شريط الأخبار
الاحتلال يعيد فتح جسر الملك حسين امام نقل البضائع بعد اغلاق شهرين 13 شهيدا سوريا و6 جرحى صهاينة باشتباكات بقرية بيت جن السورية الأونروا: مخيمات شمال الضفة تحولت إلى مدن أشباح خريسات:السكري تسبَّب بنحو 6% من الوفيات في المملكة قوات الاحتلال تصفي ميدانيا شابين اعزلين بجنين.. والكاميرات توثق وفد أممي يزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/8 هآرتس: الجيش الإسرائيلي وحش منفلت والمجتمع يعتبره “بقرة مقدسة” “حزب الله”: سلاح المقاومة باقٍ ما دام هناك عدو إسرائيلي واشنطن: مطلق النار على الحرس الوطني عمل مع الجيش الأميركي بأفغانستان الطراونة: تداخل الانفلونزا مع الفيروس التنفسي المخلوي يفاقم الموجة الفيروسية عالميا "الاطباء" تلغي عضوية ممثل مكتب القدس بمجلسها لتبين عدم حمله الجنسية الاردنية مقتل اردنيين تجندا للقتال مع الجيش الروسي.. والخارجية تتابع رئيس الديوان الملكي: الأردن ماضٍ بمشروع التحديث بقيادة ملكية تستشرف المستقبل وفاة أب وابنه الطفل بحريق منزلهما بالرمثا الإعدام لقاتل والدته طعنا الحكم بالاعدام على مجرمين قتلا الشاب الزعبي اعلام عبري: رسالة إسرائيلية لحماس عبر الوسطاء بشأن مقاتليها في أنفاق رفح بالوثائق.. النائب أبو رمان يطالب بالإمتثال لقرار لجنة تحقيق "مكافحة الفساد" بخصوص عطاء لهيئة النقل الحملة الأردنية توزّع 1600 طرد كسوة شتوية للأطفال ضمن حملة الشتاء في غزة مشاجرة طلابية بجامعة الطفيلة التقنية.. وادارتها تقلل من اهميتها

محاولة لوصف صفات وصفي

محاولة لوصف صفات وصفي


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

تشرفت ، وكتبت عدة مرات عن الرمز الأبدي الأردني الشهيد الحيّ / وصفي التل . لكن مهما كُتب عن وصفي التل ، يبقى هناك قصوراً في تناول هذه الشخصية الوطنية العروبية المتفردة عطاءً وإنتماءً لوطنه وأمته

 

للعلم اسم  ( وصفي ) يعني : صاحب الصفات الحسنة . و ( التل ) تعني : ما إرتفع من الأرض عمن حوله ، او مُرتفع طبيعي من الأرض له قمة واضحة ومميزة . سبحان الله حتى إسمه وإسم عائلته يعني السمو ، والرفعة ، والتميز ، والتفرد ، والوضوح ، والصراحة ، وتميز السيرة والمسيرة

 

مهما كُتِبَ عن وصفي التل ، أرى انه لا يوجد من لديه القدرة على وصف صفات وصفي ، او سبر أغوار شخصيته .

 

كان وصفي التل يمتلك كاريزما فريدة  ، وهذه الشخصية الكاريزمية خاصة به ، وهي جينية ، وليست مكتسبة ، يعني ( built in ) كما يُقال

 

من حقّ كل الأردنيين ان يكتبوا عن وصفي ، ولا أقول ان يتذكروه او يذكروه ، لأن الأردنيين لم ، ولن ينسوه حتى يتذكروه . فشخص وصفي وإسمه وأفعاله ، وإنتماؤه ، ونزاهته ، وإستقامة نهجه تحتل جزءاً في عقل كل أردني . لذلك نجد انه لا يغيب عن بال الأردنيين ، ويتمنون وجوده عند كل محنة او ضائقة وطنية

 

الأردنيون أوفياء ، لا ينسون كل أردني شغل منصباً متقدماً في إدارة شؤون الوطن وترك بصمات ، او حتى لو ترك بصمة وطنية واحدة يفتخرون به ، ولا يملّون من تكرار ترديد إسمه ، حدّ التغني به ، والتفاخر بذكره . فعند كل ضائقة وطنية تجد الأردنيين وكأنهم يستنجدون به ، ويلجأون اليه ، وكأنه ما زال حيّاً ، ويمكن ان يُلبي النداء ويستجيب للإستغاثة . والدليل البيِّن الواضح الأكيد الذي لا غبار عليه ولا جدال فيه انه رغم مرور ( ٥٤ ) عاماً ، على إستشهاد وصفي ، ما زال إسم وصفي التل راسخاً في ذاكرة كل أردني شريف منتمٍ لوطنه وأمته . عجيب أمر هذا الرجل الذي أسَرَ ، وما زال يأسر قلوب وعقول الأردنيين . لدرجة ان من كان شاباً يافعاً  في عمر ال ( ١٨ ) عاماً عند إستشهاد وصفي اصبح شيخاً بعمر ( ٧٤ ) عاماً ، يتغنى به ويفتخر بأفعاله كأنه عايشه ورافقه او حتى زامله في العمل

 

لله درك يا وصفي التل ، لقد بلغت مبلغاً ، واحتليت مرتبة متفردة  عند الأردنيين . والغريب إجماع كافة الأردنيين على تميزة وتفرده حتى الذين كانوا يعارضونه أحياناً

 

مع ان حبّ الناس غاية لا تدرك ، كما يُقال ، الا ان وصفي أدركها بجدارة وإستحقاق . إستناداً  لمفهومٍ إسلامي ، يستند الى حديثٍ شريف : حبّ الناس من محبة الله للإنسان . حيث يوضح الحديث الشريف ان حب الله للعبد ، يترتب عليه حب الناس له . ونصّ الحديث النبوي الشريف كما يلي :(( إن الله اذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ثم ينادي في أهل السماء : إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) . 

 

أود ان أُشير الى حادثتين عن الشهيد / وصفي التل ، يعرفهما غالبية الأردنيين :—

الحادثة الأولى:— ودّ الشهيد/ وصفي ان يحصل على قرض من مؤسسة الإقراض الزراعي ، وكان مدير المؤسسة (( أمين الأمة )) الشيخ / محمد عودة القرعان . وأعتذر القرعان الى وصفي لأن شروط إعطاء القرض لا تنطبق عليه . وبعد أيام تم تعيين وصفي رئيساً للوزراء . فتوقع العاملون في المؤسسة ان أول قرار سيتخذه وصفي سيكون إقالة القرعان . لكن أول قرار اتخذه وصفي كان ترقيته من الدرجة الأولى الى الدرجة الخاصة لنزاهته وإخلاصه في العمل

والحادثة الثانية :— ان الملك الحسين رحمه الله سدد عن وصفي التل ديونه التي بلغت ( ٩٣ ) ألف دينار . وللعلم فإن الديون عبارة عن أثمان إطارات لتراكتور  زراعي ، وبكب ، وطرمبة مياه للري ، ومحراث للتراكتور ، وثمن بذور زراعية ، وديزل ، وخلافه من المستلزمات الزراعية ، لان الموسم الزراعي كان في بدايته ، ولجأ وصفي للاقتراض لتوفير المتطلبات الزراعية

 

الأردن ولادة ، والتاريخ يشهد ان هناك الألوف من الرموز ، خاصة من رعيل رجالات الأردن الأوائل الذين تركوا بصمات ، وأدوا أدواراً متميزة في بناء الأردن والإرتقاء به . ويشرفني ان أذكر عدداً يسيراً للتدليل ، وليس الحصر . فكيف لنا ان ننسى : الشيخ / علي خلقي الشرايري ، والشيخ / كليب الشريدة  ، والشيخ / راشد الخزاعي ، والشيخ / محمد الحسين العواملة ، والشيخ / حسين الطراونة ، والشيخ / قدر المجالية ، والشيخ / شلاش المجالية ، والشيخ / عودة ابو تايه ، وغيرهم الكثير

 

وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر . وأختم بأبيات منتقاة للشاعر الكبير / حيدر محمود  ، في ذكرى إستشهاد / وصفي التل ، حيث يقول :—

ما زال دالية فينا / لا زال دالية فينا / نفيء الى ظلالها / بندى الأردن نسقيها / وصفي .. ويكفي بأنّا حين نذكرهُ / نزداد فخراً .. ونزهو بإسمهِ تيها.