شريط الأخبار
مجلس الاعيان يقر مشروع قانون خدمة العلم هدر 600 ألف دينار .. توقيف رئيس مجلس إدارة شركة وعضو سابقين فنّ الحرب في المبيعات؛ تحويل الاستراتيجية إلى نجاح واشنطن تستعد لعدوان واسع النطاق على فنزويلا وتخطط لإسقاط الحُكم برئاسة مادورو فتح: اي عصابات شكلها الاحتلال بغزة تشكيلات عميلة وخارجة عن الصف الوطني سند القويدر: مصاب بمرض نادر علاجه من الخارج.. والصحة تعد بحل الجدل استشهاد قائد قسامي ضمن 22 شهيدا بغارات اسرائيلية اليوم غارات إسرائيلية واسعة في مناطق متفرقة جنوب لبنان والبقاع عجز صندوق نقابة الأطباء يرتفع إلى 45 مليون دينار .. وازمة برواتب المتقاعدين ضبط حدث يقود باص كوستر نقل عام بعمان استشاري صدرية يتوقع انتشارا غير معتاد للفيروسات.. والذروة لم تأتِ بعد أجواء معتدلة حتى الثلاثاء.. ثم انقلاب ودخول عدم الاستقرار وتوقع امطار ضغوط لاقالة قائد الجيش.. تصريحات خطيرة لمسؤول أميركيّ عن لبنان بوتين وزيلينسكي يرحبان بحذر بخطة ترامب.. والتسوية المقترحة تصب بصالح روسيا الحملة الأردنية الإغاثية توزع وجبات أرز ولحم على النازحين جنوب غزة "ذا ناشونال إنترست": هيمنة "إسرائيل" المحدودة تصاعد اعتداءات عصابات المستوطنين الإرهابية في الضفة نتنياهو بعد اقتحامه جنوب سوريا: سنحمي مصالحنا ومن مصلحة دمشق الاتفاق معنا الجمعة: أجواء معتدلة والحرارة أعلى من معدلاتها بـ6 درجات الحملة الأردنية تتفقد 600 أسرة في غزة ضمن استجابتها العاجلة ببطانيات شتوية*

انتصار رغم أنف الحاقدين

انتصار رغم أنف الحاقدين


د. فاخر الدعاس 

 

كانت الضربات التي تعرض لها حزب الله في الأشهر الأخيرة ضربات قاسية. فبعد اغتيال الحاج فؤاد شكر القائد العسكري للحزب في  30 تموز، جاءت ضربة البيجرات في السابع عشر من أيلول، والتي أظهرت اختراقًا أمنيًا كبيرًا، لتتلوها الضربة الأشد والأكثر إيلامًا باغتيال سماحة السيد ومعه السواد الأعظم من قيادات الحزب العسكرية والأمنية.

 ولم يتم الاكتفاء بهذه الضربات والاختراقات، لنشهد ضربة أخرى باغتيال "الخليفة المنتظر" للسيد ومجموعة من قيادات الحزب.

ضربات أقل ما يمكن وصفها بأنها موجعة، بل وقادرة على أن تفتت دولًا كبرى وليس مجرد حزب أو تنظيم. ويكفي الإشارة إلى أنه وبعد استشهاد السيد مباشرة، كان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يتعرض لضغوطات لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتسمية سمير جعجع كمرشح للرئاسة، وذلك بالتزامن مع حديث نتنياهو عن مواصلة حربه وعدم الاكتفاء بالدخول إلى نهر الليطاني، بل وإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط 

في هذه الأجواء كان على قيادة الحزب الجديدة أن تمارس دورها في الحفاظ على وجود الحزب أولًا، والصمود في وجه هذه الضربات ثانيًا، والحفاظ على حضور الحزب كجبهة المقاومة الأقوى والأبرز.

 وكل هذا في ظل مؤامرات تحاك ضده من الداخل اللبناني والعربي ومن دول عظمى، وأجهزة استخبارات عظمى ودولية سخرت كافة إمكاناتها لتدمير الحزب بل وإلغائه.

كانت الصدمة التي أبهرت العالم أجمع، أن الحزب وفي أقل من أسبوعين على اغتيال السيد وقادة الحزب، استطاع ترتيب أوضاعه وأخذ زمام المبادرة، بل إنه استطاع توسيع نطاق حضوره العسكري سواء على صعيد  الحرب البرية التي أذاق فيها الكيان الأمرين، أو من خلال توسيع نطاق ضرباته الصاروخية كمًا ونوعًا ورقعة جغرافية.

 ليصل تصعيد الحزب أوجه قبل ثلاثة أيام باستهداف الداخل بأكثر من 350 صاروخًأ ومسيرة، وصلت إلى عمق الكيان في تل ابيب وأسدود، إضافة إلى تفجير ست دبابات ميركافا في المعارك البرية.

معادلة فرض فيها الحزب على الكيان وكل من وراءه، التراجع عن كافة "أحلامهم" والعودة إلى المربع الأول، حيث المقاومة بحضورها وقوتها في مقابل الكيان وأسياده .. معادلة أجبرت هذا الكيان الهش على القبول بل الرضوخ لوقف إطلاق نار، يستطيع الحزب من خلاله التقاط أنفاسه ولملة نفسه وترتيب أوضاعه بعد ضربات موجعة وبعد فقدان رمز الحزب والمقاومة.

وقف لإطلاق النار، قبل به الحزب لأنه يعي تمامًا أن أفضل دعم لغزة وأهلها هو بقاء هذا الحزب صلبًا مقاومًا.

لذلك لم تقم المقاومة في غزة باتهام الحزب بخيانتها أو التخلي عنها، بل وجهت له الشكر ممزوجًا بالفخر بهذا النصر  الذي تم تحقيقه. وهي تعي تمامًا بأن انتصار لبنان سيدخل حكومة نتنياهو بأزمة كبيرة مع الرأي العام الإسرائيلي وستفرض عليه التسريع بصفقة لوقف إطلاق النار في غزة.

نعم .. الحزب الذي قدم 3500 شهيد إسنادَا لغزة .. الحزب الذي قدم أكثر من عشرة آلاف جريح إسنادًا لغزة .. الحزب الذي قدم قائده ورمز عزته إسنادًا لغزة على طريق تحرير القدس، لا يمكن إلا أن نقول له شكرًا على إسنادك . شكرًا على صمودك .. وشكرًا لأنك أعدت لنا كرامتنا وأرغمت العدو على الانصياع لإرادتك .. كعادتك.