شريط الأخبار
جيش الاحتلال يعتقل ويصيب 70 فلسطينيا ويُخلي عشرات منازل ويدمر شوارع وبنى تحتية شمال الضفة تعثر تشكيل القوة الدولية يفاقم التوتر ويعزز الدور التركي-القطري بتوجيهات ملكية.. العيسوي يعود مصابي "مداهمة الرمثا" وينقل اعتزاز الملك وولي العهد بهم الجيش يحبط محاولة تسلل 5 اشخاص عبر الحدود خلال عمل الشركة بالاردن.. ليبيا تحبس مديرا لشركة رسمية يهدر 15 مليون دولار العيسوي: التحديث السياسي والاقتصادي مشروع وطني متكامل بقيادة الملك الاحتلال يغرق غزة بمواد ترفيهية والخلويات ويحظر الادوية والاساسيات مسؤول أمريكي: أوكرانيا توافق على خطة ترامب لإنهاء الحرب منظمات حقوقية إسرائيلية:تصاعد تعذيب الأسرى خلال الحرب.. سكب ماء مغلي وهجمات الكلاب واغتصاب نائب الملك يفتتح غرفة القيادة والسيطرة في مركز تدريب العمليات الخاصة دراسة لـ"ذبحتونا": الجامعات الحومية باتت خاصة ومسلسل رفع الرسوم متواصل "الدستور" تحصد جائزة التميز الإعلامي العربي من جامعة الدول العربية نقابة المهندسين الأردنيين تُبرم اتفاقية مع الضمان الاجتماعي لإعداد دراسة اكتوارية لصندوقي التقاعد والتأمين الاجتماعي المخبز الأردني المتنقل في غزة ينتج 11 مليون رغيف خبز منذ بداية العام مديرا المخابرات والأمن العام يطمئنان على مصابي مداهمة الرمثا مجلس النقباء يشيد بجهود الامن بحماية الوطن واستقراره البدور: تعيين 3 الاف موظف في "الصحة" العام المقبل ورقة السياسات والاستراتيجية: الأردن الذي نريد – خارطة طريق للنمو الشامل والمستدام جيش الاحتلال يطلق عملية عسكرية واسعة شمال الضفة "مداهمة الرمثا" تنتهي فجرا.. مقتل المطلوبين الشقيقي واصابة 3 رجال امن

جريمة الجامعة الهاشمية

جريمة الجامعة الهاشمية


 
سامح المحاريق

فصل 42 طالباً من الجامعة الهاشمية قرارٌ يبدو للوهلة الأولى بطولياً، حاسماً وقاطعاً، وسيحتل موقعه في الأحاديث بوصفه قراراً متأخراً كان يجب أن تتخذه الجامعات الأخرى لترويض ظاهرة العنف الجامعي، ولكن في التأمل في القرار والظاهرة ككل، فالقرار مريح وسلبي وليس يعدو في جوهره إلا درءاً للمسؤولية عن أصحابها الحقيقيين.


القصة لا تبدأ من الجامعة، الجامعة مجرد أوجه مشكلة أعمق، تتمثل في قدرة الأردنيين على تفهم وجودهم الواقعي وحقوقهم وواجباتهم، والأردنيون لم يكونوا على الدوام على هذه الشاكلة، وإذ أمضيت وقتاً طويلاً أستمع لذكريات بعض النخب الأردنية التي درست في الجامعات في الستينيات والسبعينيات، فإن ظاهرةً مثل العنف والمشاجرات لم تكن واردةً على الإطلاق.

وقبل أن تستخدم مقولة النخب للترحم على الزمن الفائت، فالمشكلة تكمن أيضاً في عدم قدرتنا على توليد نخب جديدة، وعلى العقم في بناء أجيال مختلفة، نقبل باختلافها ونضعه في اعتبارنا وفي بؤرة اهتمامنا.

النخب ليست الموضوع الأساسي، لأننا لا نستطيع أن نستخرج السمن أو الزبد من خض الماء، ونحتاج حليباً لنفعل ذلك، وهو ما يجب على العملية التربوية أن تنتجه قبل أن يتوجه للجامعة.

كنت متحمساً للعمل على تعديل المناهج في السنوات الماضية، حتى أدركت في لحظة أن الأمر لا يتخطى مسألة جانبية، ففي الحقيقة، يتوجب قبل ذلك العمل على صيانة علاقة الأسرة بالمدرسة، وعملية إدارة الغرفة الصفية، وكلا الأمرين مرتبطين بالعمل على تطوير المعلم نفسه ووجود بيئة تعليمية تمكنه من أداء مهمته، وإعلام يعمل على تعديل هرم القيم الاجتماعية المقلوب فيحتفي بأصحاب السلطة والمال، ويترك جانباً الحياة اليومية لملايين الناس ومشكلاتهم، ويتوجه لتفكيك معادلات المكانة الاجتماعية المستجدة تحت طائلة الانتباه الاجتماعي، فالمعلم هو الأولى بأن يتقدم في الجاهة مثلاً، هذا إن سلمنا أن ظاهرة مثل الجاهة تصلح لمرافقتنا تجاه مئوية جديدة من عمر الدولة، وفي عصر الذكاء الصناعي.

العنف الجامعي هو عرض لمرض، وقمع الأعراض لا يؤدي إلى علاج المرض، على العكس، يمكن لمخفضات الحرارة أن تؤدي دورها في الوقت الذي يتوغل فيه المرض داخل الإنسان، بمعنى أن الإجراء الذي اتخذته الجامعة الهاشمية هو خداع للذات، لأنه لا يتوافق مع آليات الإصلاح الاجتماعي المرجوة، ذلك الإصلاح الذي سيؤدي غيابه إلى تبديد أي إصلاح آخر مرتجى.

شمروا عن سواعدكم تجاه التفاصيل والبحث في عمق المشكلة الكبيرة، ولا تعتبروا قراركم رادعاً أو منتجاً، لأنه مجرد ردة فعل لا يمثل فعلاً حقيقياً مبادراً واستباقياً.