شريط الأخبار
ضبط 4 مركبات شاركت بإغلاق الطريق خلال فاردة زفاف الاتفاق النووي الإيراني يصل نهايته رسميا.. أيران لم تعد تثق بدبلوماسية الغرب وهذه أخطر السيناريوهات المتوقعة السبت والاحد: انخفاض تدريجي على الحرارة.. واجواء باردة ليلا وفاة شخص سقوطا من الطابق الخامس بعمان المدعي العام يوقف 55 طالبا على ذمة التحقيق بمشاجرة "الأردنية" "الديمقراطي الاجتماعي" يؤكد تضامنه مع موظفي البلديات ويدعم مطالب معتصمي معان "يديعوت احرونوت": نتنياهو تراجع عن حضور "شرم الشيخ" بعد تهديدات سموتريتش وبن غفير الجنائية الدولية ترفض طلبا اسرائيليا بوقف ملاحقة نتنياهو وغالانت الحائزة على نوبل للسلام تؤيد حرب الابادة للفلسطينيين فرنسا وبريطانيا تعدان قرارا لاعتماده في مجلس الأمن لنشر قوة دولية في غزة لـ”إرساء الأمن” "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" يطالب بتحقيق دولي لتعذيب وقتل الاسرى الفلسطينيين الجامعة الاردنية: عقوبات تصل للفصل بحق المشاركين بالمشاجرة 160 ألف لاجئ سوري يعودون من الأردن إلى سوريا اغلبهم اطفال ونساء الأونروا: الغزيون عاجزون عن شراء الطعام.. وتطالب بتدفق غير مقيّد للمساعدات خوري يدعو الاردن للتنسيق مع دول صديقة لارسال مستشفى عائم لغزة أردني يبيع كليته لسفير عربي.. ومحاولته بيع كلية زوجته تفضحه بعد اشتداد الخلاف حول اوكرانيا.. قمة بين ترامب وبوتين بالمجر لإنهاء الحرب الحوثي: القوات المسلحة اليمنية جاهزة لإسناد غزة في حال معاودة العدوان الإسرائيلي هآرتس: “توحدنا الكراهية”.. هل تشعل محاكمة نتنياهو الشرارة الأولى لـ “حرب داخلية”؟ ولي العهد يلتقي رئيس الوزراء البريطاني في لندن

جريمة الجامعة الهاشمية

جريمة الجامعة الهاشمية


 
سامح المحاريق

فصل 42 طالباً من الجامعة الهاشمية قرارٌ يبدو للوهلة الأولى بطولياً، حاسماً وقاطعاً، وسيحتل موقعه في الأحاديث بوصفه قراراً متأخراً كان يجب أن تتخذه الجامعات الأخرى لترويض ظاهرة العنف الجامعي، ولكن في التأمل في القرار والظاهرة ككل، فالقرار مريح وسلبي وليس يعدو في جوهره إلا درءاً للمسؤولية عن أصحابها الحقيقيين.


القصة لا تبدأ من الجامعة، الجامعة مجرد أوجه مشكلة أعمق، تتمثل في قدرة الأردنيين على تفهم وجودهم الواقعي وحقوقهم وواجباتهم، والأردنيون لم يكونوا على الدوام على هذه الشاكلة، وإذ أمضيت وقتاً طويلاً أستمع لذكريات بعض النخب الأردنية التي درست في الجامعات في الستينيات والسبعينيات، فإن ظاهرةً مثل العنف والمشاجرات لم تكن واردةً على الإطلاق.

وقبل أن تستخدم مقولة النخب للترحم على الزمن الفائت، فالمشكلة تكمن أيضاً في عدم قدرتنا على توليد نخب جديدة، وعلى العقم في بناء أجيال مختلفة، نقبل باختلافها ونضعه في اعتبارنا وفي بؤرة اهتمامنا.

النخب ليست الموضوع الأساسي، لأننا لا نستطيع أن نستخرج السمن أو الزبد من خض الماء، ونحتاج حليباً لنفعل ذلك، وهو ما يجب على العملية التربوية أن تنتجه قبل أن يتوجه للجامعة.

كنت متحمساً للعمل على تعديل المناهج في السنوات الماضية، حتى أدركت في لحظة أن الأمر لا يتخطى مسألة جانبية، ففي الحقيقة، يتوجب قبل ذلك العمل على صيانة علاقة الأسرة بالمدرسة، وعملية إدارة الغرفة الصفية، وكلا الأمرين مرتبطين بالعمل على تطوير المعلم نفسه ووجود بيئة تعليمية تمكنه من أداء مهمته، وإعلام يعمل على تعديل هرم القيم الاجتماعية المقلوب فيحتفي بأصحاب السلطة والمال، ويترك جانباً الحياة اليومية لملايين الناس ومشكلاتهم، ويتوجه لتفكيك معادلات المكانة الاجتماعية المستجدة تحت طائلة الانتباه الاجتماعي، فالمعلم هو الأولى بأن يتقدم في الجاهة مثلاً، هذا إن سلمنا أن ظاهرة مثل الجاهة تصلح لمرافقتنا تجاه مئوية جديدة من عمر الدولة، وفي عصر الذكاء الصناعي.

العنف الجامعي هو عرض لمرض، وقمع الأعراض لا يؤدي إلى علاج المرض، على العكس، يمكن لمخفضات الحرارة أن تؤدي دورها في الوقت الذي يتوغل فيه المرض داخل الإنسان، بمعنى أن الإجراء الذي اتخذته الجامعة الهاشمية هو خداع للذات، لأنه لا يتوافق مع آليات الإصلاح الاجتماعي المرجوة، ذلك الإصلاح الذي سيؤدي غيابه إلى تبديد أي إصلاح آخر مرتجى.

شمروا عن سواعدكم تجاه التفاصيل والبحث في عمق المشكلة الكبيرة، ولا تعتبروا قراركم رادعاً أو منتجاً، لأنه مجرد ردة فعل لا يمثل فعلاً حقيقياً مبادراً واستباقياً.