شريط الأخبار
الملك يؤكد لعباس استمرار دعم الاشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العودات: الانتخابات البلدية العام المقبل.. وارسال قانونها للنواب بهذه الدورة دخول حالة عدم الاستقرار.. وامطار بالجنوب والشمال نائب الملك يطّلع على سير الخطط العملياتية في مديرية الأمن العام الملك يجتمع بممثلين عن شركات فيتنامية رائدة في قطاع المحيكات مكافحة الفساد توقف مواطنا زوّر أوراقًا رسمية 15 يوما براك: سوريا ستساعد أمريكا في تفكيك بقايا داعش وحزب الله وحماس والحرس الثوري الإيراني ترامب يوقع إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة الملك يحضر الجلسة الافتتاحية لملتقى الأعمال الأردني - الفيتنامي الاحتلال يدرس تسوية لإخراج 150 من مقاتلي حماس في أنفاق رفح ونفيهم إلى تركيا القوات المسلحة تجلي الدفعة الـ 16 من أطفال غزة المرضى للعلاج الملك يشيد بموقف فيتنام الداعم لحل الدولتين الملك والرئيس الفيتنامي يؤكدان الحرص على تطوير التعاون بين البلدين هارتس: واشنطن تقدم لمجلس الأمن مسوّدة معدّلة لقرار " قوّة الاستقرار" في غزة الأمن العام وتجارة الاردن يطلقان مبادرة "شركاء في الوعي"، لتعزيز الأمن المجتمعي والاقتصادي الحموري يشارك في القمة الإنسانية الدولية من اجل غزة لمواجهة أي تجاوز بحق منتسبيها.. نقابة المهندسين تطلق خطّا ساخنا عبر "واتساب"* (فيديو) بداية توافقية قوية لمجلس النواب بإنتخاب لجانه الدائمة عاجل. بلا مشادات: مجلس النواب يختار لجانه الدائمة بالتوافق لقاء ترامب والشرع: التمهيد لاتفاقٍ سوريٍّ-إسرائيليٍّ يؤمِّن مصالح الكيان ويُكرِّس النفوذ الأمريكيّ

جريمة الجامعة الهاشمية

جريمة الجامعة الهاشمية


 
سامح المحاريق

فصل 42 طالباً من الجامعة الهاشمية قرارٌ يبدو للوهلة الأولى بطولياً، حاسماً وقاطعاً، وسيحتل موقعه في الأحاديث بوصفه قراراً متأخراً كان يجب أن تتخذه الجامعات الأخرى لترويض ظاهرة العنف الجامعي، ولكن في التأمل في القرار والظاهرة ككل، فالقرار مريح وسلبي وليس يعدو في جوهره إلا درءاً للمسؤولية عن أصحابها الحقيقيين.


القصة لا تبدأ من الجامعة، الجامعة مجرد أوجه مشكلة أعمق، تتمثل في قدرة الأردنيين على تفهم وجودهم الواقعي وحقوقهم وواجباتهم، والأردنيون لم يكونوا على الدوام على هذه الشاكلة، وإذ أمضيت وقتاً طويلاً أستمع لذكريات بعض النخب الأردنية التي درست في الجامعات في الستينيات والسبعينيات، فإن ظاهرةً مثل العنف والمشاجرات لم تكن واردةً على الإطلاق.

وقبل أن تستخدم مقولة النخب للترحم على الزمن الفائت، فالمشكلة تكمن أيضاً في عدم قدرتنا على توليد نخب جديدة، وعلى العقم في بناء أجيال مختلفة، نقبل باختلافها ونضعه في اعتبارنا وفي بؤرة اهتمامنا.

النخب ليست الموضوع الأساسي، لأننا لا نستطيع أن نستخرج السمن أو الزبد من خض الماء، ونحتاج حليباً لنفعل ذلك، وهو ما يجب على العملية التربوية أن تنتجه قبل أن يتوجه للجامعة.

كنت متحمساً للعمل على تعديل المناهج في السنوات الماضية، حتى أدركت في لحظة أن الأمر لا يتخطى مسألة جانبية، ففي الحقيقة، يتوجب قبل ذلك العمل على صيانة علاقة الأسرة بالمدرسة، وعملية إدارة الغرفة الصفية، وكلا الأمرين مرتبطين بالعمل على تطوير المعلم نفسه ووجود بيئة تعليمية تمكنه من أداء مهمته، وإعلام يعمل على تعديل هرم القيم الاجتماعية المقلوب فيحتفي بأصحاب السلطة والمال، ويترك جانباً الحياة اليومية لملايين الناس ومشكلاتهم، ويتوجه لتفكيك معادلات المكانة الاجتماعية المستجدة تحت طائلة الانتباه الاجتماعي، فالمعلم هو الأولى بأن يتقدم في الجاهة مثلاً، هذا إن سلمنا أن ظاهرة مثل الجاهة تصلح لمرافقتنا تجاه مئوية جديدة من عمر الدولة، وفي عصر الذكاء الصناعي.

العنف الجامعي هو عرض لمرض، وقمع الأعراض لا يؤدي إلى علاج المرض، على العكس، يمكن لمخفضات الحرارة أن تؤدي دورها في الوقت الذي يتوغل فيه المرض داخل الإنسان، بمعنى أن الإجراء الذي اتخذته الجامعة الهاشمية هو خداع للذات، لأنه لا يتوافق مع آليات الإصلاح الاجتماعي المرجوة، ذلك الإصلاح الذي سيؤدي غيابه إلى تبديد أي إصلاح آخر مرتجى.

شمروا عن سواعدكم تجاه التفاصيل والبحث في عمق المشكلة الكبيرة، ولا تعتبروا قراركم رادعاً أو منتجاً، لأنه مجرد ردة فعل لا يمثل فعلاً حقيقياً مبادراً واستباقياً.