شريط الأخبار
رحيل الصحفية والحقوقية كندة حتر بالمانيا الوسطاء يتحركون لسد الفجوات بين إسرائيل و”حماس”.. وعشرات الشهداء بمجازر جديدة بغزة عشرات القتلى في اشتباكات السويداء السورية وقوات الداخلية توجهت للمنطقة لفض الاشتباكات قاضي القضاة: 26 الف حالة طلاق في الاردن العام الماضي جرش وما أدراك ما جرش اعلام اسرائيلي: مهمة جيش الاحتلال تدمير بيت حانون قبل إتمام صفقة مع حماس حماس و الجهاد: المفاوضات يجب أن تفضي لإنهاء حرب الإبادة على غزة وانسحاب إسرائيلي كامل عباس: الحل الوحيد القابل للتطبيق بغزة هو انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع ."إنفلونزا الصيف".. ترتبط بالنزلة المعوية وهذا موسم انتشارها العيسوي: قوة الأردن بقيادته الهاشمية ووحدة شعبه وثبات مواقفه شركة الفوسفات تفتتح مركزا صحيا متطورا بالمجمع الصناعي بالعقبة (فيديو) ازمة وشكاوى واستغلال بجسر الملك حسين.. ووزير الداخلية في الموقع لمعالجة المشاكل صرخة في واد!! "صناعة الأردن": فرص تصديرية بـ 7.4 مليار دولار للمنتجات الأردنية حول العالم "صناعة عمان" تنظم لقاء حواريا حول رفع الحماية الجزائية عن الشيكات ارتفاع أسعار الذهب محليا 60 قرشا حكومة جولاني دمشق: تحويل "فلسطينيي سورية" إلى "مُقيمين أجانب" نتنياهو العائد من واشنطن: ما تم الاتفاق عليه مع ترامب بخصوص قضايا غزة والمنطقة سيرى لاحقا! المقاومة تجندل ضابطا اسرائيليا من النخبة وتصيب اثنين جنوب غزة ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني بالمساعدة بإخماد حرائق سوريا

(لعنة ميداس) بين الفكر السياسي والإشاعة

(لعنة ميداس) بين الفكر السياسي والإشاعة


 

الدكتور منذر جرادات

يحكى في الأساطير الإغريقية قصة الملك ميداس وكانت لديه رغبة لا تشبع في الثروة والذهب حيث طلب ميداس من الآلهة أن يحول كل شيء يلمسه إلى ذهب ولكن سرعان ما تحول هذا الحلم إلى كابوس قلب كيانه فعندما لم يستطع حتى تناول الطعام أو لمس من حوله حتى أولاده دون أن يتحولوا إلى ذهب وهكذا أصبحت "لعنة ميداس" رمزًا للطمع ومثلا يحكى به

 

اما فكريا يمكن أن نرى "لعنة ميداس" بشكل رمزي في  تأثير الإشاعة على الفكر السياسي فمثلما تحول كل شيء إلى ذهب في يدي ميداس فإن الإشاعة تتحول بسرعة إلى حقائق متداولة بمجرد أن تلمسها وسائل الإعلام بغض النظر عن مدى صحتها أو التحقق منها .

 

في عصرنا الحديث تنتشر المعلومة بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية وأدوات الإعلام الحديثه حيث أصبحت الإشاعة أداة قوية في يد من يسعى الى تحقيق مكاسب عن طريق بث الإشاعة ومع إسقاطنا لها على لعنة ميداس فقد تبدو في البداية كمورد ثمين للمتربصين الذين يسعون لتعزيز موقفهم أو تشويه سمعة خصومهم ولكن ليس كل ما يلمع ذهبًا .

 

الإشاعة رغم تأثيرها الفوري فإنها تحمل في طياتها خطورة كبيرة فهي قادرة على تشويه الحقائق وقد تصل الى طمسها وتضلل الرأي العام وتثير الفتن فقد تصبح الإشاعة سلاحًا ذو حدين قد تحقق مكاسب قصيرة المدى في حينه ولكنها تترك وراءها تداعيات طويلة الأمد يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة وزعزعة استقرار المؤسسات.

 

إن الذين يعتمدون على الإشاعة كوسيلة لتحقيق أهدافهم يشبهون ميداس في طمعهم فهم يسعون لجمع أكبر قدر ممكن من التأييد والدعم غير مدركين أن هذه الإشاعات قد تتحول إلى ذهب مزيف وأن القوة المستمدة منها ليست سوى وهم مؤقت فكما تسببت لعنة ميداس في عزلته وتدمير حياته يمكن للإشاعة أن تعزل صاحبها عن الواقع وتدمر مصداقيته .

 

أما الإشاعة في السياق السياسي لا تختلف كثيرًا عن لعنة ميداس ما يبدأ كأداة للهيمنة والتحكم ينتهي بتآكل الثقة وتدمير القيم الأساسية التي تقوم عليها النظم الديمقراطية في المجتمعات التي ترتكز على الشفافية والمساءلة ويمكن للإشاعة أن تكون اللعنة التي تدمر أركان الثقة المتبادلة بين الأنظمة والمواطنين دون التأكد من المصادر الموثوقة والوقوع في فخ التضليل .

 

إن قصة ميداس تذكرنا بأن الطمع قد يؤدي إلى الهلاك وأن البحث عن المكاسب السريعة يمكن أن يكون مدمرا لإستقرار المجتمع و يجب أن نتذكر أن الحقيقة هي الأساس الذي يجب أن نبني عليه واقعنا ومواقفنا فالاعتماد على الإشاعة ليس سوى لعنة ستؤدي في النهاية إلى خسارة كل ما هو ثمين تمامًا كما فقد ميداس كل ما كان يعني له شيئا .

 

في نهاية المطاف علينا أن نتعلم من لعنة ميداس وأن ندرك أن السبيل الوحيد للنجاح المستمر هو الالتزام بالحقائق والمصداقية وليس الاعتماد على الإشاعة التي تبدو لامعة ولكنها تجلب الخراب في نهاية المطاف .

 

·         المختص في الإعلام والفكر السياسي

aljaradat@hotmail.com