شريط الأخبار
المرصد العمالي: ارتفاع اصابات العمل اردنيا.. و200 وفاة اصابية الشواربة: بدء التشغيل التجربي للباص السريع بين عمان والزرقاء 15 ايار رئيس الديوان الملكي يفتتح مشاريع مبادرات ملكية في محافظة إربد ازالة اعتداءات على قناة الملك عبد الله بالشونة الجنوبية عدم استقرار جوي وتوقع امطار ورعود ا لصفدي: كارثة في غزة بمواجهة عدوان وحشي.. والحرب يجب ان تنتهي تفاصيل صادمة.. وحش بشري يختطف رضيعة ويقتلها بعد اغتصابها الاحتلال يزعم احباطه لتهريب مخدرات للاردن الحج لا يسلم من النصابين: تحذير سعودي من مكاتب وحملات وهمية الوزير النازي بن غفير يتعرض لحادث سير وفاة خمسيني بالكرك بعيار ناري انطلق خطا من سلاحه مصر تقدم اكسير حياة لصفقة غزة.. المؤسسة الاسرائيلية الامنية تؤيد ونتنياهو يرفض تراجع الكتلة الهوائية الحارة.. واجواء غير مستقرة حتى الاثنين قتل شخص دهسا جراء خلافات بعمان الاردنيون يواصلون بالمحافظات احتجاجاتهم على جرائم الابادة بغزة مكتب سياسي جديد لحزب العمال للمشاركة بالانتخابات النيابية نتنياهو بضحي بالمخطوفين الاسرائيليين على مذبح حكمه الهيئة العامة للصحفيين ترفض احالة ملف مخالفات "مفترضة" للقضاء "صحة غزة" تشكر المستشفى التخصصي لدعمه بالمستلزمات الطبية فيديو "الديموقراطي الاجتماعي الدولي" يعقد في عمان مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية

دوافع اميركا لتمرير قرار مجلس الامن .

دوافع اميركا لتمرير قرار مجلس الامن .
 
د هايل ودعان الدعجة . 

صحيح ان الكيان الاسرائيلي ، لم يبالي ولم يلتزم يوما بالشرعية الدولية  وبالقرارات الاممية وميثاق الامم المتحدة ، التي اعتاد على تجاهلها واهمالها والضرب بها عرض الحائط ، حتى باتت جزءا من سياسته ونهجه ، لدرجة تكريسه ما يشبه سياسة الامر الواقع في تعاطيه مع هكذا قرارات ومرجعيات دولية ، جعلت العالم يعتاد وربما يتكيف معها ، ويتعاطى معها وكأنها باتت مسألة عادية او روتينية بالنسبة له ، وهو يرى هذا الكيان المسخ لا يلتزم ولا يحترم ما يصدر من قرارات عن المنظمات الدولية في مقابل تطبيقها على اطراف اخرى ، بصورة جعلت من الانتقائية والازدواجية سمة غالبة على اداء هذه المرجعيات الدولية . 
ليستمر هذا الحال الى ١٠/٧ الماضي الذي شهد تنفيذ اكبر عملية هجومية تشنها المقاومة الفلسطينية على الكيان الاسرائيلي .. محدثة صدمة كبيرة في صفوفه ، جعلته يفقد توازنه بطريقة قادته الى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ومجازر وابادة جماعية على وقع هذه الصدمة التي اربكت حساباته ، ليخوض حربا مجنونة ضد المدنيين من الاطفال والنساء وكبار السن ، ويهدم البيوت السكنية على ساكنيها ويسويها بالارض ، اضافة الى استهدافه المرافق المدنية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة وغيرها ، افرزت موجة عالمية من الغضب والاستنكار ، تم التعبير عنها بالتظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية المليونية التي شملت كافة دول العالم ، متخذة شكل الضغوطات الشعبية على حكومات هذه الدول ، التي وجدت نفسها مضطرة للاستجابة لهذه الضغوطات باتخاذها مواقف مشددة من الكيان الاسرائيلي المسخ ، وبما يشبه الاجماع الدولي ، بطريقة افقدته دعم وتعاطف الكثير منها ، لتجعل منه كيانا منبوذا ومعزولا ، جراء استمراره في تحدي المجتمع الدولي وعدم الامتثال لمطالبه ونداءاته بضرورة التوقف عن ارتكاب هذه المجازر التي لم تشهد البشرية مثيلا لها . ليجد نفسه وسط بيئة عالمية ضاغطة لم يعهدها من قبل . وهو ما تنبهت له الولايات وان متأخرا ، عندما ايقنت ان استمرارها في مساندة هذا الكيان ودعمه بالاسلحة المتطورة وباستخدام الفيتو عدة مرات بما يمكن اعتباره بمثابة الضوء الاخضر لمواصلة الكيان المجرم لارتكاب الابادة الجماعية  ، يجعل منها متواطئة وشريكا في هذه الابادة ، بصورة ستسهم في عزلها هي الاخرى ، وتؤثر سلبيا في سمعتها ومكانتها وحتى على فرص نجاح الرئيس بايدن في الانتخابات الرئاسية القادمة ، كما تعكس ذلك استطلاعات الرأي الاميركية المختلفة . 
وبدا هناك ما يشبه التغير في الموقف الاميركي ، إن بسبب الاعداد الكبيرة جدا في اعداد القتلة والمصابين الفلسطينيين التي بلغت عشرات الالاف وتدمير المرافق المدنية ، او بسبب موضوع المساعدات الانسانية الذي تضع اسرائيل في طريقه العديد من العراقيل والعقبات تماهيا مع سياسة التجويع التي تنتهجها ضد ابناء الشعب الفلسطيني في غزة ، او بسبب تمسكها بعملية رفح التي تحذر منها الادارة الاميركية ، والتي قد تقود الى حدوث كارثة انسانية مع وجود حوالي مليون ونصف مواطن فلسطيني في رفح . وقد بدأت معالم هذا التغير في كلام نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ، التي لم تستبعد أن تكون هناك عواقب أمريكية على إسرائيل في حال مضت في غزو  رفح ، باعتبارها ستكون خطأ فادحا . الامر الذي اشار اليه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عندما ذكر بان اي عملية عسكرية في رفح اثناء التفاوض ستكون لها تبعات على دعم واشنطن . وان مثل هذه العملية تزيد من عزلة اسرائيل وتعرض امنها للخطر ، اضافة الى انها تقوض المفاوضات وتهدد المصالح الاميركية في المنطقة . سبق ذلك الخلافات بين بايدن ونتنياهو بسبب عملية رفح ايضا . 
كل هذه الاجواء وما رافقها من ضغوطات داخلية ودولية على الرئيس بايدن ، دفعت بالولايات المتحدة الى التفكير باعادة نهجها وخطابها في التعامل مع الكيان الاسرائيلي من خلال توجيهها رسالة واضحة له في هذا المجال عندما امتنعت عن التصويت لمشروع قرار في مجلس الامن يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة ، معطية الضوء الاخضر لتمريره . وان كان ذلك وسط حالة جدلية وربما خلافية ، عندما اعتبرت هذا القرار غير ملزم . وربما ارادت بذلك منح الكيان الاسرائيلي فرصة الهرب من اي التزام بهذا القرار ، استنادا الى تاريخه في المراوغة وعدم الامتثال للقرارات الدولية ، وفي الوقت نفسه تكون قد اوصلت رسالتها بما يشبه الدرس له بعد حالة التمرد التي وسمت تصرفات نتنياهو في تعامله معها . اضافة الى انها بتمريرها القرار تسعى الى ارضاء المجتمع الدولي الذي يتهمها بالتواطؤ مع الكيان الاسرائيلي الذي يرتكب الجرائم والمجازر والابادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين . 
في المحصلة لا يمكننا تجاهل اثر الضغوطات الداخلية والدولية على الادارة  الاميركية ، والدفع بها لاتخاذ هكذا خطوة منتظرة ، ستجعل من الكيان الاسرائيلي يعيد حساباته هو الاخر اذا ما استمر في تحدي الارادة الدولية وتجاهلها ، وانه قد آن الاوان بان يدرك ان المنظومة الدولية محكومة بضوابط ومعايير وادوات ، تستطيع لجمه ووضعه عند حده .. وما حالة العزلة التي يعيشها الا الترجمة العملية لرد فعل المجتمع الدولي الرافض والغاضب من تصرفاته وجرائمه الوحشية والهمجية والبربرية التي تجاوزت الحدود ، وان ما يصدر عن مجلس الامن من قرارات لا بد ان احترامها وتطبيقها باعتبارها جزءا من القانون الدولي ، وانها ملزمة لجميع الدول الاعضاء ، تماهيا مع المادة ٢٥ من ميثاق الامم المتحدة التي تنص على ان تتعهد هذه الدول بقبول قرارات مجلس الامن وتنفيذها وفق هذا الميثاق . مما يضع هذا الكيان امام احتمالية ان يخضع لعقوبات من قبل الدول الاعضاء على شكل قطع علاقات دبلوماسية وعقوبات اقتصادية وعدم تزويده بالاسلحة ..