شريط الأخبار
العيسوي يرعى حفل إشهار هيئة أردن المستقبل "أبشر سيدنا. تحت رعاية رئيس الديوان الملكي الهاشمي… إشهار جمعية “أردن المستقبل” في عمّان الصين تمنع تصدير السيارات الجديدة لغير الوكلاء .. وتفرض قيودًا صارمة على المستعمل الملك والرئيس الإندونيسي يحضران تمرينا عسكريا مشتركا للطائرات المسيرة الجيش يُحبط محاولات تهريب مخدرات عبر درون وبالونات موجهة التهجير بالقطعة.. والموساد متورط: رحلة "غامضة" لفلسطينيين من غزة إلى جنوب إفريقيا الملك يؤكد أهمية الاستفادة من تجربة الصندوق السيادي الإندونيسي عندما يشكو اغنى أغنياء الأردن من ابتزاز مسؤولين علنا للمستثمرين اجواء باردة وامطار رعدية وتواصل عدم الاستقرار الجوي استعدادات عسكرية أمريكية وترامب يلوح بشن عدوان على فنزويلا اتحاد العمال: العقد الإلكتروني يضع حداً للانتهاكات العمالية في المدارس الخاصة الجغبير: ملتقى الأعمال الأردني–الفيتنامي محطة مفصلية لتعزيز التعاون الصناعي الأمطار الغزيرة تفاقم حرب الابادة للغزيين وتغرق خيام النازحين وتفاقم الملك وولي العهد يتلقيان برقيات بذكرى ميلاد المغفور له الملك الحسين الملك يلتقي الرئيس الاندونيسي: شراكة استراتيجية وتعزيز التعاون الاقتصادي اندونيسيا: تدريب 20 الف جندي للمشاركة بعملية حفظ السلام بغزة الملك يلتقي رئيس الوزراء السنغافوري وبحث اوسيع الشراكات بين البلدين روسيا توزّع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يتناقض مع خطة ترامب بشأن غزة انخفاض جديد على الحرارة واجواء غير مستقرة وزخات متفرقة من الامطار ارتفاع عدد الشيكات المرتجعة الى 15ألفا الشهر الماضي بقيمة 80 مليون دينار

ضربوا المعلم!

ضربوا المعلم!

 


 د. ذوقان عبيدات

تداول المجتمع باستهجان حادثة ضرب معلم، كما استهجن المسؤولون ذلك، وكذلك وزارة التربية والتعليم، ولا أدري هل كان الاستهجان لأن معلمًا يُضرَب، أم أن الاستهجان نفسه سوف يحدُث لو أن مواطنًا يُضرَب أو طالبًا يُضرّب بنفس الطريقة البشعة التي تم بها ضُرِب المعلم؟

​أغلب الظن، أن السلطة وما يتبعها من قيم تسمح بضرب الكبير للصغير، وتحمي ابن العشيرة، وتسمح بتنمّر القوي على الضعيف. إذن؛ الضرب ليس فعلًا مستنكَرًا لذاته، بل لأنّ الضحية كان المعلم؛ وهذا يعني إدخال القيم التربوية في الحادثة، بما يعني الضرب مسموح به، لكن ضرب المعلم محرّم في شهر آيار!!

(01)

ما عوامل ضرب معلم؟

محاولة للفهم!!

ليس هناك مسوّغ لأي حادثة ضرب، سواء أكان المعلم ضاربًا أم مضروبًا، وكذلك أي حادثة أخرى. فهذه الحوادث فيها انتهاكات لحقوق وقيم وقوانين في غاية الأهمية: الكرامة، عدم التمييز، سيادة القانون، الحق والخير، والجمال، فالضرب ليس فعلًا جميلًا

قلت في مقالات سابقة: إن العلاقات التربوية البينية هي علاقات واهية، واهنة، سلبية، وربما غير ودية، واتهامية؛ فالأهل يتهمون المدرسة بالإهمال، والمدرسة تتهم الأهل بالإهمال. وعلاقات الطلبة بالمدرسة ضعيفة، وعلاقاتهم بالمعلمين سلبية أو حيادية، وكذلك علاقة المعلم بالمشرف، والمدير والوزارة، وحتى بزملائه في المدرسة!! 

إذن؛ ما دامت العلاقات البينية التربوية ضعيفة، فلماذا نعرض المشكلة بأنها طالب ومعلم؟

ولماذا لا نقول: إنه حادث وحشيّ بين مواطن ومواطن، وليس بين طالب ومعلم؟

 

(02)

توصيف الحدث

اعتدى مواطن على مواطن، ولم يعتدِ طالب، أو وليّ أمره على معلم! هذا التوصيف مقبول لدى المجتمع، وليس عدوانًا بين طرفي عملية تربوية.! في هذه الحالة لا نلجأ للتربية، أو للعملية التربوية، بل نلجأ إلى العلاقات الاجتماعية؛ فالأردني :

 شخص متوتر، يشعر بإحباط؛ ولذلك فزع الأب لابنه معتقدًا أنّ ابنه ضُرِب من المعلم.

 والأردني شخص سريع الاشتعال، فاندفع الأب قبل أن يعدّ للعشرة!

 والأردني شخص ليس مستعدّا للاحتكام إلى القانون، "فأخذ" حقه بيده!

​المشكلة إذن؛ ليست فعلًا تربويّا شنيعًا، بل فعل اجتماعي بشِع. وإذا كنا نراه تربويّا، فعلينا تصحيح العلاقات الواهية بين المدرسة والمجتمع، ونعطي للمعلم مكانة تحصّنه وتحميه! فالحل عن طريق الجاهات والعطوات يعني أن حلولنا اجتماعية وليست تربوية!

وعلينا أن نعلن أن الضرب جريمة، وأن ضرب المعلم جريمة لا يجوز السكوت عنها!

فالمعلم لا بواكيَ له بعد أن جمّدوا نقابته، فهل في هذا بعضُ حلّ؟

فهمت عليّ، أم أشرح لك؟