الأميرة بسمة بنت علي ترعى "الندوة الدولية للأمن الغذائي" في جامعة عمان العربية
تحت رعاية
صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت علي بن نايف حفظها الله، انطلقت في رحاب
جامعة عمان العربية فعاليات "الندوة الدولية للأمن الغذائي" وبتنظيم
مشترك ما بين جامعة عمان العربية واتحاد الجامعات العربية والمجلس العربي للتنمية
المستدامة، حيث جاءت الندوة لتسليط الضوء على التحديات والفرص في مجال الأمن
الغذائي واستشراف مستقبل أكثر استدامة، وبمشاركة العديد من المنظمات الدولية
والمحلية وخبراء الأمن الغذائي، والمياه، والطاقة والتكنولوجيا.
وفي كلمته
الافتتاحية أكد الأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية ورئيس
المجلس العربي للتنمية المستدامة على أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات الحكومية
والخاصة والمنظمات الدولية لدعم الأمن الغذائي والذي يعتبر قضية محورية
تحظى باهتمام بالغ على كافة المستويات العالمية والوطنية ، ويعد تحقيقه من معايير
التقدم والعيش الكريم لشعوب تلك الدول وسلامة صحتهم واستقرارها أيضاً، وبيّن
الوديان بأن انعدام الأمن الغذائي يحدث اخطارا وآثاراً سلبية على المجتمعات التي
تعاني من نقص الغذاء أو انعدامه في كثير من المجالات مثل: سوء التغذية لدى الأطفال
خاصة، والبطالة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وزعزعة الاستقرار السياسي ونشوب
الصراعات الاجتماعية والسياسية، وتفشي المجاعة كما في بلاد الصومال وجنوب
افريقيا على سبيل المثال، ولعل أقرب مثال ما يحدث اليوم في قطاع غزة من نقص في
الغذاء والماء أو انعدامهما مطلقاً جراء العدوان الغاشم الذي يدمر المكان ويقتل
الإنسان ويهلك جميع مرافق الحياة على الرغم من توجيه حملات الإغاثة التطوعية من
الغذاء والدواء التي يتصدرها بلدنا الأردن للأشقاء في غزة على المستويين الرسمي
والشعبي.
بدورها أشارت مدير المجلس العربي للتنمية المستدامة
الدكتورة شيرين أبو غزالة إلى أهمية الاستراتيجيات المتكاملة لتحقيق الاستدامة
الغذائية، مؤكدة على أن الأمن الغذائي يمس حياتنا جميعًا في عالمنا المعاصر، حيث
تتزايد التحديات المناخية والاقتصادية، ويصبح من الضروري أن نتبنى رؤية شاملة
ومتكاملة لضمان مستقبل آمن ومستدام ، و بأن الأمن الغذائي مسألة تؤثر على ملايين
الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ومع النمو المستمر لسكان العالم لم يكن الطلب على
الغذاء أعلى من أي وقت مضى، فهي قضية معقدة لا تشمل فقط إنتاج وتوزيع الغذاء، بل
تشمل أيضًا القضايا المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والعدالة الاجتماعية، ففي
العديد من البلدان يرتبط انعدام الأمن الغذائي ارتباطًا وثيقًا بالفقر، حيث يفتقر
ملايين الأشخاص إلى الموارد اللازمة لتوفير نظام غذائي مناسب ، وبينت أبو غزالة بأن
الأمن الغذائي هو حق أساسي لكل إنسان وعلينا جميعًا أن نتكاثف لتحقيق هذا الهدف،
فلنعمل معًا لنبني مجتمعات مرنة وقادرة على مواجهة التحديات.
ويعتبر الأمن
الغذائي قضية محورية تحظى بأهمية بالغة على كافة المستويات العالمية والوطنية،
وذلك ليس فقط لأن الغذاء حق لكل إنسان وهو جوهر بقاءه، بل لفشل الجهود المبذولة في
تجاوز المشكلة الغذائية التي تعاني منها الكثير من الدول، فكان لا بد من توجيه
الإهتمام بالتحديات اليومية التي تواجهها ملايين الأسر في جميع أنحاء العالم وهي
تحاول التغلب على الجوع والفقر.
وتضمن برنامج
الندوة عدة جلسات نقاشية متخصصة شارك فيها نخبة من الخبراء من مختلف المؤسسات، حيث
ترأس مستشار استراتيجية الأمن الغذائي وعضو هيئة التدريس في جامعة عمان العربية الدكتور
مطيع الشبلي الجلسة الأولى بعنوان "استراتيجية الأمن الغذائي"، وناقش
فيها المشاركون سبل تعزيز الأمن الغذائي الوطني، أما الجلسة الثانية فترأسها السيد
عبد الفتاح الشلبي، مدير عام المؤسسة التعاونية وكانت بعنوان "رؤى من العلاقة
العالمية بين الغذاء والماء"، واستعرضت دور التعاون الدولي في تحقيق الأمن
الغذائي.
وفي الجلسة
الثالثة التي ترأسها السيد إيهاب ذنيبات مدير عام شركة أوارسو للاستثمار والتطور
التكنولوجي، تم تسليط الضوء على "الابتكار التكنولوجي من أجل النمو الغذائي،
وناقشت إمكانيات التكنولوجيا الحديثة لدعم القطاع الغذائي، أما الجلسة الرابعة
والأخيرة فقد ترأستها السيدة رناد المصري والتي تناولت موضوع "الشباب والأمن
الغذائي: رؤى مستقبلية" حيث استعرضت أهمية دور الشباب في تحقيق أمن غذائي
مستدام.
واختتمت
الندوة بأفكار وتوصيات تسهم في تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة التحديات، مشددة على
ضرورة مواصلة العمل الجماعي لدعم الأمن الغذائي واستدامته في المنطقة.