شرطة الاحتلال ومنظمات الهيكل تكرران فرض "القرابين النباتية" التوراتية في المسجد الأقصى


زياد بحيص
شهد "عيد العُرش" الحالي
استعراض المستوطنين تقديمهم "القرابين النباتية" التوراتية بالعشرات في
#المسجد_الأقصى، وتكرر هذا الطقس التوراتي في الأقصى كما لم يتكرر من قبل، على
طريق تحويله إلى أحد الطقوس التوراتية المفروضة بشكلٍ معتاد.
في الوقت عينه، ومع استمرار تغاضيها
عن إدخال هذه القرابين تتعمد شرطة الاحتلال في بعض الأحيان اعتراض المستوطنين
الذين قدموها وإخراجهم من الأقصى، كما هو ظاهر في الصورتين العلويتين في المرفق،
واللتين نشرتهما منظمات الهيكل اليوم، وهذا السلوك يتطلع لتحقيق هدفين:
الأول هو تخدير الوعي الفلسطيني
والعربي والإسلامي بأن شرطة الاحتلال لا تسمح بهذا المستوى المتقدم من فرض الطقوس
التوراتية "وتعاقب" عليها، بحيث تخدر التفكير بالاعتراض أو بالثأر على
مثل هذا العدوان، في حين أنها هي من تشرف على إدخال هذه القرابين التي يمكنها
حظرها بسهولة من خلال إجراءات التفتيش على باب المغاربة لكون كل المقتحمين يدخلون
#الأقصى من باب واحد؛ كما أن شرطة الاحتلال هي من تحمي المقتحمين في كل طقوسهم
وجولاتهم في المسجد وتمنع اقتراب المصلين من مسار الاقتحام.
أما الهدف الثاني فتتولى تحقيقه
منظمات الهيكل عن وعي وإدراك للعبة تبادل الأدوار بين الطرفين، إذ تحرص على
استخدام هذه الصور لتؤكد بأن شرطة الاحتلال "تُميّز ضد اليهود" في
المسجد الأقصى، وتضفي على مسعاها الاستعماري لتهويد الأقصى وطمس هويته قناع "النضال
من أجل المساواة"، فترتدي ثوب الضحية وتتقدم إلى محاكم الاحتلال بطلبات
لتصحيح "التمييز الواقع على اليهود"، فما تلبث تلك المحاكم أن تتعاطف
معها تدريجياً وصولاً إلى منحها أحكاماً قضائية توظفها في قضم الأقصى.
هذا المسار متكرر وسبق أن استُخدم
للتأسيس للاقتحامات اليومية التي لم تكن موجودة قبل 2003، ولزيادة عدد المقتحمين
بدءاً من 2006، ولفرض الصلوات التوراتية الفردية أولاً في 2019 ثم الجماعية ثانياً
في 2022، ثم بفرض طقس الانبطاح "السجود الملحمي"، والذي كانت شرطة
الاحتلال تتفرج عليه ثم تُخرج من يقوم به حتى باتت اليوم تتولى الإشراف على فرضه
في كل أنحاء الأقصى كما هو واضح في الصورة السفلية في المرفق.