دراسةاسرائيلية: تراجع كبير بالمناعة القومية في إسرائيل إثر الحرب
أظهرت دراسة جديدة حدوث تراجع كبير في مؤشر المناعة القومية في إسرائيل، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. كما دلّت الدراسة على تراجع المناعة المجتمعية والشخصية، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف".
وأفاد
الباحثون الذين أجروا الدراسة بتراجع كبير في مؤشر الأمل والتضامن الاجتماعي وثقة
الجمهور بمؤسسات الدولة، وتوقع تضرر التكتل الاجتماعي في إسرائيل.
وأجرى
الدراسة الباحثان بروفيسور شاؤول كمحي وبروفيسور بروريا عديني من قسم إدارة أوضاع
الكوارث والطوارئ في جامعة تل أبيب، وبروفيسور يوحنان إيشل ود. هداس مارتسيانو من
كلية تل حاي الأكاديمية. وشملت الدراسة 1360 شخصا واستندت إلى ثلاثة استطلاعات
أجريت في الأشهر الأخيرة، حسبما ذكرت الصحيفة أمس، الأحد.
وأشار
الباحثون إلى أن المعطيات في الدراسة تدل على شعور بالإحباط لدى الجمهور، تم
التعبير عنه بالتراجع في مؤشر الأمل، التضامن الاجتماعي وثقة الجمهور بمؤسسات
الدولة.
وشدد
الباحثون على أن المعطيات تشكل إشارة تحذير ينبغي أن تقلق السلطات في الدولة، وأنه
من دون التعامل مع احتياجات وتوقعات السكان في إسرائيل، فإن التأييد والدعم الذي
يمنحه الجمهور للمسؤولين في الدولة من أجل استمرار الحرب على غزة يتراجع بقدر كبير.
ووفقا
للمعطيات التي تضمنتها الدراسة، فإن نسبة المناعة القومية في الاستطلاع الأول كانت
مرتفعة جدا وبنسبة 4.1، وتراجعت إلى 4.05 بعد شهر، ثم تراجعت في الشهر التالي إلى
3.85. ورُصد تراجع مشابه في مؤشري المناعة المجتمعية والمناعة الشخصية أيضا.
ووجد
الباحثون أن تراجعا حصل بالثقة بالدولة وزعيمها من 3.81 إلى 3.43. وتراجعا مشابها
طرأ على الثقة بمؤسسات الدولة والتضامن الاجتماعي. كذلك طرأ تراجع على مستوى
الأمل من 3.75 في الاستطلاع الأول إلى 3.68 في الاستطلاع الأخير. ويرى الباحثون في
إسرائيل والعالم أن مؤشر الأمل هو أفضل مؤشر على مستوى المناعة القومية.
ويتعبر
الباحثون أن "تراجع مؤشرات المنعة تنبع على ما يبدو من أن غايات الحرب لم
تتحقق حتى الآن. ويشعر الجمهور بالإحباط بسبب استمرار الحرب في الشمال والجنوب،
الثمن الباهظ بمقتل جنود كثيرين وعدم إعادة المخطوفين. ولم تتم حتى الآن إزالة
التهديد بحرب شاملة في الشمال، ولا توجد بعد إجابات واضحة لمئات الآلاف الذين تم
إجلاؤهم" عن بلداتهم في شمال وجنوب إسرائيل.
وأضاف
الباحثون أن التخوف من استمرار تراجع مستويات المناعة قد يتم التعبير عنه بأضرار
تلحق بالنسيج الاجتماعي، الشعور بالوحدة والتكتل الاجتماعي.
وتابعوا
أنه "من أجل تمكين المجتمع الإسرائيلي من مواجهة المصاعب والتحديات التي ما
زالت ماثلة أمامنا، ينبغي أن تعمل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني من أجل تعزيز
التكافل المتبادل والتضامن بين أجزاء الشعب"