كبيرة خارج حدود دولة الاحتلال.

بناءً على ما تقدّم يُمكن الجزم بأنّ الدول الخليجيّة المرضي عنها أمريكيًا، والأخرى التي وقعّت على اتفاقيات تطبيعٍ مع كيان الاحتلال، لم تعُد آمنةً من الإسرائيليّ، كما أنّ هذه الاتفاقيات، أثبتت لكلّ مَنْ في رأسه عينان بأنّ السلام والتطبيع مع إسرائيل لا يمنح الدول العربيّة المُستسلمة والمُطبّعة الأمن والأمان، بل على العكس من ذلك، هذه الاتفاقيات زادت من جشع وطمع الكيان في التوسّع والتوحّش.

وبحسب ما أكّدته مصادر مطّلعة فإنّ السلطات المصرية، التي تتشارك مع قطر في رعاية الوساطة، ناقشت مع مسؤولي (حماس) خلال الأسبوعين الماضيين المخاطر الأمنية التي تتهدّد قادة الحركة خارج الأراضي الفلسطينية، ولا سيما في لبنان وتركيا، إلّا أنّ تنفيذ عملية اغتيال داخل قطر، وعلى هذا النحو العلني، شكّل صدمة للدوحة وللقاهرة معًا، خاصّةً أنّ واشنطن أبلغت القطريين بالضربة بعد عشر دقائق من وقوعها، بخلاف المزاعم الأمريكيّة عن أنّ التنبيه سبق الهجوم.

ويبدو مثيرًا للسخرية زعم رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، أنّه قرّر تنفيذ الاغتيال عقب العملية الفدائية التي وقعت في القدس أول من أمس، إذ إنّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيال زامير، هدّد منذ أكثر من أسبوع قيادة (حماس) في الخارج، ملمّحًا إلى عزم إسرائيل على تصفية تلك القيادة، وهو تلميح قديم – جديد بدأ ضخّه منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة.

في سياقٍ ذي صلة، كشفت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ النقاب عنّ أنّ مسؤولين كبارًا في الجيش والحكومة اعتبروا التوقيت غير مناسب لتنفيذ العملية، وفضّلوا استنفاد فرص التفاوض القائمة بوساطة قطرية.

كما أفادت قناة (كان) الإسرائيليّة-الرسميّة، بأنّ رئيس الأركان، ورئيس (الموساد)، ورئيس (شعبة الاستخبارات العسكرية)، ورئيس (مجلس الأمن القومي)، أبدوا جميعًا تحفّظًا على توقيت الهجوم، لا على مبدأ تنفيذه، فيما ذكرت القناة الـ 12 العبريّة أنّ جهاز (الموساد) لم يشارك فعليًا في التنفيذ، رغم علمه المُسبق بالعملية.

أمّا في واشنطن، فزعم مستشارو ترامب، بحسب مراسل موقع (أكسيوس)، الإسرائيليّ باراك رافيد، أنّ "إسرائيل لم تستشر واشنطن قبل القصف”، وأنّ الأخيرة تلقّت بلاغًا متأخّرًا. وأضافوا أنّ الولايات المتحدة رصدت الطائرات الإسرائيليّة عبر الرادارات قبل أن تتلقّى إشعارًا رسميًا من تل أبيب، ما ولّد استياءً أمريكيًا من العملية التي تمّت أثناء وساطة تقودها واشنطن.

من ناحيتها، نقلت صحيفة (إسرائيل اليوم)، عن مصار استخباراتيّةٍ أنّ فكرة استهداف قادة (حماس) في قطر طُرحت منذ عام، لكنّها رُفضت سابقًا بسبب الخلاف مع الأمريكيين، إلى أنْ أُعطي "الضوء الأخضر” أخيرًا، على الأرجح بعد زيارة وزير الشؤون الإستراتيجيّة، رون ديرمر إلى الولايات المتحدة قبل أيّامٍ.

في الختام، نتنياهو، الذي يبحث عن صورة انتصارٍ في العدوان الإجراميّ على قطاع غزّة، لن يكتفي بـ "صورة النصر” في الدوحة، بل سيُواصِل الحرب بكلّ ثمنٍ لإبادة الشعب العربيّ الفلسطينيّ وتحقيق حلمه التوراتيّ بإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وعملية أمس اغتالت مفاوضات التبادل مع (حماس)، ولا نسأل عن العرب والمُسلمين، فقد خرجوا من اللعبة ولم يعُد لهم مكانًا حتى في المدرجات.

 

"رأي اليوم” – من زهير أندراوس