شريط الأخبار
أمريكا تطبخ سرا خطة لإدارة غزة تخدم نتنياهو وتستبعد السلطة الفلسطينية الذهب يقفز لاول مرة عن حاجز 2700 دولار للاونصة الاردن بخوض معركة المحافظة على الاونروا بمواجهة مخططات التصفية الاسرائيلية الاحتلال يزعم تسلل 3 من الاردن واصابة جنديين.. واستشهاد منفذين اثنين مقتل 5 عسكريين اسرائيليين بمعارك جنوب لبنان.. وحزب الله يواصل قصفه القائد السنوار يستشهد بعد اشتباك مع قوة صهيونية واستشهد قائد المقاومة واقفا.. وبقيت روح الأسطورة اعلام عبري: "حزب الله" يتعافى ويُكثف قصفه وإسرائيل تُعاني نقصا بالصواريخ قصف امريكي ثقيل على مخازن اسلحة باليمن الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات على الواجهة الغربية شركات التامين: لائحة الاجور الجديد لنقابة الاطباء ستضر بشكل مدمر المواطن الاحتلال النازي يواصل ابادة شمال غزة: قتلا وتدميرا وتجويعا الجنوب اللبناني يستعصي على الغزاة.. وقتلى وجرحى اسرائيليين الأردن يرحب بقرار أممي يطالب بوقف الاحتلال إجراءاته في القدس ازمة هجرة حادة تجتاح أوروبا.. والقارة العجوز تعيد المجد للنازية الملك يستقبل وزير خارجية إيران: الأردن لن يكون ساحة للصراعات الإقليمية المنطقة العسكرية الجنوبية تنفذ تمرين "الوعد الحق" لاختبار الجاهزية العملياتية الملك يؤكد ضرورة الاستفادة من الفرص السياحية والطبيعية والزراعية بالطفيلة "مكاتب الاستقدام".. شمول عاملات المنازل بالعلاج النفسي الملك يستهل زيارته للطفيلة بتفقد جامعتها التقنية

الحرب الدينية: "جيل الشهداء"...و"الجيل الشاهد"

الحرب الدينية: جيل الشهداء...والجيل الشاهد

د. أسعد عبد الرحمن
    رغم تحذيرات قديمة/جديدة، فلسطينية وعربية ودولية، من الوصول الى حافة "الحرب الدينية"، تأكد للمراقبين أن اتباع "الفكر التلمودي المحَّرَف والمنحرِف" للذين يسيطرون على الحكومة الاسرائيلية الحالية كفيل بالمضي قُدماً في اتجاه مثل تلك الحرب. بل إن سياسات (بنيامين نتنياهو) الذي رئس على مدى سنوات طويلة حكومات هيمنت على الحياة الاسرائيلية (وبالذات الحكومة الراهنة) إنما كانت – عملياً وجوهرياً – تصب الحبوب باستمرار في طاحونة الحرب الدينية. واليوم، ها هم دعاتها من الاسرائيليين يتذوقون بعض مرارة هذه الحرب التي سعوا اليها بوعي ديني مزيف، او نابعة من مضمون صهيونيتهم الاستعمارية/العنصرية/الاحلالية القائمة على التهجير والتطهير العرقي حتى لو أدى ذلك الى ابادة جماعية أمام اسماع وانظار العالم!! هذا العالم الذي ، بدأوا بتنفيره منهم واستجلاب عدائه لهم لأول مرة في تاريخهم المعاصر، والحبل على الجرار!
     وعلى صعيد جماهير العالمين العربي والاسلامي، نلحظ أن علائم وتباشير الوعي الجذري بطبيعة الحركة الصهيونية قد بدأ يتبلور في (1)"ضوء" (اقرأ: ظلام) المقارفات الاستعمارية الاسرائيلية المستندة الى التطهير العرقي والابادة الجماعية على امتداد الارض الفلسطينية (وبالذات في قطاع غزة و الضفة الغربية وخاصة في شمالها والقدس) وايضاً (2) في ضوء المقاومة الفلسطينية ذات الثقل الجهادي الاسلامي الراهن. واذا كانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي تمثلان راس الحربة البارز في الجهاد السني المتناغم، بل المندغم، مع الجهاد الشيعي، فإن القادم أعظم مع تحولات الصراع مع الصهيونية التلمودية (المحرفة والمنحرفة)الى صراع ديني. ذلك، ان مخزون الاستشهاد، سواء في الدين الاسلامي أو في الدين المسيحي العربي، إنما هو مخزون هائل سرعان ما يتفعل مع اتضاح مساعي الصهيوينة التلمودية لتهويد ارض فلسطين (وغيرها لاحقاً) بحيث تشتمل عملية التهويد على التطهير العرقي (بشتى الاساليب العنيفة و "الناعمة") مستهدفاً معه الوجودين العربي المسلم/ والعربي المسيحي بما في ذلك مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين، الأمر الذي سيستنهض همم الكفاح والنضال والجهاد والاستشهاد لدى المسلمين وعموم العرب لسنين طويلة قادمة.
   ولأسباب ثقافية بنيوية، فان يهود الكيان الصهيوني قد اختاروا الحياة وبالذات بعد "انتصارهم"  في "حرب الايام الستة" (اقرأ: الساعات الستة!!!) ، تلك الحرب التي اسميناها "نكسة" وهي هزيمة فادحة فاضحة! عندئذٍ تحولت "إسرائيل" من "إسبارطة" الى "أثينا". وفي المقابل، ولأسباب ثقافية بنيوية ايضاً (قوامها موروث ديني عميق) نجد لدى المسلمين واشقائهم المسيحيين العرب حالة مترسخة من إعلاء قيمة الاستشهاد سواء في سبيل الله والدين والوطن موجودة في القرآن والسنة، وفي الانجيل. وطبعاً، تزداد قوة هذه "الثقافة الاستشهادية" على وجه الخصوص لدى المنتظمين في أحزاب وحركات (اسلامية، أو قومية عربية أو "سورية"، او وطنية مثل الفصائل الفلسطينية...الخ). بل إن المنتمين الى اي من هذه الحركات /الاحزاب/ الفصائل (وبالخصوص في مواجهة القوى الاستعمارية وفي المقدمة منها الحركة الصهيونية) يعتبرون انفسهم "مشاريع شهداء" هم في اوج حيواتهم، مثلما ان دينهم وعوائلهم/قبائلهم/ عشائرهم/شعوبهم ينظرون اليهم (حين يرتقون بالاستشهاد) باعتبارهم قد حصلوا على أعلى مراتب الشرف؛ فيستقبلون بالتكريم الديني والمجتمعي الخاص، وبزغاريد الامهات والشقيقات وعموم النساء. وفي هذا السياق، فقط تذكروا شعار الوداع الحاشد غير المسبوق للشهيد القائد إسماعيل هنية في طهران: (هنيئاً لك يا هنية). والحال كذلك، وبفضل قوة الانموذج الذي يرسّخه هؤلاء الشهداء يصبحون في مماتهم (بمعنى محدد) "احياء" كونهم يستولدون "مشاريع شهداء" جدد على اتم الجاهزية للاستشهاد وبالتالي لاستيلاد غيرهم من "مشاريع الشهداء" ...وهكذا دواليك. 
     وعن الانتقال - فلسطينيا- من ضفة نهر "جيل الاستشهاد" الى ضفة "الجيل الشاهد" نلحظ أن هذا الجيل هو –حقاً- "الشاهد" (1) على عطاء الشهداء الذين ارتقوا، مثلما هو شاهد أيضاً (2) على حرب إبادة أصابت كافة مقومات الاهل (البشر، والشجر، والحجر)! ولعل من أجمل ماقيل - في العقل الجماعي للمسلمين وللمسيحيين العرب – عن كواكب هؤلاء الشهداء: 
"أيها الشباب ان عيون الشهداء تحدّق بكم. اذا ضللتم الطريق فاتبعوا الشهداء، وسلام لشهداء أخذهم الموت ليعلم الأحياء معنى الكرامة". ويكفي الشهيد –في العقل الجماعي ذاته- انه"حي يرزق عند الله، ويكفيه أيضاً انه دخل الجنة بدون حساب". وكذلك قولهم: "أشرف الموت موت الشهداء، ولا نبكيهم لأنهم باستشهادهم قد بدأوا للتو حيواتهم، وانهم حين يرون من فضل الشهادة فانهم يحبون الرجوع الى الدنيا ليستشهدوا من جديد".  
    والحال كذلك، أوليس من الصحيح الافتراض أن سياسة نتنياهو (وصحبه من اتباع الفكر التلمودي المحّرف والمنحرف) الذين يدفعون الامور باتجاه الحرب الدينية، انما هم ينتهجون سياسة عبثية مجنونة تقودهم الى مصير مظلم، طال الزمان ام قصر؟
ــ الراي