شريط الأخبار
ازالة اعتداءات على قناة الملك عبد الله بالشونة الجنوبية عدم استقرار جوي وتوقع امطار ورعود ا لصفدي: كارثة في غزة بمواجهة عدوان وحشي.. والحرب يجب ان تنتهي تفاصيل صادمة.. وحش بشري يختطف رضيعة ويقتلها بعد اغتصابها الاحتلال يزعم احباطه لتهريب مخدرات للاردن الحج لا يسلم من النصابين: تحذير سعودي من مكاتب وحملات وهمية الوزير النازي بن غفير يتعرض لحادث سير وفاة خمسيني بالكرك بعيار ناري انطلق خطا من سلاحه مصر تقدم اكسير حياة لصفقة غزة.. المؤسسة الاسرائيلية الامنية تؤيد ونتنياهو يرفض تراجع الكتلة الهوائية الحارة.. واجواء غير مستقرة حتى الاثنين قتل شخص دهسا جراء خلافات بعمان الاردنيون يواصلون بالمحافظات احتجاجاتهم على جرائم الابادة بغزة مكتب سياسي جديد لحزب العمال للمشاركة بالانتخابات النيابية نتنياهو بضحي بالمخطوفين الاسرائيليين على مذبح حكمه الهيئة العامة للصحفيين ترفض احالة ملف مخالفات "مفترضة" للقضاء "صحة غزة" تشكر المستشفى التخصصي لدعمه بالمستلزمات الطبية فيديو "الديموقراطي الاجتماعي الدولي" يعقد في عمان مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية ادانة رئيس لجنة زكاة بالتزوير واساءة الائتمان لاستيلائه على 400 الف دينار حزب إرادة: حصدنا رئاسة تسع مجالس محافظات من أصل 12 توجه لتعيين القاضية السابقة الحمود رئيسة للجنة الدائرة الانتخابية العامة

صوت اسرائيلي: نرتدي زي الجيش ونختطف أغنامهم ونفرض الغرامات

صوت اسرائيلي: نرتدي زي الجيش ونختطف أغنامهم ونفرض الغرامات

 

جدعون ليفي وأليكس ليباك- هآرتس

700 رأس من الأغنام تركض بسرعة نحو الحرية، يتوقف بعضها للحظة من أجل اختطاف العشب وبعضها يعرج. الركض السريع نحو الحرية يذكر بركض سريع لقطعان الظبي في إفريقيا عند عبور الأنهار. الفرحة كبيرة، ومثلها الضجة أيضاً. هذه قطعان أُفرج عنها من الحظيرة التي بنيت خصيصاً لها. بعد أن صادرتها قوات الأمن التي كمنت لها. هذه القطعان مرت في مكان محظور، اضطر أصحابها الرعاة الفلسطينيون الذين يعيشون على الجانب الثاني للشارع، لدفع مبالغ خيالية لا تصدق، 150 ألف شيكل نقداً، للمجلس الإقليمي "غور الأردن” ومجلس المستوطنات، من أجل استعادة قطعانهم. خلال ساعات، حرست قوات حرس الحدود القطعان والرعاة، إلى أن نجحوا في تجميع المبلغ.

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها فرض غرامات كهذه على الرعاة. لم يتم فرض مثل هذه الغرامات يوماً ما على قطعان المستوطنين. هذه وسيلة جديدة، فرض غرامات ضخمة على الرعاة، تتساوق مع كل الوسائل الأخرى التي تتخذ مؤخراً ضد الرعاة في شمال الغور بهدف إبعادهم وتطهير المنطقة منهم. وقد أضيفت هذه الطريقة الآن إلى عنف المستوطنين: الاعتقال والجدران ومصادرة الأراضي وهدم البيوت ومنع الرعي والوسائل الأخرى. سنفقرهم، ولاحقاً سيتركون أراضيهم. من نافل القول إن الأموال تذهب مباشرة إلى صندوق المستوطنين بدعم من الشرطة. أحد نشطاء حقوق الإنسان في المنطقة قال: "مافيا”.

الإثنين الماضي، خرج أيمن دعيس هو وبعض أخوته لرعي قطيع العائلة. هكذا يفعل كل صباح في هذا الموسم الذي يكتسي فيه الغور باللون الأخضر الرائع. بيتهم، الذي يتكون من بضعة أكواخ من الصفيح والخيام والحظائر، بدون كهرباء أو مياه، يقع أمام مستوطنة "مسوئة” في شمال الغور. حركة "العامل الصهيوني” أقامت هذه المستوطنة هنا في 1974 بعد أن كانت موقعاً لـ "الناحل”، وسمتها باسم عادة إشعال الشعلات في جبل سرطبة القريب. إن تجمع الرعاة أمام المستوطنة، يناضل منذ ذلك الحين على بقائه على هذه الأراضي المتبقية ولم تصادر منه بالقوة. منذ تشكيل الحكومة الحالية تمت مصادرة شروط حياة الرعاة؛ ومنذ اندلاع الحرب أصبح الوضع أكثر قسوة عليهم. تحول المستوطنون العنيفون إلى جنود يرتدون الزي العسكري ويخدمون في فرق الطوارئ ومتطوعين في الشرطة، وأصبح طغيانهم أصعب. ولكن ما حدث يوم الاثنين الماضي سجل رقماً قياسياً جديداً.

في الساعة الثامنة والنصف تقريباً، مر الرعاة في أرض فقراء في الطريق إلى المرعى على الجبال غرب شارع الغور. كانت قوة لحرس الحدود تنتظرهم في هذا المكان، وأمرتهم بالتوقف وأخذ القطيع الذي يتكون من 700 رأس من الأغنام إلى الحظيرة التي أقامها المجلس الإقليمي في ذاك الصباح وراء التلة غربي الشارع. وأبلغوا بأن الذهاب إلى هناك محظور عليهم. أدخلوا القطيع إلى الحظيرة المكتظة، وأجبروا الرعاة على العودة إلى الشارع، على بعد مسافة بضع مئات من الأمتار، وبدأ الاحتفال. وقد وصل إلى المكان أبناء عائلات الرعاة وطاقم من التلفزيون الفلسطيني، الذي لم يسمح له بالاقتراب من القطيع، بل الوقوف فوق التلة عن كثب لتصوير القطيع. أما نحن فلم يسمح لنا الاقتراب من القطيع. أصبحت الحظيرة منطقة عسكرية مغلقة.

كان الحكم واضحاً ومؤلماً: دفع غرامة بمبلغ 150 ألف شيكل لصندوق المجلس الإقليمي للمستوطنات، أو أخذ القطيع من هناك بواسطة شاحنات كبيرة، تم احضارها مسبقاً لأخذه إلى مكان غير معروف. خاف الرعاة على مصير الأغنام، ترك جزء منها الحملان التي انتظرت الأمهات، وتركت الأغنام بدون مياه وطعام لساعات في حالة اكتظاظ وخوف. وبقي الرعاة في حالة خوف.وصل جنود حرس الحدود في خمس سيارات كبيرة ومعهم بعض مستوطني الغور بالزي العسكري الرسمي، وتجولوا في المنطقة وكأنهم الأسياد. لن يتم إسكات الخراف هنا، سواء كانت حرب في غزة أم لا.تم تحرير الغرامات بسرعة: كان هناك وصلا دفع من قبل المجلس الإقليمي في غور الأردن بمبلغ 75 ألف شيكل لكل منهما، باسم شحادة دعيس وعايد دعيس، الأخوين الراعيين. "السبب: ضبط ونقل حيوانات. ضبط 150 رأساً من الأغنام. وبعد 22/1/2024 سيضاف مبلغ النقل والتخزين والتغذية. وقد نفذ ذلك على يد رومان باسترماك. يجب دفع المبلغ حتى 22/1/2024. ولم تذكر أي كلمة عن سبب الحجز وعن قانونيته المشكوك فيها. أدرك أعضاء التجمع أنه إذا لم يدفعوا الغرامة فوراً، سيكون مستقبل أغنامهم في خطر، وسيزداد المبلغ الذي يجب دفعه. على الفور، بدأت عملية تجنيد جماعية في تجمعات الرعاة في المنطقة، وبعد بضع ساعات تم إحضار مغلف كبير إلى المكان فيه مبلغ 150 ألف شيكل نقداً. ولكن المجلس الإقليمي "غور الأردن” برئاسة دافيد الحياني، هو بالطبع جهة معروفة تحافظ على القانون، وهي لا تتسلم مبلغاً كهذا نقداً.بدأ وقت الأغنام ينفد. افترش بعض الرعاة الأرض القفراء وبدأوا في الصلاة. كانت وجوه الجميع يائسة. وتجول بين الرعاة بعض المتطوعات من جمعية "ننظر إلى الاحتلال في عيونه”، ومن بينهن راحيل ابراموفيتش، زوجة أمنون أبراموفيتش التي تشرّف زوجها بنشاطاتهن المثيرة للانطباع من أجل الرعاة. ووصل إلى المكان أيضاً الحاخام أريك اشرمان من جمعية "توراة العدالة” الذي ينشط هنا بإخلاص لانهائي من أجل حقوق الرعاة، وهو الذي وجد الحل. ستدفع الجمعية الغرامة بواسطة شيك، وسيحول الرعاة المبلغ النقدي إليها. مرت ساعة طويلة من المكالمات الهاتفية والتحويلات البنكية إلى أن تمت تسوية الأمر. تم تحويل الـ 150 ألف شيكل لحساب المجلس الإقليمي وسمح رجال الشرطة للرعاة بأخذ الأغنام. فتحت الحظيرة، وشقت الأغنام الطريق بسرعة نحو الحرية. "نحن هنا للفصل بين الطرفين”، قال شرطي دون تفصيل عن أي طرف يتحدث "نحن حرس الحدود”. المتحدثة بلسان الشرطة لم ترد على سؤال "هآرتس” حول هذا الأمر.

رئيس المجلس الإقليمي "غور الأردن” دافيد الحياني، اكتفى هذا الأسبوع برد مقتضب للصحيفة، قال فيه: "المراقبون عملوا حسب القوانين المساعدة للمجلس”. لم يكلف الحياني نفسه عناء الرد على سؤال: ما سبب هذه العقوبة الفظيعة على الرعاة؟