شريط الأخبار
المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل الحد الأدنى للأجور: الفناطسة يطالب برفعه الى 300 وعوض يقدره بين 340 - 480 دينارا الملك يمنح أعلى وسام ملكي بريطاني من تشارلز الثالث الملكة تزور جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا

روسيا تتعظ.. هل اعادت موسكو النظر في مواقفها من مذبحة غزة؟

روسيا تتعظ.. هل اعادت موسكو النظر في مواقفها من مذبحة غزة؟


د. سلام العبيدي

الصمود الأسطوري لأهل غزة وثبات مرابطتهم في الديار والاستبسال الذي تبديه المقاومة في الدفاع عن الأرض والعرض يولدان مشاعر تحرك الضمير والوجدان وتفتت الحجر، فما بالك لو تعلق الأمر بالقلوب، حتى لو كانت من حجر ولا تحتكم إلا لحسابات الربح والخسارة بدم بارد.

 

ملحمة غزةَ التي حركت ضمائر شعوب العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب يبدو انها بدأت تؤتي أكلها حتى في روسيا، التي ظلت متقلبة في مواقفها بين ادانة "طوفان الأقصى” معتبرة إياه عملا ارهابيا وبين إتهام إسرائيل بالإفراط في استخدام القوة ضد غزة، بين الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس وبين الإقرار بحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، بين الدعوة إلى التريث عند النظر في مرافعة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في الإبادة الجماعية للفلسطينيين وبين مهاجمتها لالمانيا على اتخاذها موقف المدافع عن الكيان الصهيوني في هذه المحكمة.

يجب أن لا ننسى ايضا ان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سبق أن شبه العملية العسكرية ضد أوكرانيا بالعدوان الإسرائيلي على غزة من حيث الأهداف، لكنه سرعان ما راجع هذا الموقف عندما قال إنه لا ينبغي على اسرائيل أن تعتقد أن كل شيء مباح لها بسبب أهوال الهولوكوست.

 

ملامح تغير الموقف الروسي في الاتجاه الأكثر منطقية وصحة بدأت تزداد وضوحا من خلال جملة من الخطوات التي اتخذت بعد تصريحات المسؤولين الروس. ومن بين هذه الخطوات تعديل الخطاب الإعلامي  في وسائل الإعلام الرسمية من منحاز لأسرائيل إلى اكثر اعتدالا، بل يلاحظ بين الحين والآخر تعاطف مع غزة يرتقي أحيانا إلى اتهام الكيان الصهيوني بالإبادة الجماعية.

 ومن بين الخطوات العملية ذات التأثير الكبير في منطقة الشرق الأوسط، تسيير حراسات جوية روسية على حدود سوريا مع الجولان المحتل.

 ويفسر محللون، حتى في إسرائيل نفسها، هذه الخطوة بالانزعاج الإيراني من المواقف الروسية. وعلى ما يبدو، فان موسكو تريد من تسيير دوريات طيرانها في الاجواء السورية ارضاء طهران بعد سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة لاستهداف خبراء عسكريين ايرانيين.

وهنا لا بد من التذكير بان ايران لمّحت إلى تعليق توقيع المعاهدة الاستراتيجية مع روسيا، ان لم تضغط موسكو في اتجاه إيقاف الاعتداءات الاسرائيلية، كما افادت مصادر مطلعة في كل من طهران وموسكو.

 

خطوة مهمة اخرى تمثلت في استقبال موسكو للمرة الثانية منذ إطلاق "طوفان الأقصى” وفدا رفيعا من حماس برئاسة عضو المكتب السياسي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة موسى ابو مرزوق، بالرغم من أن الخارجية الروسية لم تكن ترغب في لقاء مسؤولي حماس لبحث اي موضوع عدا الإفراج غير المشروط عن الاسرى، وفي مقدمهم حملة الجنسية المزدوجة الاسرائيلية والروسية، وفق مصادرنا الخاصة.

 

واذا اردنا ان نجمل الأسباب التي يفترض انها أسهمت في حلحلة الموقف الروسي ليكون اكثر وضوحا ومنطقية وإنصافا فهي تبدو كالتالي:

 

صمود غزة الأسطوري شعبا ومقاومة؛

 

عجز الكيان الصهيوني عن تحقيق اي من أهداف عدوانه؛

 

نشاز الموقف الروسي قياسا بمواقف دول وشعوب العالم، بما في ذلك في بعض الدول الغربية؛

 

استفادة روسيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا من صمود غزة وانجازات المقاومة على بقية الساحات، وخاصة في منطقة البحر الأحمر؛

 

ازدياد الضغط الإيراني كشريك استراتيجي استثنائي بالنسبة لروسيا في مواجهتها مع الغرب؛

 

عدم اليقين من الرهان على بقاء بنيامين نتنياهو في سدة الحكم؛

 

استمرار الانحياز الإسرائيلي غير المعلن لأوكرانيا؛

 

تضاؤل فرص تأثير المكون الروسي في إسرائيل في صياغة رأي عام داعم لروسيا في دولة الاحتلال؛

 

ارتفاع منسوب عدم الرضا لدى شرائح واسعة في المجتمع الروسي، ولا سيما الوسط الإسلامي المؤثر، عن الموقف الروسي الغامض؛

 

التحولات التي يشهدها موقف موسكو من العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة تظهر تراجعا في تأثير اللوبي الليبرالي – الصهيوني في صناعة القرار الرسمي، وخاصة في ضوء التقدم العسكري للقوات الروسية على جبهات القتال في أوكرانيا وانحسار الدعم الغربي لكييف. وعلى ما يبدو، فأن الكرملين يضع في حساباته كل الاعتبارات أعلاه، ولا سيما موقف الرأي العام الداخلي، على أبواب الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في السابع عشر من اذار / مارس المقبل، والتي يعتزم فلاديمير بوتين الفوز فيها من الجولة الاولى بتفوق كبير على بقية منافسيه. كذلك، لا بد من الإشارة إلى الدور الذي لعبه بعض وسائل الإعلام  وشبكات التواصل الاجتماعي الروسية والعربية والأجنبية لايصال حقيقة ما يجري في غزة وتفاعل الرأي العام الروسي معها إلى مسامع القيادة الروسية، وهنا يمكن القول بان "رأي اليوم” ومركز "اتجاهات” للدراسات الدولية والتنبؤات واستشراف المستقل أسهما بقسطيهما في أن يكون موقف روسيا اكثر انسجاما مع دورها ومسؤولياتها والتزاماتها الأخلاقية امام الشعب الفلسطيني.

 

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرأس وفد بلاده في فعاليات مجلس الامن المكرسة لقضايا الشرق الأوسط، التي انطلقت في نيويورك يوم الاثنين. بطبيعة الحال، العالم ينتظر من روسيا موقفا أكثر دعما للشعب الفلسطيني، اما أهل غزة المرابطون والثابتون في ارضهم، فاول ما ينتظرون هو وقف الإبادة الجماعية فوراً. فليتعظ المتعظون!

 

كاتب عراقي