شريط الأخبار
المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل الحد الأدنى للأجور: الفناطسة يطالب برفعه الى 300 وعوض يقدره بين 340 - 480 دينارا الملك يمنح أعلى وسام ملكي بريطاني من تشارلز الثالث الملكة تزور جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا

"هارتس": نهاية عهد نتنياهو تلوح بالأفق

هارتس: نهاية عهد نتنياهو تلوح بالأفق


    هآرتس-  يحيعام فايس

في 21 تشرين الاول، بعد اسبوعين على بدء حرب المذبحة، تم الاحتفال بعيد ميلاد بنيامين نتنياهو الـ74، وفي أيار 1996 عندما تم انتخابه للمرة الاولى لرئاسة الحكومة في اسرائيل كان عمره في حينه 47 سنة. نتنياهو نجح في فعل ذلك رغم المناخ العام الذي ساد بعد قتل رئيس الحكومة اسحق رابين، ورغم المعارضة الشديدة في اوساط أمراء الليكود. الامراء، لا سيما دان مريدون وبني بيغن، اللذين انضما لحكومته الاولى، وبعد فترة قصيرة جدا قدما استقالتهما واغلقا الباب. اهود اولمرت وروني ميلو، رؤساء البلديات، اولمرت في القدس وميلو في تل ابيب – يافا، تعاملا مع نتنياهو باحتقال، وحتى باشمئزاز، وفعلا كل شيء من اجل المس به. ولكن نتنياهو نجح في اجتيازهم ووصل الى رئاسة الليكود والى مكتب رئيس الحكومة. بالنسبة له النجاح في الوصول الى القمة، رغم أن والده لم يكن في أي يوم في منصب رئيسي في حركة حيروت ولم يكن بروفيسور في الجامعة العبرية، هو نقطة مهمة، نوع من الانتقام العائلي.منذ ذلك الحين نتنياهو يشغل منصب رئيسي في حياتنا – بالخير والشر. الاستراتيجية الرئيسية التي مكنته من الاستمرار في المنصب لفترة طويلة جدا هي اتخاذ القرارات ليس حسب مصالح الدولة أو حسب مواقفه الشخصية. هدفه كان واحد ووحيد وهو مواصلة التمسك بالحكم. مثال بارز على ذلك هو قرار دفع أي ثمن، حتى الاعلى، من اجل اطلاق سراح جلعاد شليط. هذا القرار كان يختلف كليا عن قرار اهود اولمرت الذي كان سلفه في منصب رئيس الحكومة. ورغم أن اولمرت ادرك ألم افيفا ونوعم شليط، والدي جلعاد، إلا أنه لم يكن مستعد لدفع ثمن اطلاق سراحه.حتى اليوم يواصل اولمرت الادعاء بأن اطلاق سراح اكثر من ألف مهاجم، من بينهم من كانوا مشاركين في عمليات قتل وفظائع، تسبب بالضرر الكبير لأمن الدولة. نتنياهو كان على استعداد لاتخاذ هذه الخطوة رغم أنه عارض دائما خطوات "داعمة للارهاب" ورفع هذه الراية منذ بدأ في شق طريقه السياسية.نتنياهو كان مستعد لأن يدفع الثمن الباهظ لهدف واضح وهو المس بالاحتجاج ضد غلاء المعيشة، "احتجاج الكوتج" في صيف 2011، والقضاء عليه. عشرات الآلاف شاركوا في المظاهرات وفي خيام الاحتجاج في مركز تل ابيب. وبالنسبة له خطوات الاحتجاج هذه كانت تمثل تهديدا حقيقيا، على الحكومة وعليه شخصيا. الصفقة مع حماس، اطلاق سراح 1027 سجين فلسطيني مقابل جلعاد شليط، يمكن اعتبارها عملية هدفها الرئيسي كان شخصيا – سياسيا – تعزيز أسس حكمه. كل ذلك خلافا لمبادئ رسمية – امنية، وحتى خلافا لنهجه العلني. الحديث يدور عن خطوة تهكمية لا اساس لها، منحت نتنياهو بضع سنوات حكم، من بينها سنوات بلفور السعيدة (بالنسبة لكل أبناء عائلته).

 دوافع نتنياهو لتشكيل الحكومة الحالية تشبه بدرجة كبيرة دوافعه في كل ما يتعلق بصفقة شليط: ضد مبادئ اساسية رسمية، من اجل الحصول على ملذات الحكم، لكن في هذه المرة نجح بشكل أقل. الآن نتنياهو لا يستطيع استخدام والسيطرة على كل النقاط التي وفرتها له عجلة القيادة لسنوات كثيرة. ثلاثة احداث هزت وضعه. الحدث الاول هو تشكيلة الحكومة. للمرة الاولى في تاريخ الدولة هي تستند الى احزاب اليمين العنصري التي لم تكن شرعية أبدا، ورؤساؤها سموتريتش وبن غفير هما وزيرين هامين فيها وتوجد لهما قوة كبيرة لتوجيه قرارات الحكومة. يمكن القول إنه بهذه الحكومة توقف نتنياهو عن أن يكون صاحب البيت، وأصبح نوع من الدمية. بجلوسه على كرسي الامن الوطني فان بن غفير يدير شرطة اسرائيل وكأنها ضيعته الشخصية، بالاساس الحزبية. هدفه هو تحطيم قواعد اللعب في الشرطة من اجل أن تعمل حسب رغبته، وهو سيفعل كل ما في استطاعته لتحقيق هذا الحلم المخيف. نتنياهو يدرك جيدا معنى خطواته، لكنه يفضل الصمت والتجاهل بسبب قدرة بن غفير على حل الحكومة. نتنياهو لا يخاف من يئير لبيد، لكنه خاف ويخاف من "فتى التلال" بن غفير.الحدث الثاني الذي ضعضع وضع نتنياهو كان في 24 تموز 2023، اليوم الذي صادقت فيه الكنيست بشكل نهائي باغلبية، 64: صفر، على القانون الذي الغى ذريعة المعقولة، وممثلو المعارضة امتنعوا عن التصويت. قبل التصويت طلب رئيس الاركان هرتسي هليفي التحدث مع نتنياهو من أجل التوضيح له الى أي درجة يمكن أن تمس بالأمن بشكل عام، وبالعلاقات الحساسة بين جنود الاحتياط وبين الجيش النظامي بشكل خاص. نتنياهو لم يوافق على طلبه والمحادثات بينهما جرت فقط بعد التصويت الدراماتيكي في الكنيست. رئيس الحكومة فضل مرة اخرى الاعتبارات الشخصية والحزبية على الاعتبارات الرسمية. الحديث يدور عن حضيض وصل اليه رئيس الحكومة وقائد الجيش في كل تاريخ الدولة.الحدث الثالث هو كارثة 7 اكتوبر. منذ ذلك الحين نتنياهو يعمل كل ما في استطاعته من اجل التملص من الحقيقة البسيطة وهي أنه المسؤول الاعلى والرئيسي عن العملية التي كانت بدايتها في تشكيل الحكومة الحالية ونهايتها كانت الكارثة الفظيعة. كل من لديه رؤية تاريخية قليلة سيقول بأن نتنياهو مرتبط جدا وحتى بشكل كامل مع هذه الكارثة.