إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع “حماس”.. واسرائيل تتحفظ


أكد البيت الأبيض، مساء الأربعاء، إجراء
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مباحثات مباشرة مع حركة حماس، عقب أنباء في
الإعلام الإسرائيلي والأمريكي بشأن ذلك.
وقالت متحدثة البيت الأبيض كارولين
ليفيت، في حديث للصحفيين، إن إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حماس، وأن
المحادثات "مستمرة”.
وأوضحت أن المباحثات "تصب في مصلحة
الولايات المتحدة”.
وذكرت أن "إسرائيل تمت مشاورتها بشأن
هذه المسألة”.
ولم تحدد ليفيت، نطاق تلك المباحثات،
لكنها قالت إن "الحوار والتحدث مع الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أفضل مصالح
للشعب الأمريكي هو ما أكده الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن ذلك جهد بحسن نية للقيام
بما هو صحيح للشعب الأمريكي”.
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس.
وقال إن "إسرائيل أعربت للأمريكيين عن
رأيها” بشأن تلك المباحثات.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر فلسطيني
مطلع، للأناضول، أن المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، التقى قبل أسابيع
مسؤولين من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضح المصدر، مفضلا عدم الكشف عن
هويته، أن المباحثات جرت لاستطلاع المواقف حول صفقة لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين
يحملون الجنسية الأمريكية.
وأشار المصدر إلى أن هذه "ليست المرة
الأولى التي يتم فيها مثل هذا النوع من اللقاءات”.
وأضاف أن حماس أكدت للمبعوث الأمريكي
رغبتها في التوصل إلى صفقة شاملة لوقف الحرب، مع التأكيد على ضرورة الدخول في المرحلة
الثانية من الاتفاق.
كما لفت المصدر، إلى أن مفاتيح الإفراج
عن الأسرى العسكريين تختلف عن تلك الخاصة بالمدنيين، دون التوسع في التفاصيل
المتعلقة بالمناقشات.
بدوره علق رئيس الوزراء الإسرائيلي على
إجراء واشنطن مباحثات مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح أسرى أمريكيين بالقول إن تل
أبيب أعربت لإدارة الرئيس دونالد ترامب عن رأيها بشأن القضية.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان شديد
الاقتضاب مساء الأربعاء، إن "إسرائيل أعربت في المحادثات مع الولايات المتحدة عن
رأيها بشأن إجراء محادثات مباشرة مع حماس”، دون مزيد من التفاصيل.
لكن مراسل القناة "12” العبرية الخاصة،
عميت سيغال، قال إن بيان مكتب نتنياهو يشير بشكل واضح إلى رفض إسرائيل إجراء
واشنطن محادثات مباشرة مع حماس.
وفي وقت سابق الأربعاء، نشر موقع
"أكسيوس” الأمريكي بالتزامن مع موقع "والا” العبري، تقريرا بشأن عقد بوهلر،
مباحثات مع مسؤولين من حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقل الموقعان عن مصادر قالا إنها
"مطلعة”، إن الهدف الأساسي للمحادثات كان الإفراج عن الإسرائيليين الذين يحملون
الجنسية الأمريكية، وهو جزء من مسؤوليات بوهلر.
وأوضح "أكسيوس” أن المباحثات شملت أيضا
صفقة أوسع تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين بغزة والتوصل إلى هدنة طويلة
الأمد.
وادعى الموقع أنه لم يتم التوصل إلى
اتفاق خلال تلك المحادثات.
ووصف "أكسيوس” تلك المحادثات بأنها "غير
مسبوقة”، إذ "لم يسبق للولايات المتحدة أن تواصلت مباشرة مع حماس، التي صنفتها
"منظمة إرهابية” عام 1997.
وذكر أنه لا يزال هناك 59 أسيرا
إسرائيليا في غزة، تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.
وأضاف أن المخابرات الإسرائيلية تعتقد
أن 22 أسيرا بغزة لا يزالون على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف.
ومن بين الأسرى المتبقين 5 يحملون
الجنسية الأمريكية، أحدهم إيدان ألكسندر (21 عامًا)، الذي يُعتقد أنه لا يزال حيا.
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت
المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت
إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من
الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر
عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية
والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في
حكومته.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ
الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في
مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا
للحرب.
إلى ذلك، شدّدت دول أوروبية عدة في
أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) يجب ألا تؤدي "أي دور” في قطاع غزة مستقبلا، بموجب الخطة التي قدّمها
القادة العرب.
وقال القائم بأعمال البعثة الفرنسية لدى
الأمم المتحدة في نيويورك جاي دارماد هيكاري للصحافيين، في بيان باسم فرنسا
والدنمارك واليونان وسلوفينيا والمملكة المتحدة، "نحن واضحون لجهة أنّ الخطة
المستقبلية يجب ألا تعطي أي دور لحماس، ويجب أن تضمن أمن إسرائيل ويجب ألا تشرد
الفلسطينيين من غزة”.
وأضاف أنّ الخطّة "يجب أن تدعم وحدة
الضفة الغربية (المحتلة) وقطاع غزة في ظل السلطة الفلسطينية”.
واعتمد القادة العرب الثلاثاء خطة
لإعادة اعمار قطاع غزة وعودة السلطة الفلسطينية إليه، كبديل من خطة الرئيس
الأميركي دونالد ترامب الذي اقترح السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه وتحويله إلى
"ريفييرا الشرق الأوسط”.
ودعت الدول الأعضاء في جامعة الدول
العربية المجتمعة في القاهرة، إلى توحيد الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير
الفلسطينية.
وتابع القائم بأعمال البعثة الفرنسية
لدى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن عُقد لمناقشة هذه المسألة
الأربعاء، "نرحّب بالجهود الإقليمية الهادفة إلى التوحد حول خطة واحدة للمرحلة
المقبلة في غزة، ونحن مستعدون لدعم وتطوير هذه الأفكار”.
وحثّت فرنسا والدول الأربع إسرائيل على
السماح بدخول المساعدات الإنسانية "غير المشروطة” إلى غزة، مذكّرة بأنّ الأمر "غير
قابل للتفاوض”.
وأعلنت الدولة العبرية الأحد قرارا
بتعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط خلاف مع حركة حماس بشأن كيفية
مواصلة تطبيق اتفاق الهدنة الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير،
بعد 15 شهرا من حرب مدمّرة في القطاع الفلسطيني.