حوار إقليمي وإطلاق تقرير تنشئة القياديات النسائية بالأردن ولبنان ومصر ودور الأسرة والمجتمع بتعزيزها
يشهد
العالم العربي اليوم تحولات متعددة ومتغيرة تسعى فيه النساء والشابات جاهدات
للحصول على فرص قيادية في مختلف مجالات صنع القرار، وسط حواجز ثقافية واقتصادية
واجتماعية مختلفة، الأمر الذي يؤكد أهمية دور الأسرة والمجتمع في دعم وتشكيل فرصهن
ليُصبحن قياديات مستقبلاً، وكذلك الحاجة إلى التغيير الإيجابي في المنطقة ككل.
وللبدء
في حوار إقليمي حول القيادة النسائية ودور الأسرة والمجتمع في تعزيزها، وإطلاق
التقرير البحثي "تنشئة قياديات المستقبل: دور الأسرة والأعراف المجتمعية في تشكيل
القيادة النسائية الشابة في كل من الأردن ولبنان ومصر”، عقدت منظمة النهضة العربية
للديمقراطية والتنمية (أرض) اجتماع الطاولة المستديرة الإقليمية ضمن هذا السياق،
الإثنين 2 أيلول/سبتمبر 2024، وذلك في إطار برنامج هي تقود، وبالتعاون مع منظمة
بلان انترناشيونال الهولندية، ومنظمة الدفاع عن الأطفال الدولية، ومنظمة إكبات
الدولية – هولندا، والشبكة النسائية الأفريقية للتنمية والاتصالات، ومؤسسة أرض
البشر – هولندا.
حيث
يهدف التقرير إلى توفير رؤى وتوصيات لصانعي السياسات والجهات المعنية حول طرق
مساهمة الأسر في دعم القيادة النسائية الشابة، وإعلام صانعي السياسات والجهات
المعنية بشأن عوامل تمكين القيادة النسائية في المجتمع والعقبات التي تحول دون
ذلك، وفهم كيفية تأثير التحولات في الديناميكيات الاجتماعية والتوجهات الإقليمية
على الأدوار القيادية للفتيات والشابات في الأردن ولبنان ومصر.
بدورها؛
بينت المديرة الإقليمية لمشروع هي تقود في منظمة بلان انترناشيونال- الأردن، سارة
الحلواني، أن دعم القياديات النسائية يتخذ أشكالاً مختلفة: إذ قد يكون مالياً أو
عاطفياً أو نفسياً، فللوالدين دور مهم في نجاح بناتهما وتعزيز مشاركتهن الأكبر في
المجال العام، كما يمكن للأسرة أن تكون عاملاً حاسماً في إيجاد بيئة مواتية تتقلد
فيها المرأة بفعالية مناصب قيادية ضمن الأعراف والمعايير المالية والاجتماعية
والثقافية، وخارجها.
من
جهتها، أكدت لينا هلسة مديرة مشروع في النهضة العربية (أرض)، على أهمية إعداد
الأبحاث القائمة على الأدلة لتحفيز جهود المناصرة لدعم القياديات النسائية
الشابة، مشيرة إلى أن العائلة نقطة أساسية لتهيئة الجيل الجديد للمشاركة الفعالة
في مواقع صنع القرار.
وحول
النتائج الرئيسية للتقرير، أوضحت د. مارتا تارانتينو، مسؤولة أبحاث ضمن دراسات
المرأة في مركز النهضة الاستراتيجي، أنه يجب تطوير وتمويل المبادرات التي تُقدر
وتعزز الدور الحاسم الذي تلعبه الأسرة في تنمية قيادة المرأة أمر غاية في الأهمية،
مع تنفيذ برامج التوجيه والإرشاد التي تساعد على إدراك أهمية القيادة النسائية،
وتضمن شمولية الأهل خاصة الأمهات اللاتي يعتبرن قدوة للقيادة في مجتمعاتهم
وللنماذج النسائية الأخرى. وإنشاء منتديات للحوار بين الأجيال؛ لسد الثغرات
القائمة بين أولياء الأمور والأطفال فيما يتعلق بالطموحات والتحديات لدى الفئتين،
وصولاً إلى تعزيز الشمول الرقمي للشابات وأسرهنّ بالترويج لبرامج محو الأمية
الرقمية وضمان المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا من خلال السياسات المبتكرة
والدعم المالي.
وبشأن
مجالات المناصرة للمرحلة المقبلة، نبهت المشاركة في برنامج هي تقود من مصر منة
نبيل، إلى ضرورة التركيز على دور الأسرة والمجتمع ككل، وعلى ظهور علامات للتغيير
الإيجابي في الديناميكيات الاجتماعية التي تشكل المجال العام، واتباع نهج معاصر
يساهم بشكل فعال بإشراك الفتيات والنساء في عملية صنع القرار.
واستعراضاً
للتوصيات الرئيسية، قالت مستشارة برامج المرأة والشباب في مركز النهضة الاستراتيجي
في النهضة العربية (أرض)، د. سناء جلاصي، أن "العوامل الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية ستستمر في فرض تحديات أمام الفتيات وأسرهن، مما يتعين على واضعي
السياسات والمؤسسات العامة التصدي لذلك وإسماع الأصوات المحلية على الساحتين
الإقليمية والدولية لأنهم يشكلون عنصراً أساسياً في النهوض ببلدانهم في العقود
المقبلة”.
ختاماً؛
وللمضي قدماً، أوصت منسقة برنامج الوصول إلى العدالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا في منظمة أرض البشر، فرح إسحاقات، بتطوير وتمويل المبادرات التي تعزز نظام
دعم الأسرة، مع الاعتراف بدورها الحاسم في تنمية قيادة المرأة، وتوفير البنية
التحتية اللازمة والخيارات الآمنة لوسائل النقل لضمان سلامة النساء؛ مما يتيح لها
قدراً أكبر من الحرية للمشاركة في المجال العام، وأيضاً، الترويج للدور المحوري
الذي تلعبه الأسر في دعم القياديات النسائية، من خلال حملات الإعلام والتثقيف
والاتصال الموجهة، مع تسليط الضوء على القصص الإيجابية للأسر والنساء، والتركيز
على مساهمتها في تنمية المجتمع.
يشار
إلى أن مشروع "هي تقود”، يهدف إلى تحويل الأعراف الاجتماعية في المؤسسات الرسمية
وغير الرسمية في شرق أفريقيا (أوغندا، وإثيوبيا وكينيا)، وغرب أفريقيا (غانا،
ومالي، وسيراليون وليبيريا)، ومنطقة الشرق الأوسط (لبنان، والأردن ومصر).