شريط الأخبار
حماس: لا حديث مع العدو عبر الوسطاء قبل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلاحتلال يدخل دبابات إلى جنين..واعداد لاشتداد الهجوم على طولكرم "الوطنية لحقوق الانسان" ترفض نهج الاعتقالات للناشطين تحت شعار فلسطين هي بوصلتنا.. مئات الآلاف يشيعون الشهيد حسن نصر الله نتنياهو: لن نسمح للنظام السوري الجديد بأن يرسل قواته جنوبي دمشق "الصناعة والتجارة" تدعو لعدم التهافت على الشراء المجلس الوطني لحزب العمل يعقد جلسته الأولى بحضور الأمين العام الجيش يحبط تهريب مخدرات على الواجهة الغربية طاقة النواب تناقش الأحد اعتماد أسطوانات الغاز "البلاستيكية" عمر الرزاز وبحضور الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن الاستمرار بإغلاق جسور عمان بعد 11 ليلاً حتى انتهاء المنخفض أسعار الذهب في الاردن اليوم الأحد بالأسماء .. مناطق سجلت درجات حرارة تحت الصفر "الحملة الاردنية" تواصل اغاثتها لغزة (فيديو) الاجواء القطبية ترفع استهلاك الغاز الى ربع مليون اسطوانة تاخير دوام المؤسسات الحكومية والمدارس حتى العاشرة الاحد والاثنين والثلاثاء السلطات الفرنسية تواصل التنكيل بالمناضل جورج عبد الله تسليم اسيرين اسرائيليين.. و4 اخرين لاحقا.. وحماس تدعو لالتزام اسرائيل بالاتفاق ترامب: لن أفرض خطة غزة.. وفوجئت برفض مصر والأردن لقاء تشاوري في الرياض: تبادل وجهات النظر الداعمة للقضية الفلسطينية

لنتنياهو: ستعلم وتعلم إسرائيل كلها لماذا قبّل جبينهما

لنتنياهو: ستعلم وتعلم إسرائيل كلها لماذا قبّل جبينهما


جدعون ليفي

هارتس

كل كاتب مقالات وكل خطيب يعرف أن عليه رفع النغمة حين يضعف المبرر. ما يحدث في الفترة الأخيرة في الخطاب في إسرائيل لا يدل فقط على ضعف المبرر وجعل الخطاب مبتذلاً، بل هو خطير على المستقبل أيضاً. تحول الخطاب في إسرائيل إلى خطاب تحريضي ملوث ومبتذل ضد كل العرب، الفلسطينيين والغزيين، من رئيس الحكومة وحتى آخر المراسلين الميدانيين في التلفزيون، جميعهم يجدون أن من واجبهم التطاول و”الحيونة” بقدر الإمكان ضد حماس وغزة، وكأن الأمر سيزيد مصداقية ادعاءاتهم. فلم يعد بالإمكان ذكر كلمة حماس بدون أن ترفق بصفة النازي، ولم يعد بالإمكان ذكر غزة بدون قول كلمة وحوش، هذا الخطاب هو الأمر المتوحش حقاً.

هذه نغمة حددها رئيس الحكومة نتنياهو، وبدأ الجميع في أعقابه في الشتم والتشهير بتنافس الوطني. "جميعنا غاضبون من وحوش حماس”، قال نتنياهو في اليوم الذي أعيدت فيه الجثث الأربعة حسب الاتفاق، وبعد ذلك وعد بـ "تدمير القطاع”. الإنسان هو الأسلوب. ومن يقول "وحوش” و”تدمير” يدل على نفسه أكثر مما يدل على مضمون أقواله. قتل أبناء عائلة بيباس كان وحشياً وإجرامياً، لكن من يقول كلمة وحوش يدل أيضاً على ما يفعله جنوده، الذين قتلوا [مئات] الأطفال والرضع. وعندما عرف بأن الجثة لا تعود لشيري بيباس، تم فتح المزيد من أنابيب المجاري. كرر نتنياهو كلمة "وحوش”، لكن هذه المرة بلغته الرسمية، الإنجليزية، فسار في أعقابه جيش المحرضين، وعلى الرغم من أن حماس أصلحت الخطأ في نفس الليلة، فهذا لم يجعل نتنياهو راضياً؛ هم وحوش وسيبقون وحوش.

إسرائيل وحدها المسموح لها استغلال إعادة المخطوفين لغرض الدعاية. ولكن يجب قول الحقيقة، وهي أن معظم مراسم إعادة المخطوفين جرت بشكل منظم ومناسب

مراسم إعادة المخطوفين، مثل المراسم المؤثرة أمس، دلت على نازية حماس ووحشيتها. نازيون ينظمون مثل هذه المراسم الاحتفالية، ومن غير الواضح لماذا، ونازيون من يستغلون هذه اللحظة لغرض الدعاية. أما إسرائيل فوحدها المسموح لها استغلال إعادة المخطوفين لغرض الدعاية. ولكن يجب قول الحقيقة، وهي أن معظم مراسم إعادة المخطوفين جرت بشكل منظم ومناسب، حتى عندما لم ترغب العين الإسرائيلية في رؤية مخطوف وهو يقبل جبين حراسه، كما حدث أمس. سارع المذيعون إلى تهدئة الجمهور المحرج بالقول: هذا تقبيل فرض عليه، رغم أن الأمر لم يظهر كذلك.

لماذا فعلوا ذلك؟ لأن شر حماس ظهر في أفعالها. لماذا يجب إضافة التحريض إليه، من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي وحتى أمنون أبراموفيتش؟ لأن نتنياهو يتغذى على التحريض لاعتباراته السياسية في الأصل. ولكن لماذا وسائل الإعلام؟ للإعجاب فقط، وفقط من أجل الحصول على التربيت من الجمهور المتحمس.

لا يوجد ما يمكننا الدفاع فيه عن حماس؛ فهي منظمة حقيرة نفذت هجوماً حقيراً ضد إسرائيل، ولكن الخطاب الذي تلوث سيجبي منا ثمناً باهظاً. خُمس الإسرائيليين فلسطينيون – كيف سنتعايش معهم ولهم أخوة نصفهم بوحوش نازيين؟ إن نصف الذين يعيشون بين البحر والنهر من الفلسطينيين، فكيف سنعيش على جانبهم؟ إسرائيل شنت الهجوم الفظيع على غزة قبل أن يولد خطاب الوحوش. 7 أكتوبر فعل الأعاجيب في وعي الإسرائيليين، لذا تمت إضافة التحريض وتأجيج المشاعر من قبل السياسيين ووسائل الإعلام. لم تعد هناك إنسانية في إسرائيل لأن غزة تخلو من أشخاص "غير متورطين”، حتى الأطفال الذين ولدوا الآن وماتوا، وحتى رجال الحكمة والسلام في غزة. وتخيلوا كيف ستكون الحرب القادمة التي لن توجه ضد حماس فقط، بل ضد الوحوش النازيين. تخيلوا ما الذي يشعر به الجندي الذي يقتحم الآن بيتاً في الضفة الغربية، ويحمل تحريضاً في الخطاب الذي يسري في شرايينه. هو يدخل بيت وحوش نازيين، فكيف سيتصرف مع سكانه؟ هو سيدمر ويقتل بوحشية أكثر مما في السابق. هكذا نحن، سنشتاق إلى ضبط النفس اللطيف والأخلاقي للجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية، مع نصف قطاع مدمر وفقط 15 ألف طفل قتيل. انتظروا الحرب القادمة، التي يحظر شنها ضد النازيين.

 هآرتس 23/2/2025