فياض: الحديث عني وليس معي لتشكيل حكومة انقاذ فلسطينية
الحرب التدميرية العدوانية في غزة لم يسبق لها مثيل على الإطلاق
يجب معالجة الوضع الخطير في غزة والضفة من خلال وقف العدوان والإسراع في إنجاز ما هو مطلوب وطنيا
يجب أن يكون هناك قرار وطني مستند إلى إجماع وطني بشأن ضرورة ما ينبغي عمله
يجب توسيع منظمة التحرير لتشمل حركتي حماس والجهاد دون قيد أو شرط، ومن ثم تشكيل حكومة توافق وطني
هناك تقبلا دوليا لانضمام حركتي حماس والجهاد للمنظمة وتشكيل حكومة توافق وطني
يمكن توسيع المنظمة دون المس ببرنامجها ولا ببرنامج الفصائل
السلطة في حال ضعف سياسي شديد بسبب عدم إنجازها ما هو مطلوب منها
التهجير الداخلي والخارجي من القضايا الخطيرة التي يجب منعها في الحرب العدوانية على غزة
إذا واجهنا العالم متحدين في إطار منظمة التحرير سيضطر العالم للتعامل معنا
قال رئيس الوزراء السابق د.سلام فيّاض، إن الوضع القائم حالياً لم يسبق لها مثيل إطلاقاً من حيث طبيعة الحرب التدميرية العدوانية الدائرة رحاها الآن والتي لم تتوقف في مساحة صغيرة مساحتها حوالي 365 كيلو متر مربع، علاوة على الخسارة الكبيرة في الأرواح بالإضافة إلى الجرحى والمهجرين في الداخل والنزوح إلى الخارج.
وحول تقييمه للوضع، أوضح فيّاض خلال لقاء معه على قناة (فرنسا 24) أن هناك خطر في غزة والضفة، لذلك يجب العمل بشكل حثيث وفوري لمعالجة ذلك بدءاً من وقف الحرب العدوانية، والإسراع في إنجاز ما هو مطلوب وطنيا لتوفير أداة للضغط على حكومة "إسرائيل" لوقف هذه الحرب العدوانية في أسرع وقت ممكن.
"الحديث عنّي وليس معي"
وبشأن الحديث المتداول عن أن سلام فياض هو رجل المرحلة المقبلة، قال فيّاض إن "هذا الحديث عني وليس معي. كما أكدت أكثر من مرة هذا موضوع يتطلب قرارا وطنيا مستندًا إلى إجماع وطني بشأن ضرورة ما ينبغي عمله. هذا هو الأساس وقد تقدمت بصيغة محددة بمقترح لكيفية التعامل مع إيجاد إطار يوفر آلية لتحقيق هذا الإجماع لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال حكومة متوافق عليها من منظمة التحرير الفلسطينية وتوسيعها لتشمل كافة الفصائل ومكونات العمل السياسي الفلسطيني بما يشمل حركتي حماس والجهد الإسلامي.
وأضاف فيّاض أن هذا أمر بالإمكان إنجازه بسرعة كبيرة من خلال الدعوة العاجلة والفورية لاجتماع الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية كما حصل آخر مرة في شهر تموز الماضي في مدينة العلمين المصرية.
توسيع المنظمة وتشكيل حكومة توافق
وتابع: عوضاً على أن يكون النقاش مفتوحاً بمسائل عدة، يجب التركيز في هذه المرحلة على ضرورة العمل لتوسيع المنظمة وبشكل فوري، وهذا قابل للإنجاز دون قيدٍ أو شرط إما من داخل المنظمة تجاه مكونات العمل السياسي خارج المنظمة أو من قبل حركتي حماس والجهاد وأي تنظيمات وفصائل أخرى تجاه المنظمة بشأن ما هو البرنامج، حيث يبقى برنامج المنظمة كما هو وبرنامج الفصائل والأحزاب يبقى كما هو.
وأكد أن الطاولة والخيمة يجب أن تتسع للجميع، وتعبّر عن تعددية سياسية. التحدي الذي يواجهنا هو كيفية إدارة هذه التعددية بفاعلية.
وقال فيّاض إن هذا الإطار يوفر الإمكانية لتحقيق التوافق المطلوب، فعندما تتوسع هذه المنظمة يمكن تشكيل حكومة توافق تقوم بما هو مطلوب منها في قطاع غزة والضفة الغربية. مضيفا: أستطيع القول بأنه يبدو لي مما يرشح أن هناك تقبلاً لهذه الأفكار على الساحة الدولية تحديداً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أيضاً الدول العربية، وعلى نطاق واسع فلسطينياً، ولكن ما لا أراه هو الحراك السريع في تنفيذ هذه الخطوات. هذا أمر مطلوب لأن عدم القيام بذلك بشكل فوري يعني عمليا عدم إيجاد آلية يمكن أن تشكل أداة ضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب.
وأكد أن المطلوب تنفيذه بشكل فوري هو البدء في اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحقيق الوحدة الوطنية المطلوبة في إطار منظمة التحرير، وأن يصار بعدها توفير الصيغة الملائمة كما اقترحت أو أي بديل آخر يمكن التوافق عليه للبدء بالشروع في التعامل مع تحديات المرحلة أولها وقف هذه الحرب العدوانية.
وأشار إلى أن استمرار الحرب العدوانية يعني عشرات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا في قطاع غزة من الضحايا، بالإضافة إلى التهجير الداخلي والهجرة الخارجية التي لا زالت موضوعا بالفعل خطير ويجب منع حدوثها، وبالاضافة إلى المجاعة والظروف المعيشية التي في منتهى الصعوبة.
السلطة في حالة ضعف سياسي شديد
قال فياض إن السلطة في حالة ضعف سياسي شديد، ولأسباب معروفة وفي مقدمتها فشل العملية السياسية على مدار ثلاث عقود من الزمن في إنجاز مكان متوقّعا منها لجهة قيام دولة فلسطينية مستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967،هذا لم يتم وبالتالي أضعف مكانة منظمة تحرير فلسطينية وبالتالي السلطة الوطنية فلسطينية، بالإضافة طبعاً إلى الانقسام الذي له علاقة بذلك والذي تجذّر بشكل خطير في عام 2007 ولا يزال قائماً حتى اليوم، هذا عنصر ضعف أساسي.
وأضاف: يجب توسيع منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عاجل لتشمل الجميع لكي تكون منظمة التحرير فعلا وليس فقط قولا مؤثرا شرعيا وحيدا للفلسطينيين كافة. يجب أن تبدأ معالجة حالة الضعفة التي نتحدث عنها، وهناك مسائل أخرى تتصل بكيفية الإدارة الفاعلة وجاهزية السلطة بقدراتها المؤسسية .
واعتبر أن العمل على تصويب المنظمة وتمكين السلطة بالقيام بهذه المهام مصلحة فلسطينية في المقام الأول، قبل أن يتحدث فيها العالم الخارجي واللاعبون الدوليون، وذلك بشكل يستجيب لاحتياجات المواطنين بفعالية وبكفاءة وباقتدار وبنزاها وشفافية. هذه أمور بديهية ولكن نقطة البداية والمدخل لذلك هو التمكين السياسي الذي تحدثت عنه والذي يتحقق بكل تأكيد من خلال توسيع منظمة التحرير لتشمل الجميع.
العالم سيضطر للتعامل معنا إذا كنا موحدين
وحول معارضة الدول الغربية لوجود حماس في منظمة التحرير، قال فيّاض إن الموضوع لا يتطلب إطلاقاً تغيير برنامج منظمة تحرير فلسطينية ولا يتطلب من حركتي حماس والجهاد أو أي فصائل أخرى تعارض برنامج منظمة تحرير فلسطينية أن يقوم أي من هذه الأطراف بتغيير البرنامج السياسي الخاص بهم.
وأضاف: هذه خيمة للجميع بصرف النظر عن رؤى والاجتهادات بشأن ما يمكن أن يشكل حلاً مقبولاً من قبل الفلسطينيين كافة. هذه مسألة محسومة، نعم هناك أصوات معرضة وكان هناك ما يسمى بشروط الرباعية الدولية، لكن لدي قناعة مطلقة بأنه إن توحدنا في إطار ما ذكرت وبالكيفية التي ذكرت وواجهنا العالم متحدين بالقول ها نحن الفلسطينيين هذا شكلنا وهذه منظمتنا وهذا بيتنا السياسي وهذه الطريقة وهذه المنظمة تعبر عن وجه نظرنا جميعا، سيضطر العالم للتعامل معنا.
وتابع: لماذا لا نبادر؟ لماذا نفترض أن صيغ من هذا النوع ستواجه بالرفض؟ يجب أن نبادر ونفرض وجودنا على الساحة الدولية من خلال الالتفاف حول البيت الجامع للفلسطينيين، ولكن في إطار يتسع للجميع، وفي إطار يحتضن جميع الرؤى، خاصة أن الرؤية التي يستند إليها برنامج منظمة التحرير لم تحقق ما هو مطلوب على مدارس 30 سنة. الموضوع ليس فقط متصلًا بحماس والجهاد لجهة الفصائل وأحزاب، بل هذه قناعات تشكلت عن قطاع واسع من الشعب الفلسطيني ويجب الإقرار بهذه الحقيقة من منطلق الحرص على الأداء بمسؤولية على النحو الذي ذكرت. علينا أن نبادر ونمضي قدماً في هذه الإجراءات اللازمة ونواجه العالم متحدين بهذه الصيغة، لذلك لدي قناعة مطلقة بأن العالم سيضطر للتعامل معنا.