"هارتس": لا صورة نصر دون إعادة “المخطوفين”
هآرتس
لا
توجد ولن توجد صورة نصر بدون إعادة المخطوفين. فالتخلي عن الصفقة، مهما كانت أليمة
– وترك إضافي لأولئك منهم ممن لا يزالون على قيد الحياة لمصيرهم، لن يسمحا للمجتمع
الإسرائيلي أن يشفى من جراح 7 أكتوبر.
إن
تصريحات نتنياهو وشركائه في اليمين في الآونة الأخيرة تكشف أمانيهم: أن تقوم حماس
عنهم بالعمل القذر، فتشدد مواقفها وتفجر الصفقة. وهكذا يكون بوسعهم توجيه نظرة
متساذجة لعائلات المخطوفين وللجمهور كله متهمين منظمة الإرهاب بفشل الاتصالات،
ليواصلوا الحرب ويكسبوا مزيداً من الوقت لبقاء الحكومة.
إن
التنازلات التي ستكون إسرائيل مطالبة بها جسيمة بالفعل: تحرير آلاف السجناء وتوقف
طويل للقتال في قطاع غزة مقابل تحرير دفعة أولى من نحو 35 مخطوفاً. تحدث الوزير بن
غفير ضد مثل هذه الصفقة ونثر تهديدات بتفكيك الحكومة، فيما يسير الوزير سموتريتش
في أعقابه.
في
ضوء معارضتهما، يبدو نتنياهو غير مستعد للتعهد أيضاً؛ ففي زيارة إلى مستوطنة
"عيليه” هذا الأسبوع، قال إن الحكومة "تعمل على تحقيق مخطط – لكن ليس بكل ثمن… لن
ننهي الحرب. لن نخرج الجيش من القطاع ولن نحرر آلاف المخربين”.
نتنياهو
يعلن عن التزامه بهدفيه اللذين بات واضحاً أنهما غير منسجمين معاً: تحرير
المخطوفين وتصفية حماس. والتخلي عن صفقة الآن مثلها مثل حكم الإعدام للمخطوفين.
المعنى العميق لمثل هذا التخلي هو خرق صريح للعقد الأساس الذي بين الدولة
ومواطنيها.
ينبغي
السؤال: إذا كانت إسرائيل ستتجرأ على ترك المخطوفين لحتفهم وعائلات المخطوفين
لعذابات انعدام اليقين والثكل – فأي نوع من الدولة ستبقى هنا؟
هذا
الأسبوع وقفت عدينا موشيه، التي تحررت من أسر حماس، أمام الكاميرات وتوجهت
لنتنياهو. روت عن وضع صعب يمر به المخطوفون العجائز الذين يذوون في أنفاق حماس،
واستجدته العمل على إعادتهم قبل قوات الأوان.
على
رئيس الوزراء ووزراء اليمين الإنصات لهذا الاستجداء الذين يشارك فيه كثير من
الجمهور والاستجابة له.