ترامب ونتنياهو يسنان المشارط: اليوم يرسم سايكس- بيكو جديد


ماجد توبه
يمكن القول بثقة ان هذا اليوم سيكون
فاصلا بالنسبة لمنطقتنا العربية ولفلسطين، فاليوم يجتمع رئيس امبراطورية الشر
الامريكية دونالد ترامب بكل غروره وسطوته وجنونه وصهيونيته مع رئيس وزراء الاحتلال
الاسرائيلي المجرم نتنياهو في اول لقاء من نوعه بعد عودة ترامب للبيت الابيض، وبعد
سيل من التصريحات العدائية ضد الشعب الفلسطيني ودول عربية، خاصة الاردن ومصر
وفلسطين بكل مكوناتها ولبنان وايران.
على طاولة المفاوضات في البيت الابيض
ستكون هناك خارطة الشرق الاوسط بعد ان عاثت فيها اسرائيل وحلفاءها خرابا ودمارا،
واعتبرت انها حققت انتصارا شبه ساحق على كل محور المقاومة، وان الاوان قد ان لقطف
الثمار.
هي طاولة وخرائط تشبه اجتماعات سايكس –
بيكو بعد الحرب العالمية الاولى للحليفين المنتصرين فرنسا وبريطانيا، ونتج عتها
تقسيما وتفتيتا مستمرا منذ مائة عام اضافة الى اقامة الكيان السرطاني في قلب الامة
بفلسطين.
قد تختلف بعض الحسابات بين المجرمين في
البيت الابيض اليوم، لكن حجم التوافقات والالتقاء والاهداف الاستراتيجية تكاد تكون
واحدة، وان اختلفت قليلا اولوية الترتيبات.
استكمال الابادة والتهجير من غزة، هذا
يريدها باطلاق يده العسكرية دون روادع، والاخر يريدها اولا بتجربة الحفاظ على بقاء
غزة طاردة للسكان دون غذاء ولا بيوت ولا بنى تحتية وتكريسها جحيما طاردا، مع العمل
على توزيع الضغوط والتهديدات على دول عربية واسلامية لقبول تهجير سكان غزة واراحة
اسرائيل منها، ولن يمانع ترامب كما سابقه بايدن من الرضوخ لاستراتيجية نتنياهو بتكريس
فصل الضفة عن غزة ومنع السلطة الفلسطينية من العودة لغزة، ليبقى حلم الدولتين
موؤودا.
كما قرر ثور البيت الابيض الهائج
التساوق مع اسرائيل سريعا بقراره وقف دعم الاونوروا التي الغت اسرائيل الاعتراف
بها بمحاولة لاغلاق ملف اللاجئين وحق العودة.
اما الضفة الغربية
واستنساخ تجربة تدمير غزة بمخيماتها وبؤر المقاومة وضم مستوطناتها واراضي منها فهذا
يلقى الدعم الكامل من ترامب، الذي سبق وان عبر عن صدمته وحزنه على صغر حجم
اسرائيل.
في لبنان ثمة توافق
على المخطط المستمر منذ ادارة بايدن، بعد الضربة التي تعرض لها حزب الله من العدو
واعوانه.. مزيدا من تقليم اظافر المقاومة وعزلها سياسيا والعمل قدر الامكان عن
اخراجها من المعادلة السياسية بايدي لبنانية وعربية. وتعزيز التوافق مع تركيا
وحكومة الدمى بدمشق على تجفيف منابع السلاح والدعم لعدو اسرائيل الاول.
اما الاردن ومصر فهما
مقبلان كما يبدو على فترة صعبة مع ترامب الذي يريد ان يحملهما وزر تنظيف ما دمرته
اسرائيل بغزة والضفة وممارسة كل الضغوط لقبول التهجير الفلسطيني.. وربما ذهب اكثر
لما طرحه بعض مساعديه بتوسيع حملة التهجير الى سوريا التي باتت حكومتها الجديدة
تحتاج للرضا والقبول الامريكي.
ابو الصفقات ترامب
سيعيد لكن بحسم اكبر هذه المرة عرض فتح باب التطبيع مع السعودية وغيرها وتسييد
اسرائيل في المنطقة. تبقى ايران؛ ورغم كره ترامب للحروب والصراعات المسلحة التي
تتدخل بها امريكا مباشرة فلن يختلف كثيرا مع نتنياهو بكسر هذه القاعدة اذا لم تنجح
خطة المزيد من الخنق والحصار وتثوير الداخل الايراني على نظامه، خاصة بعد تقليم اظافر
المقاومة في غزة ولبنان واخذ الجمل بما حمل في سوريا!
الشرق الاوسط الجديد
الذي يروج له نتنياهو بقوة هذه الايام سيكون قادرا على بيعه بسرعة على التاجر
ترامب الذي لا يحب الحديث الكثير والمراوغة ولا نفس طويل لديه ويعشق الدخول فورا
بالصفقة، التجارية او السياسية.
صحيح ان ترامب يستطيع
استخدام العصا امام محاوره المراوغ والذي يبحث ايضا عن نجاته الشخصية ما بعد الحرب
وفتح باب المساءلة الداخلية عن 7 اكتوبر وتهاوي الجيش الذي لا يقهر امام مقاومين
شبه عزل الا من الارادة والحق، لكن ترامب الذي احاط نفسه بكبار المسؤولين
والمستشارين الصهاينة سيكونون قادرين على تزيين الصفقة مع نتنياهو واسرائيل وانها
تصب بمصلحة ترامب وتجارته وتوفير العصا للاطراف الاخرى، ومن ثم شرب نخب الصفقة
ليبدا بناء الشرق الاوسط الجديد!
نعم انه يوم سايكس
بيكو جديد بل ربما كان اخطر في ظل تفرد امريكا بالمنطقة وتبني طفلها المدلل
اسرائيل الذي يسوق لديها انها حقق ويحقق
نصرا كبيرا امام ايران وكل اعداء اسرائيل!