الجثمان المفقود..
د. موسى العزب
واقعة إغتيال المناضل
المغربي المهدي بن بركة.. هل بقيت لغزا؟!
في مثل هذا اليوم قبل
تسعة وخمسين عاما، تم إغتيال القائد الفذ المهدي بن بركة.
ولد الفقيد المغربي
العروبي الأممي بن بركة في الرباط عام ١٩٢٠، ومنذ شبابه قاوم الإستعمار الفرنسي
وتعرض من جراء ذلك إلى المطاردة والسجن والتعذيب والنفي.
شارك مدرس الرياضيات
هذا، في تأسيس ومن ثم قيادة حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، ولعب هذا الحزب
دورا محوريا في محاولات التغيير الديمقراطي المغربي.
وقام بن بركة بجهود متواصلة شجاعة لوضع دستور
ديمقراطي للمغرب، وتحمل مسؤولية رئاسة أول مجلس وطني لوضع الدستور، ولكن النظام
إلتف على هذه المحاولات، وأصبح بن بركة ملاحقا ومقموعا من قبل الأجهزة المغربية،
وقد تعرض لمحاولة إغتيال في الدار البيضاء من خلال قلب سيارته، وتلقي هجوما قاتلا
بالسكاكين، بعدها طلب منه رفاقه مغادرة البلاد بسرعة.
سعى بن بركة لتأسيس
مؤتمر القارات الثلاث (آسيا أفريقيا وأمريكا اللاتينية)، وتم إختياره رئيسا
للمؤتمر بتزكية من غيفارا وعبد الناصر، في إطار تجميع حركات التحرر الوطنية
ومجابهة الهيمنة الإمبريالية.
عرف عنه لعبه لدور حاسم
في الثورة الجزائرية وإستماتته في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
تم إختطافه في باريس
بعد إستدراجه، بكمين نصب له من قبل خلية مشتركة للإستخبارات المغربية والفرنسية
والأمريكية، وقام بالتنفيذ جهاز الموساد الإسرائيلي وعناصر فرنسية!!
أحتجز بعدها في فيلا في ضواحي باريس، حيث حضر
إلى المكان أوفقير وزير داخلية المغرب آنذاك، والدليمي رئيس مخابراتها، وقد تعرض
لتعذيب شديد وفصل رأسه وأحضر إلى مائدة الملك للإحتفال الإجرامي، ونقل جثمانه إلى
المغرب وتمت إذابته لإخفاء الجريمة المتعددة البشعة.
وقد كشفت صحيفة
"نيويورك تايمز" الأمريكية مؤخرا، ولأول مرة عن ضلوع إسرائيل في اغتيال
المهدي بن بركة.
حيث أكدت الصحيفة، بأَن
اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل "تقف وراءه عقود من التعاون السري الوثيق
على المستويين الاستخباراتي والعسكري".
وأشارت الصحيفة
الأمريكية، إلى أن التعاون بين الحكومة المغربية وإسرائيل يرجع إلى حقبة الستينيات
من القرن الماضي، بعد اعتلاء الملك الراحل الحسن الثاني العرش، حيث قدمت إسرائيل
مساعدات للمغرب تمثلت في جلب كميات من الأسلحة والمعلومات الإستخباراتية، كما
ساهمت في اغتيال المهدي بن بركة أحد قادة المعارضة.
لك المجد والفخار أيها
القائد الشجاع،
نعزي أنفسنا والشعب المغربي الأصيل بفقدانك..
سنسير على خطاك
النضالية، ويوما سيأتي، نحرر بلادنا ونوحدها، ونقتص فيه من أعدائنا..