على ضفاف الوجع العربي.. متى يستفيق الضمير الأمريكي.؟


عدنان نصار
منذ تراكم النكبات والنكسات العربية ،
الى وقت كانت فيه الشهوة الأمريكية بذبح إرادتنا ، ومحاولات نهضتنا ، والسعي نحو
إمتلاك قرارنا السيادي ، ووضع المسار العربي السياسي على سكة قطار أمنياتنا ،
ومحطة أحلامنا ..منذ الإستبسال الأمريكي في زمن "البوشين” جورج الأب والإبن ، وما
اقترفاه في العراق العظيم من إثم وطغيان وإحتلال لدحر مزاعم إمتلاك العراق
للكيماوي والنووي ، وأسلحة فتاكة ، لم تشبع أمريكا من محاولات التصدي للحلم العربي
، ونهب خيراته ، وسلب ثرواته ، ووضعه على مذبح الطاعة العمياء دون إعتراض ، أو حتى
نقاش مع بيتهم "الأبيض” الذي يجيد صناعة "السواد” ضد كل ما عربي .
أمريكا ؛ التي خبرناها عن قرب منذ
إكتشاف "كولمبوس” لها الى إضطهادهم "للهنود الحمر”، وما فعلوه ضدهم في سيرة سياسية
أمريكية يندى لها جبين الإنسانية ، لتشكل وصمة عار تحت قبعات رعاع البقر ..حتى
البقر يشعر بالخجل من براعة أمريكا في صناعة القتل ، وقدرتها الفائقة على تصنيع
أدواته.. نخجل -أي والله- من هذه الشناعة والبشاعة التي ترافق دولة تستضيف "مشعل
الحرية” كهدية قدمت من فرنسا…نلوم فرنسا على إختيارها المكان الخطأ .!!
الوجع العربي الذي تستقصده أمريكا ، ليس
عابرا، أو حديثا، فهو إرث من الأوجاع تسلمته من التاج البريطاني ، الذي شرعن
الوجود الصهيوني على أرض فلسطين العربية..وهو إرث يهدف الى ذبح أي حلم عربي بفكر
بالصعود الى ضفاف المجد ، وربما سجلت النزالات العربية الكثير من صفحات النضال ضد
الإمبريالية العفنة ، والإستعمار الوسخ ، ومضت جحافل النضال العربي في غير موقع
الى محاولات الفكاك من فك الإستعمار ، غير أن لغة البطش كانت في كل مرة أكبر من
قوتنا ، ولغة التآمر أكثر إتساعا من وحدتنا، فيما سجلت لغة السياسة العربية
الشعبية البعيدة عن الرسمية ،أفضل مواقفها ، وكسبت على مر تاريخ النزال العربي مع
المستعمر تعاطف الأحرار ، في كل بقاع الدنيا ..من الأممي "غيفارا” الى الرمز
الإنساني الأفريقي "مانديلا”، ومن قبلهما سجل الشهيد عمر المختار أروع البطولات
عسكريا وسياسيا ، والزعيم علي خلقي الشرايري ، وكايد مفلح العبيدات ، ومشهور حديثه
، وغيرهم في مسار النضال الأردني .. في وقت سجل فيه في التاريخ العربي الحديث
الشهيد الرئيس صدام حسين ، أروع القيم النضالية لدرجة السمو ..ولعل إستشهاد هنية ،
والعاروري ، والسنوار والضيف ، يسجلون صفحة إستثنائية بتاريخ النضال الفلسطيني ،
وقائمة شرف النزال تطول ..
ad
أمريكا، التي خبر الإنسان العربي،
أسلحتها الفتاكة، لم تفكر للحظة بلغة السلام، ولم تفكر بغير القتل والمال، ولعل
تصريحات رئيس أمريكا ترمب قد تعطي دلالات كبيرة :”إما الدفع إو خلق الفوضى” ..لغة
زعيم على طريقة "المافيا” ..أي زعيم حكيم هذا ، الذي يسنند الى لغة البلطجة .!!
آن الآوان ، ان يرتاح العالم من مسلسل
القتل ، والدمار ..، فما دمره الإحتلال في قطاع غزة في 471 يوما ،بحتاج الى 10
سنوات من الإعمار ، ناهيك عن شلالات الدم التي سالت بفعل حراب المحتل القذر ..، أي
وجع يعانيه العرب من قوم أحاطوا "الهنود الحمر” بشلالات دم مماثلة لتكون أمريكا
بطلة العالم بالقتل والإحتيال ..!!