هآرتس: "العصابة الخبيثة" أدخلت إسرائيل المرحلة الأخطر
s 18 secon
لكن برئيل
يرى أن شيئا من ذلك لم يحدث، إذ تبع مرحلة المساومة المرحلتان الأخيريان، وهما
الاكتئاب والتقبل، والتي يدرك العارفون بنظرية كوبلر روس جيدا أنها تضمن للحكومة
البقاء على قيد الحياة. والعارفون أو الهاجرون مصطلح يراد به الأشخاص الذين يتخلون
عن قضية أو واجب، وهو بذلك يشير -على ما يبدو- إلى حكام إسرائيل اليوم.
ويتناول
الكاتب بشيء من التفصيل المرحلتين الأخيريين من مراحل الصدمة النفسية، فيقول إن
المجتمع الإسرائيلي في حالة اكتئاب عميق مصحوب بمشاعر الخجل والذنب، وهي المرحلة
التي يصعب فيها مواساة ضحايا الكارثة، الذين -وفقا لنموذج كوبلر روس- يستحوذ عليهم
شعور بأنه لا جدوى من أي شيء. وأخيرا، إذا تمكنوا من تحرير أنفسهم من قيود
الاكتئاب، سينتقلون إلى مرحلة التقبّل، حيث يبدأ الناس في تفهم أن الوضع الجديد
جزء من الحياة.
وعلى الرغم
من أن نظرية كوبلر روس ليست علما دقيقا، بل هي نظرية مثيرة للجدل، فإن الحالة
الإسرائيلية تدعمها من وجهة نظر برئيل، الذي يعتقد أن الأمة "الحزينة"
ليست مستثناة من مراحل الصدمة النفسية التي تحدد سلوكها، بل تحدد هويتها أيضا.
ويقول إن
إسرائيل تعيش الآن بالفعل التقبل، وهي المرحلة الأخطر، حسب وصفه، "حيث علينا
أن نعتاد على العيش" من دون الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة
الإسلامية (حماس).
وأضاف أن
التقبل مرحلة يترسخ فيها الشعور بأنه لا جدوى حتى من الانزعاج من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته،
"فهم أيضا، مثل الرهائن، وكأنهم قضاء وقدر لا يمكن تغييره على ما يبدو".
وزاد أن
الإسرائيليين لطالما صُدموا مما سماها "سلبية" الفلسطينيين "الذين
تأقلموا مع الحياة تحت حكم حماس دون أن يبدر منهم تمرد أو ثورة، وكنا نتساءل عن
الأسباب التي تحول دون خروج اللبنانيين ضد حزب الله".
ومضى
مسترسلا في حديثه قائلا "لقد وصلنا إلى اليوم التالي، والكارثة تكمن في أننا
سنبدأ في الاعتياد على ذلك. والخوف الذي تقشعر له الأبدان يتسلل إلى عمودي الفقري
وينذر بخنقي".
لكنه
يستدرك بأن الخوف ليس مردُّه إلى الخوف من الحرب القادمة مع إيران، أو إدراك أن
حرب لبنان الثالثة لم تعد عملية قصيرة، بل هو الإقرار بأن إسرائيل ستظل تُحكم
بأيدي "عصابة خبيثة" تمكنت من تحويل أسوأ كارثة في تاريخ البلاد إلى
دواء منقذ لها.
وختم
بالقول إن جرائم العصبة الحاكمة في إسرائيل والتي أدت إلى "كارثة" طوفان الأقصى في السابع
من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هي التي ستمنحها عمرا جديدا تستطيع به قيادة البلاد
"بذكاء" إلى مزيد من الكوارث.
المصدر : هآرتس