غيفارا فلسطين ؛ ؛ ؛
سهير نجار
عظّمَ
الله أجرنا جميعاً نحنُ الأحرار حول العالم ، و هنيئاً له الشّهادة ،
و
هنيئاً لنا أنِ اتَّبَعنا الحقَّ
و
لا شيءَ غيرَ الحقّ،
لمْ
نَتَلَوَّن بالرّماديّ ،
و
لم نَكُ عَبيدَ مصالِحِنا،
لا
نبتَغِ غيرَ وجهِ اللهِ و الوَطن،
و
نحمد الله أن عاصَرنا رجالَ اللهِ بحقّ .
و
ربنا يعين و يهدي اللي (لسانُ) حالِهِمْ (مَكْطوم) -يِصعَبْ على الكافِر كما
يُقال- صامِتونَ كأنَّ على رؤوسِهِمُ الطَّير !!
لأنّو
أيّ شخص/ شخصة منذ 7 أكتوبر2023 -بالذّات - ما نطق بالحقّ ، كَحدًّ أدنى من
التّفاعُل ، أنا بَكوول لهؤلاء فِش داعي لوجودِكُم حينَ ننتصِر ؛ ببساطة -و
قريباً بإذنِ الله تحرير فلسطين كلّ فلسطين من المَيِّة للمَيِّة و مِن راس
النّاقورة لأمِّ الرّشراش- فشَعبُ الجبّارينَ منذ أكثر مِن
ثَمانية عقود ليس لديهِم إلا هدفين : النّصر أو الشّهادة ، لا ثالِثَ لَهُما.
هو
شعبٌ تليقُ به الحياة ،شعبٌ يُتقِنُ الحياة ، يحبّ الحياة ، لكن يحبّ كرامتهُ أكثر
؛ يعرف قيمة الحياة ؛ فهُم حينَ يرتقي شهيدُهُم /شهيدَتُهُم صباحاً ،
يُصَلّونَ
الجنازةَ ظُهراً و يتقبَّلونَ التّهاني بالشّهادةِ و يوزِّعونَ الحلوى، ثمّ بعدَ
العَصرِ يَقلِبونَ طنجرةَ المَكْلوبة الفلسطينيّة بالبيتِنجان... أمّا بعدَ
المغربِ فسيَزُفّونَ
فاطِمة
بنت عِزِّ الدّين الرّنتيسيّ
على
عريسِها خليلٍ بنِ هاشِم الغَزّيّ ،
بَس
فيوليت بنت إيميلي (بنت عمّو أبو فادي ما غيرهُم اللي ساكنين بنفس الشّارِع اللي
فيه الكنيسة المعمدانيّة) ، فيوليت طلعَت حامل فمُضطرّة تُفطُم بنتها ( البطنِ
السّابع اللي جابَتها في أكتوبر 2023) ...
أمّا
بنت حَماها للعروس ، الدكتورة "عَناة" اللي بكت تداوِم في مستشفى
رفيديا الجِراحي بنابلس متذكرينها؟
اللي جوزها الأستاذ
" بَعلْ " المحامي ، مكتَبُه في رامَ الله ،، برضو ما بتِكْدَر تِحضَر
حفلِ الزّفاف بسبب الحرب الكونيّة على غزّة ؛ حتى أختها لَ "عَناة" مش
حتحضَر لأنهم نَكَلوها للمُستشفى الإندونيسيّ بغزّة ،كاعدة بتولد ب ( سنوار
) جديد ...هو إبنها (التّاسِع اللي جاءَ بعدَ صَيفْ ... فَسَجّلْ )يا رَعَاكَ
الله: (هذا هو الشّعبُ الذي لا ينتهي) الجبّارونَ يُتقِنونَ الحياةَ كما ينبغي لها...
رحَلَ
السّنوارُ و ما رَحَلَت فِلَسْطِين...
رحَلَ
في أكتوبر ..كما جاء في أكتوبر ..
و
خطّطَ لنصرِ أكتوبر ..
و
قَد نَظَمَ الشّاعِرُ الكبير "سعيد يعقوب" شِعراً سَديداا ؛ قصيدَةً
عَنوَنَها ب "السّنوار" ، قال في مَطلعِها:
"حَلِّق
بعيداً في الفضاءِ بَعيدا...
أحرَى
بِمِثلِكَ أن يكونَ شهيدا".
عزاؤنا
أنّ الشُّهَداءَ يجتمعونَ الآنَ في الفِردَوس، معَ الأنبياءِ المُلْتَقى، كيفَ
لا و الشُّهَداءُ أنبَلُ بني البشر ، أمّا باقي الموتى فسيبقونَ تحتَ
التُّرابِ هنا ماكِثينَ انتظاراً ليومِ البَعث ...
أمّا
بعد ، و بادِئَ ذِي بَدء ؛؛؛
أعتَقِدُ
إيماناً - لااااا ظَنَّ فيه -
أنّ
الكيانَ اللقيطَ المارِق ،
آآآآيِلٌ
للسّقوطِ قولاً واحداً ، يرونه بعيداً و الفلسطينيّ يراهُ قريباااا.
نكطة
و سطرٌ جديدٌ من مِسْك ،
خطَّهُ
و خطّطَ لهُ (البَطَلْ اللي شُفناه اللي مش خايف .. شُفنا البطل كيف حافِظ بلادو
عَن غِيبْ.. البطل اللي حفظ وَصاة أُمّه : يمّا احمِ فلسطين...) سطرٌ ليسَ كباقي
الأسطُر، لأنّهُ في كتابِ عُظَماءٍ غيّروا مَجرى التّاريخ : 7 أكتوبَر
2023 .
لا
تَقُلْ : مشكلتي إنّي بَفْهَم ،
بل
قلّ : مشكلتهُمْ إنّي بَفْهَم ؛ فالفَهْمُ حلٌّ لا مشكلة ، و حينَ يُرَدّدُ
بعضُ الإع...لام .. جملةَ:( اغتيال السّنوار...) يجبُ أن نعلَمَ العدوّ الأكثر
خطورة علينا، العدوُّ بقالَبِ صديق !! لأنَّ القائدَ يحيى السّنوار عاشَ
حُرّاً رَجُلاً راجِلاً ، و رحَلَ بطلاً مُقبِلاً غيرَ مُدبِرٍ ، لا
على فراشِهِ الحرير ،
مُتخَماً
و الحِسابُ البنكيُّ ثمناً لبيعِ الوطنِ بلا ضميرٍ و لا تفكير..
هو
سنوارُ فلسطينَ "الطّيّار".. رضي الله عنهما.
و
صبيحةَ استشهادِ أبي إبراهيم، استشهدَ بطلَين اثنين في عمليّةٍ نوعيٌةٍ
شجاعة لاثنينِ من أحفادِ أبطالِ الكرامة ، المعركة التي افتضحت أكذوبة الجيش
الذي لا يُقهَر ، ليعرفَ العالم كلّه أنّهُ الجيش الذي كانَ مُكبّلَ القدمين
بسلاسِلَ كي لا يَفِرَّ من المعركة ( و الكلّ بعرف شو كانوا لابسين لوازم (
التواليت) أجلَّكُمُ الله).
"إن
عِشتَ فَعِش حُرّاً ،،، أو مُت كالأشجارِ وُقفاً" انطبقت على أبي إبراهيم ؛
كيفَ
لا ؟ و بواسِلُ أمّتنا يستشهدونَ مقبلين لا مدبرين ، و استشهاد السّنوارِ
لأكبر دليل.
استشهادُ
القائدِ العظيم مهندس السّابع من أكتوبر ، جاءَ نتيجةً طبيعيّةً غيرَ مفاجِئة ، بل
هو تمناه لنفسِه و نحنُ تمنّيناهُ لهُ أيضاً ، و أنا من هؤلاءِ ال( نحنُ) ،
لكن كان عندي أمل بأنّ يكونَ عمرُ جهادِهِ أطولُ و أكثر إيلاماً ؛ لِيُرِيَنَّ
العدوَّ ما لم يرَه، ليسَ كلامي هذا انتقاصاً مِن جنودِ الله في غزّةَ هاشم
الحبيبة ، بل لخصوصيّةِ رجلٍ بحجمِه، و لا نُزكّي أحداً على أحدٍ و لا نزَكّي
أحداً على اللهِ ..حتّى لقاءَ اللهِ منتَصرينَ عامِلينَ بما أمَر.
لا
نقولُ إلا ما يُرضي ربّنا ، قدّرَ اللهُ و ما شاءَ فَعَل،إنّا للهِ و إنّا إليهِ
راجعون ؛
لكنّ
الفرقَ في الرّجوعِ إلى اللهِ هو :
كيفَ
و متى و أينَ و لماذا و لأجلِ ماذا و على أيّةِ هيئةٍ راجعووون ، هذا هو السّؤالُ
الوجوديّ الأزليّ الأبديّ؟ و هل رجوعنا ب"الياسين"؟ أم ب(
التّنازُلات...)؟
شهيدُنا
،غيفارا فلسطين، يا سادة لَمْ يَكُ ضمنَ (عَسْكَرِ الخَوامِدِ ، أو أربابِ
البلوى الهوامد) ، صُدِمنا نعم ، و أنا منكم صُدِمْتُ كمِثلِكُم ، حزنت كغيري و
هأنذي أكتبُهُ كغيري ، و ( الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم) بما أنّنا طابورُ أحياءٍ
نَقِفُ انتظارَ أجلِنا ، تاللهِ أنّني فَرِحتُ باستشهادِه و هو بينَ رفاقِ
السِّلاحِ يُجَهّزونَ للإجهازِ على المارِقينَ لَمَمِ الشّعوب ، هم
مُعتَدون ، و اللهُ لا يُحِبُّ المعتدين ؛ و اللهُ إذا لم يحبَّ أحد سلّطَ
عليهِ رجالَهُ ، و السّنوارُ و رفاقُهُ مِن رجالِ الله .
منذُ
حوالي التّسعة و أربعينَ يوماً على مقاليَ السّابقِ " أخباروفوبيا...
" ،
التّاسِع
و العشرين من آب أغسطس للعام الحالي - بعدَ انقطاعِ عامٍ - تقريباً- عن الكتابة و
أنا كَجَميعِنا متوقّعة استشهادَهُ في أيّ لحظة، كيفَ لا و هو ربُّ
قولٍ و فِعل ، بطلُ السّاحاتِ هو ، و مش أيّ ساحات ؛؛؛ ساحة حرّكت ضمير
العالم ، حتّى أنّها خلقت ضميراً لمن لا ضميرَ له،
و
بصراحة ؛
الذي للآن ما تحرّكت
إنسانيّته، مش لاقية اسم أو صفة له/لها..؟!
و
أصلاً عمرها ما كانت عندو الإنسانيّة، حتّى لو زَعَمَ أنّهُ مُنافِحٌ عن حقوقِ
السّلحفاةِ البرمائيّة في صحراءِ نيفادا ...
أو
عن حقوقِ الأظافِرِ المتكسّرة للآنسة المؤثّرة اللي كانت ( مؤثّر سابقاً) بس اكتشف
إنّه زهقان من ... و حابب يصير ...
فلتسقط
حقوق الإنسان كلّها و مُنَظّماتها إذا كانت المعايير عوراء ؛ لا
ترى أهلنا في غزّة منذ أكثرَ من عامٍ كامل ...
و
كان استِبسالُ أهلنا في غزّة أسطوريّاً ، و جاءَ استشهاد البطلِ يحيى السّنوار
ليقولَ للجميع : ( نحنُ شعبٌ مُقاوِمٌ لا نستسلِم، نستشهدُ أو ننتصِر ) لا
ثالِثَ لهما.
يا
أبناءَ جِلْدَتي و لساني؛
لا
تسمعوا بأُذنِ غيرِكُم،
لا
تروا بعينٍ غيرِ عينِ عقلِكُمْ،
و
لا تجعوا أحداً يقرأُ لكُمْ،
فمشهديّةُ
استشهادِ السّنوار تحكي عن حالِها :
مصابةٌ
إحدى يديّ المغوار ،و بالثّانية
ألقى
عصاه على طائرة بدونِ طيّار،
ألا يحقّ لنا تسميتهُ ب
سنوار فلسطين الطّيّار
؟
نَعَمْ و ألفٌ منها هو
كذلكَ رضيَ اللهُ عنهُ و بالشّهادَةِ أرضاه ، مُبَارَكَةٌ خاتمةُ الأحرار.
بتعرفوا
إنّي مؤخّراً عرفت مِن موقِعِ المعاني
" almaany.com"
:
تعريف
و معنى (سنوار) في قاموس عربي عربي:
*أَشبَّ
النّارَ ؛ أوقدها، أضمرها، أجّجها.
*أَشعلَ النّارَ في
الحطب ؛ أوقدها، أضرمها، و ألْهَبَها :- أشعلَ المتظاهرونَ النّارَ.
*أَشَعَّتِ
النّارُ ؛ أرسَلَت ضوءَها و حرارتَها.
*أضاءَتِ
النّارُ الشّيءَ ، أظهرته :-
{فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا
حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}.
باختصار
: في ناس بْتِنْخَلِق أصلاً سِنوار.
يا
سادَتي النُّظّار :
لا
نُكْطَةَ اليومَ آخرَ المقالِ ( ديالي ) ؛
فالشّهيدُ
حاضرٌ يَقرَأُني ، و لَهُ الإجلالُ
و عَظيمُ الإكْبَار..
لا
نُزكّي حرّاً على حرٍّ مِنَ الأحرار؛
فَكُلّ حُرٍّ رَبُّ
كرامةٍ مِغوار .
شهيدُنا
ليسَ " غيفارا " فلسطين
و
ليسَ ب عمرٍ المُختار ،
و
ليس جعفر الطّيار ، لا ، و لا السّيف المسلول ابن الوَليدِ ( سيّدُ الغَزَواتِ
الدّاهية المَكّار ) ...
بل
إنَّ اسمَ شهيدِنا بذاتِهِ مَدعاةُ فخرٍ
و
إكبار ، جِهادُهُ إقبالٌ لا إدبار ،
فترةَ
اعتقالِهِ كانَ السّنوارُ في حمايةِ
و
عَينِ ربٍّ جبّار ، و جاءت شَهادَتُهُ ردّاً على أكاذيبِ إعلامِ الاستعمارِ
و مَن والاهُ مِنَ الفُجَّار ..
السّنوارُ
مدرسةٌ في النّضالِ و البَسالَةِ و الوقار ، السّنوار وِسامٌ على صدورِ
الأحرار ،،، ليس فيما أقولُ رئاءً لا و لا هتافاتٍ و تنظيراً في المسيرَاتِ
شِعار ؛
كيف لا و الشّهيدُ : ((
يحيى السّنوار ))