شريط الأخبار
صاروخ يمني جديد يعلق كالعادة مطار بن غوريون الملك يتقبل أوراق اعتماد سفراء المكسيك ورواندا وبروناي وأوزبكستان مندوبًا عن الملك .. ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران صيد ثمين: مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 2 باستهداف همر عسكري بغزة تقرير: تصاعد أزمة قانون التجنيد في إسرائيل مع انتهاء مهلة الأحزاب الحريدية تقرير: تصاعد أزمة قانون التجنيد في إسرائيل مع انتهاء مهلة الأحزاب الحريدية فخ جوعى غزة.. 75 شهيدا و400 جريح خلال تسلم المساعدات "المياه والري": ضبط 873 إعتداء على قناة الملك عبدالله من بداية العام استطلاع: اغلب اللاجئين السوريين في الاردن لا ينوون الرجوع لسوريا مصري يهاجم متعصبين صهاينة بالمولوتوف بامريكا ويهتف لفلسطين مجزرة الجوعى بغزة: الاحتلال يبيد 31 فلسطينيا ويصيب 200 بمركز المساعدت "خريجي خضوري" تواصل استقبال المشاركات بجائزة خليل السالم الزراعية السعودية: اعادة ربع مليون حاج لا يحمل تصريحا.. واخراج 200 الف مخالف من مكة اللجنة الوزارية العربية الاسلامية: سنواصل جهودنا لوقف العدوان الاسرائيلي صاروخ باليستي وثلاث طائرات مسيرة يمنية تضرب مطار ومناطق العدو الاسرائيلي الملك: ضرورة تكثيف الجهود العربية المبذولة لوقف الحرب على غزة متابعة لزيارة الملك.. العيسوي يلتقي شيوخ ووجهاء الجفر للوقوف على مطالب واحتياجات القضاء غزة.. صباحٌ آخر من الدم رئيس تجارة الأردن: المملكة بوابة استراتيجية لاستثمارات البرازيل في المنطقة الصفدي اسرائيل مستمرة بقتل كل فرص السلام بالمنطقة

سقوط سوريا سقوط روسيا وايران

سقوط سوريا سقوط روسيا وايران

 


نبيه البرجي

 فلاديمير بوتين قال عام 2015 "من دمشق ينبثق النظام العالمي الجديد" . الآن سوريا , لا أوكرانيا , ساحة الاختبار أن سقطت سقطت روسيا , وسقطت ايران ...

 لقد مللنا من المحاولات الجيوسياسية البائسة , وقد جعلت دولاً عربية تتحول اما الى حطام سياسي , أو الى حطام اقتصادي , أو الى حطام عسكري . لا تعنينا ايران الا كدولة صديقة , ولا يعنينا أن يضع القيصر قدميه في المياه الدافئة . ما يعنينا ذاك الذي يحدث على الأرض السورية .

نستعيد ما قالته "يديعوت أحرونوت" , خريف 1977 , "اذا كان أنور السادات قد أتى بالطائرة الى أورشليم , حافظ الأسد سيأتي سيراً على الأقدام" . 

   هل الهدف الآن ايصال تلك الرسالة الى بشار الأسد , أم الهدف تفكيك سوريا , تحت الرعاية الأميركية , وبتواطؤ بين رجب طيب اردوغان وبنيامين نتنياهو ؟ في هذه الحال , ما حال لبنان , وقد بدأت الاستعدادات للتعامل مع التغيير المنتظر , والحتمي (تابعوا ما حدث في لقاء معراب) برئيس للجمهورية يتماهى سياسياً , واستراتيجياً , مع الحالة .

 كم هللنا حين مد الرئيس التركي يده الى نظيره السوري , وتأثير ذلك في أرجاء الشرق الأوسط , حين كان آخرون , في دمشق يرون في تلك اليد التي أدارت الحروب في سوريا المخلب العثماني , وحيث لا فارق بين رأس الثعبان ورأس السلطان الذي اذ نصّب نفسه خليفة على المسلمين , باتكاله على "الاخوان المسلمين" في اختراق المجتمعات العربية , وفي اختراق الدول العربية , حافظ على علاقاته الاقتصادية مع اسرائيل التي كان يمدها حتى بالذخائر , لكي يسقط "اخوانه" تحت الأنقاض , وليوحي معلق تركي مقرب منه بأن " هذه مشكلة العرب  الذين يستسيغون البقاء تحت الأنقاض" !

 ذروة المكيافيلية حين يعمل لمصلحة الولايات المتحدة , ولمصلحة اسرائيل , وهو الذي يعلم , منذ أن أطلق القيصر نقولا الأول , عام 1853 , على السلطنة تسمية "الرجل المريض" بعد سنوات من تداول المصطلح الانكليزي "المسألة الشرقية" , أن الدولة المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , تعاملت مع العرب كارث عثماني راحوا يتوزعونه كما أطباق الحلوى . الآن , من قطع الحلوى الى أطباق الهوت دوغ.

 الرئيس التركي الذي لاحقته الصدمات لفشله , وبظنه أن باستطاعته , تحت المظلة الأميركية , احياء السلطنة , يرى الآن أن هذه هي الفرصة الذهبية لاقتلاع الايرانيين من سوريا , ومن لبنان , خدمة لأميركا واسرائيل , بعد فشلهم في قراءة المشهد الشرق أوسطي لدى تفجيرهم الجبهات ضد الدولة العبرية , ودون أي اعتبار للاختلال المروع في موازين القوى .

 الآن , وفي ذروة المأساة اللبنانية , والمأساة السورية (ناهيك عن المأساة الايرانية) , يتمحور الجدل داخل أهل السلطة في ايران حول مشروع قانون يتعلق بتشديد العقوبات على المرأة التي لا ترتدي الحجاب , أو التي لا تراعي موصفات الحجاب , باعتبار أن هذه المواصفات منزلة من السماء

 غريب هذا , لمن يقرأ ما وراء السطور الأميركية والأوروبية , وحيث لا تجاوب مع كل المحاولات الايرانية فتح أي قناة للتواصل أو للتفاهم مع الولايات المتحدة . خلاف ذلك حديث عن سيناريوات لتفجير الجمهورية الاسلامية من الداخل . وهذا ما يجول في رأس كل من دونالد ترامب وبنيامين نتياهو . حين يسقط الرأس يسقط كل الآخرين , ليعم ميثاق ابراهيم (وهو ميثاق اسحق) كل بلدان الشرق الأوسط , بما في ذلك ايران.

 لا داعي لذلك السؤال الملتبس . من تعمل لمصلحة الأخرى , أميركا , بامكاناتها الاستراتيجية الضاربة في الأرض أم اسرائيل , بامكاناتها الايديولوجية الضاربة في السماء . دنيس روس سبق وتحدث عن العلاقات العضوية بين البلدين . القس جون هاغي تحدث عن العلاقات "الالهية" , ليبدو الآن أننا أمام الانتقال من الذئاب الذين في الميدان العسكري , وحيث القتل للقتل , والدم للدم , الى الذئاب الذين في الردهة الديبلوماسية , وحيث يفترض بالشرق الأوسط , وكما قضى التلمود , أن يكون سوقاً للعبيد ...

 لا مجال للرهان الساذج على الأصوات الديبلوماسية التي تعلو الآن لمعالجة الاجتياح الهمجي لحلب , ولغيرها من المناطق السورية (ربما باتجاه اقفال الطريق بين دمشق والساحل) . ثمة سيناريو وضع في الغرفة الأميركية , استتباعاً للسيناريوات التي وضعت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية , وحيث نبدو مجرد أطباق من القش على المائدة الدولية . أن نبقى داخل ذلك الزمن الميت . وكانت البداية منذ أن امتنعت واشنطن , في 19 تموز 1956 , عن تمويل بناء السد العالي في مصر . لا امكانية لخروج أي مجتمع عربي , أي دولة عربية , من الزمن الميت . لا حظوا هل من مناطق أخرى في العالم تعاني من الفوضى الدموية , ومن الفوضى الاستراتيجية , غير الشرق الأوسط ؟

 هل حقاً أن كل هذا من أجل اسرائيل ؟ أطرح هذا السؤال بعدما قرأت كتاب الاسرائيلي يوفال نواه هاراري (المترجم من الانكليزية الى الفرنسية) "21 أمثولة للقرن الحادي والعشرين" من مكتبة الصديق المثقف المهندس روجيه أبي راشد . هنا لسنا أمام صدام الحضارات (صمويل هانتغتون ) , ولا أمام صدام الأسواق (بول كروغمان) . صراع بين من ينفردون بصناعة الأزمنة ومن خلقهم الله ليكونوا تحت الأزمنة.

 هكذا ينظر أهل الغرب , وكذلك بنو اسرائيل , الينا , واننا لراضون ما دامت الآية القرآنية تقول " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية..." .