شريط الأخبار
المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل الحد الأدنى للأجور: الفناطسة يطالب برفعه الى 300 وعوض يقدره بين 340 - 480 دينارا الملك يمنح أعلى وسام ملكي بريطاني من تشارلز الثالث الملكة تزور جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا

عودة ترمب وسياسة إغماض العيون

عودة ترمب وسياسة إغماض العيون

نبيل غيشان

المخاوف كبيرة والأسئلة مفتوحة في العالم عن مدى تأثير عودة انتخاب الرئيس الأمريكي رونالد ترمب على مجمل الساحات في العالم وخاصة مناطق الصراع من أوكرانيا الى تايوان الى فلسطين والشرق الأوسط .

وهل ترمب العائد لحكم أمريكا هو نفسه ترمب الذي خسر كرسي الرئاسة قبل أربع سنوات؟ هل تعلّم من تجاربه ومعاناته؟ هل أصبح أكثر نضجا؟

بالمطلق ترمب الجديد لن يكون ترمب السابق، لكن هكذا شخصية عنيفة ومزاجية صعب الحكم عليها وضبط تصرفاتها، فقد نجا من محاولتي اغتيال، ويواجه 4 محاكمات ب 91 تهمة جنائية، خلال الأربع سنوات الماضية خذله كثيرون والتحق به طامحون وقاتل بكل شراسة وهدد الدولة العميقة بأنه لن يقبل مخرجات صناديق الاقتراع إلا إذا أتت به للحكم.

ما يهمنا من الرئيس الأمريكي الجديد هو مدى التزامه بإنهاء الحروب والصراعات حول العالم وبالذات الحرب في الشرق الأوسط، وهل سيعود ترمب الى متابعة (مغامرة) صفقة القرن والتطبيع الإبراهيمي التي أدت بمحبوبته (إسرائيل) الى مأزقها الحالي ونزعت الهالة عن الجيش الذي لا يقهر ووضعت "الكلبشات" بيد دولة الاحتلال، وأساءت الى سمعة الولايات المتحدة التي كانت شريكة في حرب الإبادة وكل الجرائم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني؟

الإدارة الأمريكية الديمقراطية المنصرمة عملت على شل المنظومة الدولية ومؤسساتها وتشريعاتها ومعاهداتها وأخلاقياتها في سبيل الدفاع عن جرائم حكومة اليمين الفاشي المتطرف بقيادة نتياهو الذي بات عبئا على الولايات المتحدة وأكل من سمعتها وهيبتها بين الدول.

واليوم ماذا سيعمل ترمب بعد تسلمه الحكم بعد شهرين؟ هل سيعود للضغط على الدول العربية مجددا وفرض صفقاته؟ هل سيعود الى سرقة الأموال من الحكومات العربية جهارا نهارا؟ هل سيبقى أسيرا لدى حكومة اليمين الفاشية في تل أبيب؟

لا نشك أن إدارة ترمب لن تتخلى عن إسرائيل برمشة عين، لان العلاقة معها اكبر من كل الدول العربية. وإسرائيل هي طليعة المشروع الاستعماري في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل من امن أمريكا. لكن لا يبدو أن ترمب يرتاح لشخصية نتنياهو وهذا ما كشفه الإعلام الأمريكي نفسه. وأيضا يبدو أن ترمب في ولايته الثانية سيكون متحررا من ضغوط الاحتلال وغير محكوم لمصالح انتخابية قادمة.

ليس المطلوب من الرئيس الأمريكي الجديد إلا أن يحمي إسرائيل، ليس من المسلمين والعرب، بل أن يحميها من قادتها وأحزابها الفاشية المتطرفة أذا كان يهمه مستقبل إسرائيل وبقاؤها في الإقليم. إسرائيل أوهمت أمريكا وأوروبا بأنها تواجه خطرا وجوديا بين (الظلام والنور) وأنها تخوض حربا باسم العالم الحر ضد الإرهاب وهي تحاول إخفاء طبيعتها كدولة احتلال أدى الى غياب الأمن والسلام عن العالم.

ما جرى من حرب إبادة في غزة لم يعد العقل البشري يستوعبه، والعدد الهائل من الشهداء والجرحى والمشردين والدمار والخراب لن ينهي القضية الفلسطينية حتى لو أوهمت إسرائيل العالم بأنها قضت على المقاومة في غزة وجنوب لبنان، فالجيل القادم سيكون جيلا مسكونا بالمعاناة التي عايشها نتيجة العدوان الهمجي الإسرائيلي وسيكون جيلا مقاوما وعنيفا لن يقبل إلا بحقوقه وأرضه ومقدساته.

لذا نعود للقول بان حماية إسرائيل من نفسها هي كلمة السر في المرحلة المقبلة أمام إدارة ترمب. أما فرض الحلول المشوهة والتهديدات على الشعب الفلسطيني وعلى مصر وسوريا ولبنان والأردن فلن يؤدي إلا الى تأجيج الصراع وإطالة أمده.

إن إغماض العيون هو أسوأ الخيارات أمام الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، والتنظير للسلام بالهروب من الواقع او القفز عليه عملية عديمة الجدوى. وبقاء الإقليم في حالة فراغ وفوضى ليس في مصلحة أمريكا وإسرائيل. والحل يكون بالنظر الى الصورة الكلية وليست فرض الحلول كما يريدها نتنياهو، فهناك حقوق ثابتة لا يمكن العبث بها وهناك مصالح لا يمكن تجاهلها وتوازنات لا يمكن إخفاؤها.