شريط الأخبار
الاحتلال يبدا حربا برية محدودة بغزة لفصل الشمال عن الجنوب..وكاتس يتوعد بمزيد من الابادة تغريدة لنتنياهو: يزعم الخشية من الدولة العميقة.. ويربطها بـ"ٌقطر غيت" البنك العربي يدعم برامج تكية أم علي خلال شهر رمضان المبارك اسرائيل تواصل عدوانها ومجازرها بغزة.. وتوقع عملية برية واسعة ترضخ حماس اردوغان ينفذ انقلابا على ابرز معارضيه ومنافسيه بالانتخابات الرئاسية الملك: استئناف اسرائيل لهجماتها خطوة بالغة الخطورة "زين" تطلق عرض "Global M2M" لتسريع انتشار الأجهزة المتصلة في أسواق الشرق الأوسط الارصاد الجوية : أجواء باردة وأمطار متوقعة مع رياح نشطة وتحذيرات من الغبار بني إرشيد :” متخوف ” على الشرع من “الإغتيال” ومنه إذا تحول إلى “مستبد إسلامي” الحوثي: لن يبقى هناك خط احمر في التصعيد ضد العدو الصهيوني طارق خوري يطالب الحكومة بالتنظيم والرقابة على قطاع الميكانيك عصابة الاحتلال تؤيد العدوان الجديد على غزة بالاجماع وبضوء امريكي اخضر استشهاد قادة بارزين بالعمل الحكومي في العدوان الاسرائيلي "ملقتى دعم المقاومة" يدعو لمسيرة جماهيرية اليوم افطار خيري لدعم مشاريع الإغاثة والايواء في غزة حسان: عدوان اسرائيل على غزة حرب على الانسانية الاحتلال يستأنف الحرب على غزة .. وحماس "تضحية بالمحتجزين" 30 % تراجع الطلب على اللحوم في النصف الثاني من رمضان المراعي تعلن عدم اكتمال الاستحواذ على شركة حمودة للصناعات الغذائية الملك والرئيس الايطالي يبحثان التعاون المشترك والمستجدات الاقليمية

غزة والجولة الجديدة

غزة والجولة الجديدة


وليد عبد الحي

بشكل مباشر لماذا انفجر الوضع من جديد في غزة ؟ 

لم تهدأ غزة اصلا ، ولو ان وتيرة المواجهة تتذبذب ، والآن عاد القصف وبشكل جنوني ، فلماذا ذلك؟

اولا: محاولة تحقيق التهجير  في قطاع غزة كبداية ، وستليها الضفة الغربية بعد حين ، وربما في فترة لاحقة عرب 1948، فالجناح اليميني الصهيوني المسنود من المسيحية الصهيونية في العالم وبخاصة امريكا ،  وبعض قوى  الوسط في القوى السياسية الاسرائيلية يعتقدون ان من غير الممكن ولا المنطقي  اقامة دولة يهودية يكون أكثر من نصفها من غير اليهود( 7.4 مليون فلسطيني مقابل 7.1 مليون يهودي)، وفي ظل التشرذم العربي والعداء العربي الرسمي للمقاومة الفلسطينية المسلحة ،فان الفرصة سانحة للخطوة الاولى، ونظرا للاعتذار العربي الرسمي عن قبول التهجير فان الحل هو تنفيذ الخطة بالقوة، وفي التقدير الاسرائيلي ان العرب لن يفعلوا سوى فتح ترسانة الشجب ، وقد يكون باشد العبارات..لا أكثر، ولن يجرؤ احد منهم عن قطع العلاقات مع اسرائيل ،بل قد يعتقد بعض العرب ان التهجير يجعلهم اكثر انطلاقا للمشاركة في "ريفيرا ترامب" المنشود.

ان الهدف من الحملة الجديدة هي جعل خطة التهجير الطوعي والقسري قيد التنفيذ، والرهان اليميني الصهيوني ان العرب سيقبلوا ، فهم يرفضون دائما ثم يقبلون دائما.

ثانيا: اطمئنان اسرائيل الى ان العرب المحتمل معارضتهم- لم يكونوا في حالة تفكك وخوار كما هو الحال حاليا، فمن تمزق سوري واشتباكات مع لبنان ، الى فوضى اجتماعية وخوار اقتصادي ، وحكومة سورية تلهث وراء رفع العقوبات والغاء قيادتها من قوائم الارهاب ، وستدفع اي ثمن مطلوب لتحقيق ذلك، ومحور المقاومة اصبح اقرب للموت السريري، والعراق لا يستطيع اتخاذ اي قرار الا بموافقة امريكية، ويكفي التوقف عند استئذان العراق للولايات المتحدة للحصول على الكهرباء من ايران، وهو ما رفضته امريكا، ناهيك عن تغلغل رجال "بريمر" في اوصال الجسد السياسي العراقي ، وتردد التيار الصدري في اي مواجهة مع اسرائيل ، والسودان يحترق ، والمغرب العربي " الرسمي"  شبه منصرف عن الموضوع، وليبيا في حالة فراغ سلطوي وانقسام سينفجر قريبا ، والباقي غارق في ديونه(الاردن ومصر ) او مجونه( مدن الملح).

ثالثا: الازمة الداخلية الاسرائيلية:

لم تعرف الحكومة الاسرائيلية اضطرابا داخليا في إدارة شؤونها كما تعرفه حكومة نيتنياهو، فإقالته لرئيس الاركان تلاها اقالة لرئيس الشاباك ( الامن الداخلي) ثم صدامه الحاد مع المحكمة العليا في اكثر من موقع، ثم التسريبات حول الرشاوي التي تلقاها بعض العاملين في مكتبه –ومنهم ناطقه الرسمي- من قطر ، ناهيك عن احتقان الشارع حول قضية الاسرى لدى المقاومة، وضغوط المعارضة. ولعل المواجهة بين سلطته التنفيذية والسلطة القضائية بخاصة التعيينات في المحكمة العليا تمثل احدى ابرز مشاكله..ويبدو ان تأجيج الوضع في غزة يساهم في امتصاص الاحتقان الداخلي في المؤسسة الحاكمة ،ويوجه الاهتمام الى موضوعات خارجية الى حين القدرة على التكيف مع الاحتقان الداخلي.ولا شك ان الصدام بين السلطة التنفيذية والقضائية يشكل نقطة ضعف واضحة

وثمة جانب آخر له علاقة بالمقاومة، فعمليات الافراج عن الاسرى الاسرائيليين بالطريقة التي مارستها المقاومة عمقت الشرخ واهتزت الثقة في جدوى العمليات العسكرية الاسرائيلية بخاصة بعد التقارير الاعلامية الاسرائيلية عن استعادة المقاومة لتنظيم صفوفها والتحاق اعداد جديدة تعوض خسائرها في الميدان، وقد ترك ذلك مزيدا من احباط الشارع الاسرائيلي ،فسعى نيتنياهو لاستعادة بعض الثقة.

رابعا: يبدو ان المواجهة اليمنية الامريكية في البحر الاحمر شكلت غطاء للعملية الاسرائيلية في غزة، وبدا الامر كأن الولايات المتحدة بتصريحات رئيسها تعزز هذا الغطاء ، وهو ما يعني تعميق التنسيق الى درجة اعلى، فوجود الولايات المتحدة في المواجهة الى جانب اسرائيل سيلجم الكثير ممن قد "تراودهم" فكرة نقد  العملية الاسرائيلية الامريكية.

خامسا: من الواضح ان الموقف الاوروبي اكثر انشغالا بالقضية الاوكرانية ، وهي فرصة يقتنصها نيتنياهو، ففي الكتلة الغربية تزايد النقد الاوروبي- في حدود معينة- لاسرائيل، لذا فان انصراف اوروبا بجهودها العسكرية والدبلوماسية لقضية اوكرانيا يضيف غواية جديدة للدهاب باتجاه تسعير المعركة الاسرائيلية في غزة.

اعود لأكرر ان المشروع الاستراتيجي لاسرائيل وبخاصة اليمين الحاكم حاليا ومعه قوى سياسية اسرائيلية خارج الحكومة هو " التهجير" ، ورغم الرفض العربي "اللفظي"، فان عبارة ترامب عندما قال" They will do it"  توحي لنيتنياهو بأن لا يتراجع، فالظروف ناضجة ...والتسريبات حول التواصل الامريكي مع السودان والصومال (وربما مع غيرهم ) بخصوص التهجير يعزز ذلك...

ذلك يعني ان صفحة جديدة في القضية الفلسطينية قد تم فتحها ، فمن احتلال بعض الارض الفلسطينية (1948)الى مرحلة احتلال كل فلسطين(1967) ، الى مرحلة الاعتراف بالاحتلال والتطبيع معه(1979- الاتفاق الابراهيم عام 2020)  الى المرحلة الحالية وهي "تفريغ فلسطين من اهلها" ،وعندها يكتمل مشروع اقامة الدولة اليهودية التي ينادي بها نيتنياهو ويتم دفن مشروع الدولتين ومشروع الدولة الواحدة...ربما.