الذكرى الاولى لطوفان الاقصى.. الفشل الاستراتيجي يلاحق اسرائيل والحرب الاقليمية تقترب
في الذكرى السنوية الأولى لعملية «طوفان الأقصى»، التي تحل
اليوم الاثنين، بعد ان غيرت وجه الشرق الاوسط، ومرغت وجه اسرائيل وعسكريتها بالارض
وحطمت فيها اسطورة الجيش الدي لا يقهر، تقف المنطقة كلها على اعتاب حرب اقليمية
واسعة في ظل توسيع العدو الاسرائيل لحربه لتشمل عدة جبهات وتهديده بفتح جبهة كبيرة
مع القوة الاقليمية الكبيرة ايران.
بدا طوفان الاقصى في مثل هذا اليوم 7 اكتوبر من العام الماضي، ونفذته
المقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة منذ سنوات طويلة، محدثة صدمة لدى المنظومة
الأمنية للاحتلال الذي انتقم بارتكاب إبادة جماعية في غزة، استشهد على إثرها
41,870 شهيداً وسط حصار تسبب بمجاعة واسعة، وأوامر تهجير أسفرت عن نزوح مليونين من
سكان القطاع.
ومقابل حرب الابادة التي شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بدعم
وتواطؤ كامل من الولايات المتحدة، فتحت المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية
جبهات اسناد قوية ضد العدو ملحقة به خسائر بشرية ومادية واقتصادية واسعة، فيما دخل
العدو في حرب عدوانية شاملة من حزب الله مع اصرار الاخير على ربط وقف قصف اسرائيل
بوقف العدوان على غزة.
ودفع حزب الله خسائر كبيرة من قياداته وافراده ومقدراته والبنى
التحتية اللبنانية في ظل تمسكه باهدافه ونضاله باسناد الشعب الفلسطيني، وما يزال
يوجه الضربات الصاروخية المؤثرة على شمال فلسطين المحتلة وصولا الى حيفا وطبريا
والعمق الاسرائيلي.
فيما شن اليمنيون هجمات واسعة على فلسطين المحتلة، وعلى السفن
التي تورد مواد لاسرائيل، وقوات بحرية من
الاساطيل الامريكية والغربية، واغلقت باب المندب وممر البحر الاحمر بوجه واردات
اسرائيل، وما تزال فيما تعرضت لضربات امريكية واسرائيلية شديدة الحقت خسائر واضحة
باليمن.
ايران كانت المتهم الابرز بالخطاب الاسرائيلي والامريكي بدعم
وتشجيع المقاومة بغزة وغيرها من جبهات الاسناد، فتعرضت لتهديدات من امريكا
واسرائيل وتعرضت مصالحها بغيرمكان للاعتداء الاسرائيلي وعدد من الاغتيالات، ما
دفعها لتوجيه ضربات عسكرية صاروخية وبالطائرات المسيرة مرتين، كانت اقواها
الاخيرة، ما دفع العدو الى التهديد برد قاس على ايران.
وتقف المنطقة اليوم على شفا حرب اقليمية واسعة تزعم امريكا انها
لا تريدها لكنها تشجعها بالدعم السياسي والعسكري المطلق للعدو الصهيوني.
واعتبر عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية
والإسلامية لحركة «حماس»، خليل الحية، أن عبور السابع من أكتوبر المجيد، حطم
الأوهام التي رسمها العدو الإسرائيلي لنفسه، واستطاع أن يقنع بها العالم والمنطقة،
عن تفوقه وقدراته المزعومة.
وأضاف الحية في تصريح صحافي بمناسبة مرور عام على
معركة طوفان الأقصى، أن «النخبة المجاهدة استطاعت خلال ساعات معدودة، تركيع الكيان
الإسرائيلي وتحييد أهم فرق جيشه، ويتركهم بين قتيل وأسير وجريح، وما زال أبناء
القسام وفصائل المقاومة، يُسطّرون أروع المعارك وهم يدافعون ويذودون عن أهلهم
وذويهم».
وأوضح أن «لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم يأخذ
شعبنا الفلسطيني حقوقه كاملة، والاحتلال مركز الشر والخراب وعدم استقرارها».
وتزامناً مع الذكرى السنوية لـ»طوفان الأقصى»، واصلت
إسرائيل ارتكاب المجازر في القطاع، حيث نفذت مجزرتين بقصف مسجد شهداء الأقصى
الملاصق لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط) ومدرسة ابن رشد في الزوايدة
(وسط)، ما تسبب باستشهاد 24 فلسطينياً وإصابة 93 آخرين.
كما شنت هجوما بريا على مناطق شمال قطاع غزة، وألقى
جيشها منشورات من الجو تطالب السكان بالتوجه إلى مناطق الجنوب.
فيما واصلت قصفها العنيف والاجرامي على لبنان وضاحية بيروت
الجنوبية، بينما تواصل المقاومة اللبنانية دك معسكرات ومستوطنات ومرافق عسكرية
بالصواريخ التي تدفع ملايين الاسرائيليين الى الملاجيء يوميا.
ورداً على هذه المجازر، تتواصل عمليات المقاومة، حيث
أعلنت «كتائب القسام»، أمس عن قتل وإصابة جنود إسرائيليين خلال توغلهم شمال قطاع
غزة.
وقالت «القسام» إن مقاتليها «تمكنوا من تفجير منزل
مفخخ مسبقا في قوة صهيونية قوامها 10 جنود وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة
الحاووز غرب مخيم جباليا».