الغارديان: لماذا يخيف مانديلا فلسطين اسرائيل؟!
نشرت صحيفة "الغارديان" افتتاحية حول القيادي
الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي قالت فيها إن الفلسطينيين بحاجة لمستقبل سياسي
ومساعدات وإعادة إعمار. وأضافت أن الإفراج عن البرغوثي المعتقل منذ أكثر من عشرين
عاما يعتبر مركزيا للسلام الذي يزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد تحقيقه
في الشرق الأوسط.
وقالت
إن هناك ما يبدو أنه اتفاق وقف إطلاق للنار، فالقتل، بما في ذلك قتل الأطفال تباطأ
ولكنه لم يتوقف. وزادت المساعدات لكن إسرائيل لا تزال تمنع دخول المساعدات الحيوية.
ويحتاج الفلسطينيون حاجة ماسة للأمن والمساعدة الإنسانية
وإعادة الإعمار، ولكنهم بحاجة أيضا إلى أفق سياسي. ولا تذكر خطة ترامب أي شيء عن
هذا وإن ورد فقد جاء بعبارات غامضة ومشروطة لدولة فلسطينية التي رسخ الإسرائيليون
بمن فيهم الحكومة المتطرفة رفضهم لها منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. ومع ذلك فقد
حصلت الدولة الفلسطينية على دعم دولي لم يكن أحد يتخيله في الماضي، وذلك نتيجة
لحرب إبادة استمرت عامين.
وترى
الصحيفة أن المصير السياسي للفلسطينيين مرتبط بالمصير الشخصي للبرغوثي. وبعد أكثر
من عقدين في السجن، لا يزال القيادي البالغ من العمر 66 عاما أهم شخصية قادرة على
توحيد الفصائل الممزقة بالأيديولوجيا والعداء. وعلى الرغم من كونه عضوا في حركة
فتح، فقد انتقد البرغوثي انتهاكات السلطة الفلسطينية وحظي بالاحترام في صفوف حماس.
وقد قاد السجناء الفلسطينيين، بينما ينظر إلى "الحرس القديم للسلطة
الفلسطينية على أنهم أنانيون وغير فعالين وغير خاضعين للمساءلة، وبصورة أساسية
كمتعاقدين أمنيين لإسرائيل في الضفة الغربية".
وعلقت
الصحيفة أن الاعتقاد بأن البرغوثي يمكنه تحفيز السياسة الفلسطينية وخلق الزخم
اللازم لإقامة الدولة والسلام الدائم، هو وراء الحملة الدولية الجديدة لإطلاق
سراحه، والتي تدعمها شخصيات من بينها بول سايمون وديليا سميث وريتشارد برانسون
ومارغريت أتوود، وقادة العالم السابقين المعروفون باسم الحكماء.
والأهم
من ذلك، أن بعض أفراد المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية يتفقون مع هذا الرأي.
وطالما
أيد البرغوثي حل الدولتين، وتواصل مرارا مع المسؤولين الإسرائيليين وتعلم العبرية
بنفسه. وأدين في محاكمة انتقدها خبراء قانونيون ووصفوها بالقاهرة – بتهمة إصدار
أوامر بشن هجمات أسفرت عن مقتل مدنيين إسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية. وضغطت
دول الخليج ليكون من بين السجناء المفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار، لكن
إسرائيل اعترضت. وكما لاحظ مسؤول عسكري سابق مؤخرا: "إسرائيل مستعدة لإطلاق
سراح مرتكبي جرائم خطيرة، لكن ليس لديها مصلحة في إطلاق سراح رموز".
ووفق
الصحيفة، "يمثل البرغوثي بالنسبة للفلسطينيين، حيث يطلق عليه البعض لقب
مانديلا، طريقا نحو حقوقهم غير القابلة للتصرف. وقد انتقل العديد من القادة، بمن
فيهم في إسرائيل نفسها، من الكفاح المسلح إلى الحنكة السياسية. ولطالما اشتكت
إسرائيل من عدم وجود شريك حقيقي للسلام. لكن بنيامين نتنياهو وشركاءه لا يخشون ألا
تتمكن الدولة الإسرائيلية أبدا من التصالح مع رجل مثل البرغوثي، بل يخشون أن تتمكن
من ذلك".
وتقول الصحيفة إن إطلاق سراحه سيشير إلى قدرتهم على التفكير
في إقامة دولة للفلسطينيين، وهو أمر لن يتسامحوا معه حتى لو كان احتمالا بعيدا،
ولهذا لن يتم إطلاق سراحه إلا بضغط خارجي.













