حرب أجور الأطباء.. المواطن ضحية عارية والحكومة تغط بنوم عميق!
ماجد توبه
انهم يقامرون بصحة الاردنيين.. وبجيوبهم
الفارغة أيضا! هذا ملخص معركة تدور على جبهتين اليوم ونصبت مدافعها وبدات قصفها
اعتبارا من يوم امس السبت، مع دخول لائحة الأجور الطبية المعدلة حيز التنفيذ..
والأنكى من ذلك غياب الحكومة شبه التام عن اثار المعركة والقصف والاضرار التي تلحق
بالاردنيين، بعد ان شاركت سابقتها في ملحمة الرفع الكبير لاجور الاطباء بماء على
طلب نقابة الاطباء!
المعركة، بل قل الحرب اليوم، تدور على
جبهتين الاولى بين المواطن ممن لا يملك تامينا صحيا خاصا ويراجع الاطباء الخاصين
حيث ارتفعت اجور الاطباء بصورة كبيرة جدا وصلت الى اضعاف لدى البعض من الاختصاصات،
فيما يرزح المواطن اصلا تحت نير ضعف المستويات المعيشية وتاكل الاجور وارتفاع
الضرائب والرسوم، وتحوله "بقرة حلوب" لسد عجز الموازنة العامة.
الجبهة الثانية لحرب اجور الاطباء تخاض
وبكسر عظم اليوم بين نقابة الاطباء وبين شركات التامين، الملتزمة بتأمين مئات
الالاف من المشتركين بالقطاع الخاص ومنتفعيهم، حيث تصر النقابة على اعتماد لائحة
برفعها الكامل فيما اعتمدت شركات التامين لائحة فيها رفع كبير ايضا لكنه لا يلبي
"اشتراطات" نقابة الاطباء. اول انعكاس على هذه الجبهة كان بتوقف اعداد
كبيرة من الاطباء على علاج مرضى شركات التامين الصحي الخاصة وتمسك الاخيرة
بمواقفها وتضرر خدماتها لدى اطباء ومستشفيات ما انعكس عن قطع التامين والعلاج عن
شرائح واسعة من المواطنين المؤمنين!
"طعة وقايمة".. وحرب تصريحات
واجراءات متبادلة بين النقابة وشركات التامين ضحيتها الاولى والاخيرة المواطن
الاردني فيما تصمت الحكومة ووزارة الصحة صمت القبور! وتملتيء صفحات الاعلام مواقعه
بتصريحات وهذر كثير كل يدعي حرصه على المواطن والمريض فيما ذهب هذا المواطن المريض
ضحية هذه الحرب!
الحكومة السابقة ووزير الصحة السابق وهو
ذاته الحالي كانا دخلا بخلافات ومفاوضات طويلة مع نقابة الاطباء على مستوى الرفع
في لائحة الاجور، انتهت بالتسليم الحكومي للنقابة باغلب ما تريد دون اكتراث
بالاثار الكارثية على المواطن الذي لم يعد يجد قوت يومه او مجاراة مصاريف ونفقات
الحياة من اكل ومشرب وطبابة وتعليم وسكن ونقل.. الخ.
ما يحدث اليوم من صراعات واستهتار بحق
المواطنين بالتامين الصحي الخاص وبرفع اجور ينذر بالكثير وبتزايد احتقان المواطن ناهيك عن
اضراره الكبيرة على صحة الناس.. فهل من مجيب؟!