ازمة هجرة حادة تجتاح أوروبا.. والقارة العجوز تعيد المجد للنازية
د.
موسى العزب
صباح
اليوم رست سفينة تابعة للبحرية الإيطالية "لإفراغ" 16 رجلاً من أوائل
المهاجرين على رصيف ميناء ألباني بعد أكثر من 36 ساعة من السفر، وذلك بموجب
الاتفاق المثير للجدل الذي وقعته جيورجبا ميلوني رئيسة الحكومة اليمينية المتطرفة
مع الحكومة المرتزقة في تيرانا.
"إعادة" تدوير
طالبي اللجوء هذا، غير مسبوق في أوروبا ويواجه النقد والإستنكار من معظم المنظمات
غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان في أوروبا.
سيتم تسجيل إدخال
الرجال الستة عشر، وهم من مصر وبنغلاديش، في النقطة التي أقامتها إيطاليا في
الميناء الألباني، قبل نقلهم إلى مركز إحتجازهم والذي يبعد مسافة 20 كيلومترًا عن
الميناء. وتبلغ سعة المراكز حاليا على 1000 مبيت، ثم تزداد تصل إلى 3000 مكان في
نهاية المطاف، وهي أرقام متواضعة بالنسبة لحركة الهجرة ولا تبرر هذا التنكيل
العنصري.
تبرر
السلطات الإيطالية بأن طلبات اللجوء ستقدم في المعسكر بانتظار الرد من روما، ولكن
في الإنتظار سيتم إسكان طالبي اللجوء في سكن ضيق مسبق الصنع يشبه الزنازين، محاط
بأسوار أمنية عالية، تراقبها الكاميرات وأفراد من الشرطة الإيطالية على مدار
الساعة.. وفي حالة رفض الطلب الأخير، يتم إعادتهم إلى بلدهم الأصلي.
مستقبلا
سوف تعترض السلطات الإيطالية هؤلاء الأشخاص إثناء وجودهم في المياه الدولية، حتى
قبل وصولهم إلى أراضيها، ليجري نقلهم إلى ألبانيا بفضل الاتفاق المثير للجدل والذي
تم توقيعه بين روما وتيرانا في تشرين ثاني 2023. وقد وقعت حكومة ميلوني اليمينية المتطرفة
الإتفاقية والتي نصت على إنشاء مركزي إحتجاز في ألبانيا. وتمتد الإتفاقية لخمس
سنوات، تتلقى بموجبها تيرانا مبلغ 160 مليون يورو سنويًا!!
وترى العديد من
المنظمات غير الحكومية أن هذه تعتبر تجربة سياسية خطيرة جدا وتعتبر انتهاكا فاضحا
للقواعد الدولية. وقد وأكدت سوزانا زانفريني، مديرة المنظمة غير الحكومية لحقوق
الإنسان في إيطاليا، أن "أول الأشخاص الذين يصلون إلى مراكز الاحتجاز
الإيطالية الجديدة يستحقون أفضل من التعرض لهذه التجربة المريرة".
للأسف،
موقف المنظمات غير الحكومية لا يعكس توجهات الرأي العام الأوروبية، ونحن نرى بأن
الحالة الإيطالية آخذة بالتوسع والتناسل مع وصول اليمين العنصري والنيوليبرال بقوة
إلى الحكم، وفي هذا المجال كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين مع بداية
تفعيل إيطاليا إتفاقيتها مع ألبانيا -وهي دولة ليست عضوا في الإتحاد الأوروبي- عن
رسالة إلى الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نشرت مساء الاثنين، تتضمن
مقترحا بوضع تشريع جديد من شأنه أن يسرّع عمليات ترحيل المهاجرين "غير
النظاميين"..!!!
إلى
أين تسير أوروبا؟!
إلى
أين ينحدر العالم الرأسمالي؟!