شريط الأخبار
إطلاق تطبيق حكومي لشحن السيارات الكهربائية 2.20 دينار.. سقف سعريا للدجاج الطازج بدءا من الاثنين الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير بدر بن عبد المحسن يديعوت أحرونوت: قادة الأجهزة الأمنية توصلوا إلى أن الحرب وصلت لطريق مسدود "حماس": مؤشرات سلبية في مفاوضات الهدنة بالقاهرة حماية المستهلك تطالب بشمول الدجاج الطازج بقرار السقوف السعرية رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من شباب وشابات الضليل ووجهاء من عشيرة الخوالدة مداهمة مكاتب "الجزيرة" بالقدس واغلاقها.. والقناة تدينها الاحتجاجات والقمع يتواصلان في الجامعات الأمريكية اسرائيل تعرقل اتفاق وحرب الارادات تستعصي القاهرة إيلون ماسك متشائم : نهاية الدولار وشيكة اليمن ترحب باستضافة قادة حماس اذا ابعدوا من قطر انخفاض قليل على الحرارة اليوم وكتلة باردة غدًا انطلاق الحملة الطبية الإغاثية الرابعة للاجئين السوريين بالأردن بني مصطفى: قانون الانتخاب الحالي يشكل فرصة تاريخية أمام المرأة الاردنية مكافحة المخدرات تضبط عددا كبيرا من تجار ومروجي المخدرات البلبيسي حول "لغط" أسترازينيكا: اي مضاعفات للمطعوم تظهر خلال شهرين العيسوي: الملك بمواقفه وضع العالم أمام مسوؤلياته لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الجازي : تحصين إسرائيل من القانون الدولي يجب أن ينتهي الملك يتصل برئيس الامارات معزيا

مشنقة للاعلام الذبيح أصلاً

مشنقة للاعلام الذبيح أصلاً

 

عمر كلاب

سؤال طرحه موقع عمون الاخباري, جدير ان يفتح بابا واسعا للنقاش والمتابعة, وان بدأ على شكل تغريدة للزميل سمير الحياري, قال فيها «هل تحذو الصحف الورقية والالكترونية حذو قناة الحرة الامريكية, بوقف مقالات الراي وتغييب الزوايا والكتاب عن صفحتها في ضوء توجه القراء الى المرئي والمسموع, سؤال برسم النقاش والاجابة", والتغريدة لا تختلف كثيرا عن سؤال يداهمنا في كل يوم, ماذا فعل الاعلام الأردني, وماذا فعلتم كصحفيين وكتاب, ناهيك عن الهمز والغمز على الفوائد والمنافع التي حققها العاملون في القطاع الإعلامي, او حجم الاستفادة, وتلك غذاها ايضا زملاء في المهنة او عابرون على حوافها, دون ادنى مراجعة لحضورهم وجهدهم او لكفاءتهم المهنية. وهنا لا بد من الاجابة التي تبدأ بالتشخيص, لان ابرز علامات قلة خبرة الجزار او اللحام, قطع رأس الذبيحة قبل خروج الروح ووقف الارتعاشة في جسد الذبيحة, ولعل هذا التوصيف الحاد هو الاقرب الى وصف الحالة الاعلامية المحلية التي يرتعش جسدها كله–وإن شاء بعض الاعلام ان يقول ينبض فلا بأس – وسط غياب رأس للاعلام او مرجعية واضحة المعالم والتفاصيل, فقد استعجلنا نعي الديناصور المنقرض اي وزارة الاعلام, على حد تعبير المرحوم نبيل الشريف, قبل ان يستقر المجتمع على صيغة راكزة بديلة لها, فلا الناطق الاعلامي للحكومة كان يملك المعلومة اللازمة والكافية، ولا المؤسسات تمتلك ناطقا اعلاميا قادرا على تلبية شغف الناس بالمعرفة او اسكات جوع الصحافة للمعلومة, وفي كل مرة يداهمنا الناس بالسؤال عن وجودنا وتغطيتنا لحاجاتهم, او توفير الاجابة على اسئلتهم ويبدو انهم نعونا مبكرا بالهجرة الى مواقع التواصل والاعلام الخارجي. ايضا, لم تمتلك مؤسسات المجتمع المدني ثقافة اعلامية والاحزاب غائبة وصُحفها توفت منذ اللحظة الاولى للصدور وصفحاتها التواصلية مفقودة او لا تعمل, وتراجعت كل مكونات المؤسسات الرسمية الخدمية والسيادية، وجرى تجريف السلطة الشعبية من نواب واعيان بحكم القوانين السائدة والتعديلات الدائمة عليها, وانعكس ذلك تراجعا على مستوى السلطة التنفيذية, وقفز المجتمع الاردني الى مرحلة القلق الحاد الذي بات ينكر كل شيء ولا يستمع الا الى رغباته وكثيرا ما يسمع صوتين فقط, صوته وصدى صوته, فتردى المجتمع الى الدرك الأسفل من الغضب والانزياح من التقاليد القانونية والاجتماعية, واسهم الربيع الجائر في اضعاف هيبة الدولة ومؤسساتها. اليوم ثمة سعي جارف لشيطنة الاعلام وتحميله وزر خراب المجتمع, وهذا الامر فيه جزء من الحقيقة لكنه يبقى نتيجة وليس سببا, فالسبب في تراجع الاعلام واصفرار اخباره وسلوكه, هو تراجع الأداء العام, وغياب مرجعية واضحة لانسياب المعلومة, فهي اما تأتي متأخرة جدا او تأتي منقوصة, نتيجة قناعة راسخة في عقل بعض المسؤولين بأن الجمهور ليس من حقه المعرفة, بل ان المعلومة كنز المسؤول وجزء من ممتلكاته الخاصة, فالمسؤول يحمل نظرة غير ودودة او ربما غير جديرة, الى الرأي العام ولا يعتبره جديرا بالشراكة والخدمة, وتكفي مراقبة تصريحات المسؤول او قراءة التصريح الرسمي للدلالة على هذه القناعة, فكل تصريحاتنا ما زالت مبسترة ولا تكفي ثمن الحبر الذي كُتبت به. هناك اجماع عام على ان الترهل والفساد والتراجع في الخدمات بات سمة للجهاز الرسمي, ومع ذلك هناك انتقاد حاد للأعلام بانه سبب ذلك, وكأن الصحافة والاعلام بتلاوينها المختلفة منعت تطور المجتمع وتقدم المؤسسات, دون احساس بأن التراجع العام سينسحب على الاعلام بالضرورة, ففي زمن الانحطاط والتراجع للامة, ظهرت كل اشكال الشعر السخيف او الشعر الذي يعتمد الشكل دون المضمون, والشعر صحافة العرب وتاريخهم المحكي, اي بمثابة الاعلام اليوم بالاضافة الى فن الخطابة الذي تراجع مع تراجع الواقع العام.