شريط الأخبار
فخ جوعى غزة.. 75 شهيدا و400 جريح خلال تسلم المساعدات "المياه والري": ضبط 873 إعتداء على قناة الملك عبدالله من بداية العام استطلاع: اغلب اللاجئين السوريين في الاردن لا ينوون الرجوع لسوريا مصري يهاجم متعصبين صهاينة بالمولوتوف بامريكا ويهتف لفلسطين مجزرة الجوعى بغزة: الاحتلال يبيد 31 فلسطينيا ويصيب 200 بمركز المساعدت "خريجي خضوري" تواصل استقبال المشاركات بجائزة خليل السالم الزراعية السعودية: اعادة ربع مليون حاج لا يحمل تصريحا.. واخراج 200 الف مخالف من مكة اللجنة الوزارية العربية الاسلامية: سنواصل جهودنا لوقف العدوان الاسرائيلي صاروخ باليستي وثلاث طائرات مسيرة يمنية تضرب مطار ومناطق العدو الاسرائيلي الملك: ضرورة تكثيف الجهود العربية المبذولة لوقف الحرب على غزة متابعة لزيارة الملك.. العيسوي يلتقي شيوخ ووجهاء الجفر للوقوف على مطالب واحتياجات القضاء غزة.. صباحٌ آخر من الدم رئيس تجارة الأردن: المملكة بوابة استراتيجية لاستثمارات البرازيل في المنطقة الصفدي اسرائيل مستمرة بقتل كل فرص السلام بالمنطقة رئيس الوزراء يوجه بتخصيص أراضٍ لإنشاء إسكانات للمعلمين في المحافظات ويتكوف: رد حماس على مقترح الهدنة غير مقبول بتاتا الاحتلال يزعم رسميا استشهاد محمد السنوار حماس تسلم ردّها على المقترح الأمريكي: نعم ولكن تثبيت سعر الكاز وبنزين 90 وخفض 95 والسولار "الرعاية التنفسية" تدق ناقوس الخطر: الأردن السابع عالميًا في انتشار التدخين

التربية الوطنية أساس بناء المواطن الصالح والمجتمع المتماسك

التربية الوطنية أساس بناء المواطن الصالح والمجتمع المتماسك


 

د. طارق سامي خوري

 

 

التربية الوطنية ليست مجرد مادة دراسية تُدرّس في المدارس والجامعات، بل هي حجر الأساس في بناء المواطن الصالح والمجتمع المتماسك. فالانتماء للوطن، والاحترام المتبادل، وقبول الآخر، والالتزام بالقانون، كلها قيم أساسية يجب أن تُغرس في الأفراد منذ نعومة أظفارهم، بحيث تصبح جزءًا من ثقافتهم وسلوكهم اليومي. لذلك، من الضروري أن يكون هناك منهاج تعليمي شامل يبدأ من الصف الأول الابتدائي ويستمر حتى المرحلة الجامعية، يهدف إلى تعزيز هذه المفاهيم وترسيخها في أذهان الطلاب بطريقة عملية وتفاعلية.

 

لا يمكن تحقيق الانتماء الحقيقي للوطن من خلال الشعارات فقط، بل يجب أن يكون نابعًا من إحساس داخلي بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع. هذا الشعور لا يأتي تلقائيًا، بل يحتاج إلى تعليم مستمر وتدريب على قيم المواطنة الفاعلة، بحيث يفهم كل فرد دوره في الحفاظ على استقرار بلاده وتطويرها. عندما يتعلم الطفل منذ الصغر أن حب الوطن يعني الالتزام بواجباته تجاهه، وليس مجرد كلمات تُقال في المناسبات، فإنه ينشأ على الإحساس بالمسؤولية والمشاركة الإيجابية.

 

إلى جانب ذلك، فإن احترام القانون والنظام هو أحد أهم أركان التربية الوطنية. لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التقدم والازدهار إذا لم يكن هناك التزام بالقوانين التي تنظّم الحياة العامة. يجب أن يتعلم الطلاب أن احترام القانون لا يعني القمع أو التقييد، بل هو وسيلة لضمان العدالة والمساواة وحماية الحقوق للجميع. إن تعزيز هذه الفكرة في عقول الأجيال الجديدة يجعلهم أكثر وعيًا بأهمية النظام، ويقلل من النزعات الفردية التي قد تؤدي إلى الفوضى أو الفساد.

 

قبول الآخر والتعايش السلمي هما أيضًا من أهم القيم التي يجب أن تتضمنها التربية الوطنية. فالمجتمعات الناجحة هي تلك التي تقوم على التنوع والتعددية، حيث يتمتع كل فرد بحقه في التعبير عن رأيه وممارسة قناعاته دون التعرض للإقصاء أو التهميش. عندما يُدرّس الطلاب أهمية احترام الآخرين رغم اختلاف آرائهم أو معتقداتهم، فإن ذلك يساهم في خلق بيئة مجتمعية أكثر تسامحًا وانسجامًا.

 

يجب أن يتم تدريس هذه المفاهيم بأساليب حديثة تعتمد على التفاعل والمشاركة، وليس بأسلوب التلقين التقليدي. يمكن تضمين أنشطة عملية، مثل المشاريع المجتمعية، والمناظرات، والمحاكاة، التي تجعل الطلاب يعيشون هذه القيم بدلًا من مجرد حفظها نظريًا. كما أن دمج التكنولوجيا والوسائل الحديثة في تدريس التربية الوطنية يجعلها أكثر جاذبية وتأثيرًا في عقول الأجيال الجديدة.

 

إن وجود منهاج تعليمي متكامل يشمل التربية الوطنية من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة سيساهم في بناء جيل مدرك لمسؤولياته، وقادر على مواجهة التحديات بروح وطنية صادقة. جيل يفهم أن الانتماء للوطن ليس مجرد بطاقة هوية، بل التزام وعمل واحترام متبادل، وأن احترام القانون والنظام هو الطريق لتحقيق مجتمع عادل ومتطور. فالوطنية ليست مجرد كلمات، بل ممارسة يومية تبدأ بالتربية وتنتهي بالعطاء والتضحية من أجل الوطن وأهله.