كواليس المرحلة الاولى: بعض التفاصيل الصادمة


د حيدر البستنجي
وفقًا لخطة ترامب
التي وقعت ليلة أمس (الأربعاء) بين إسرائيل وحماس، من المتوقع أن تستلم إسرائيل
الرهائن العشرين أحياءً في غضون 72 ساعة من موافقة الحكومة على إطلاق سراح
الأسرى الفلسطينيين. وتشير التقديرات إلى أن عملية الإفراج قد تبدأ يوم الأحد،
على أن تُستكمل كلياً بحلول يوم الاثنين على أبعد تقدير.
و في المرحلة الثانية،
سيتم استكمال ترتيبات إعادة الجثث، حيث سيتم إعادة 28 قتيلاً إسرائيليًا، بينما لا
يزال تسعة آخرون مجهولي المصير ويستمر البحث عنها وقد تتشكل لجنة من خبراء
استخبارات لها صلاحيات كبرى للبحث عن الجثث المتبقية، قوة
الاستخبارات المشتركة التي ستدخل غزة للبحث عن الجثث الإسرائيلية المفقودة
ستون تركية اسرائيلية ولأول مرة ستكون هناك استخبارات تركية في غزة. حيث
يُقدّر جيش الدفاع الإسرائيلي والمؤسسة الدفاعية أن بعض الجثث ستُعاد على مراحل،
تبعًا لتقدم المفاوضات. لقد نجحت إسرائيل في تحقيق إنجازات هامة :
١- منع إطلاق سراح القادة الأربعة - مروان
البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد. كما تم الاتفاق على استبعاد
عناصر النخبة الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول من
الصفقة.
٢- استثمار الضغط العربي-الإسلامي على حماس والذي
يحصل للمرة الاولى مما ادى لعزل حماس وجعلها تسارع في التوقيع ، وهذا سيوفر ضمانات
دولية وعربية لتنفيذ الاتفاق، بل ويمهّد الطريق على المدى البعيد لإزاحة
الحركة من السلطة ونزع سلاحها حيث تجد اسرائيل نفسها مدفوعة بالزخم الإيجابي
للإفراج عن الرهائن.
٣- الحصول على آخر الرهائن الاحياء وعودته بما يمثل
نصرا دون ثمن كبير ومقابل انسحاب محدود .
٤- لاول مرة يجلس وفد من حماس مع وفد اسرائيلي
مباشرة ودون حجاب ويتبادلون الكلام والرسائل مما يعكس كسر الحاجز النفسي والإعلامي
اما التنازلات
الإسرائيلية وما حصلت عليه حماس:
١- إطلاق سراح الاسرى، حوالي 1950 فلسطينيًا: من
بينهم 250 اسيرا مؤبدًا و1700 معتقل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم نساء
وقاصرون.كما تم الاتفاق على نسبة جثة إسرائيلية واحدة لكل 15 جثة فلسطينية يتم
إعادتها.
٢- انسحاب جزئي إلى الخط الأصفر الذي حدده ترامب
و من الناحية الأمنية،
ستبقى اسرائيل مسيطرة على حوالي 53% فقط من قطاع غزة، بعد اكتمال إطلاق سراح
الرهائن. وهذا انسحاب جزئي من خط المواجهة الأول الذي أصرت عليه إسرائيل في
الأسابيع الأخيرة.
٣- التزام الأطراف بعدم عودة الحرب .
٤- سيتم خلق زخم إنساني ايجابي بعد وصول طلائع
القوات التي ستشارك في ادارة غزة وبعضها قد يكون مرتبط بالسلطة الفلسطينية
وكذلك قوات عربية وقوات تم تدريبها في مصر وعندها سيتم إقفال ملف السلاح حسب الخطة .
٥- الخطة تحوي طموحا جادا لإنهاء الصراع او ما يسمى
بتسوية سياسية شاملة مع تطبيع مع دول وازنة في المنطقة ولكن كل ذلك يدخل في
باب الإنشاء والتمنيات التي تحمل احتمالات معقولة في حال استمرار الزخم السياسي
الإيجابي في منطقة معروف عنها سهولة تفجيرها وإضاعتها للفرص ولا غالب إلا الله