في عيد الأم، تحية للأم التي تمنح الحياة، وتبني الإنسان، وتصنع الأوطان


طارق سامي خوري
قال أنطون سعاده: "أمي
وبلادي ابتداء حياتي وستلازمانها إلى الانتهاء، فيا أيها الإله أعنِّي لأكون باراً
بهما.” هكذا تختصر الأم الوطن، والوطن الأم، كلاهما يمنحان الدفء، وكلاهما يستحقان
الوفاء.
هي الأمّ، هي الزوجة،
هي اليد التي تمسح عن جبيننا وجع الأيام، وهي الحضن الذي نعود إليه بعد كل معركة
نخوضها في الحياة. الأم ليست فقط من تهب الحياة، بل من تبنيها، من تزرع فينا
القيم، وتروينا بالصبر والعطاء.
إلى أمّهات الشهداء
والأسرى، يا من أنجبتن الرجال الذين لا ينحنون، يا من وهبتن فلذات أكبادكن لأجل
الحرية والكرامة، أنتن الأمهات اللواتي كتبن التاريخ بدموع الصبر وصمود التضحية.
الأم ليست فقط من تلد، بل من تُعلّم أبناءها أن الحياة وقفة عزّ.
وكما نكرم الأم، نكرم
الزوجة، لأنها ركن المنزل وسند العائلة، لأنها شريكة المسيرة، وصاحبة العطاء الذي
لا ينضب، لأنها الأم الثانية التي تبني مستقبل أبنائنا بيدها الحانية وإرادتها
الصلبة.
الأمّ طُهرٌ يبارك عرس
كل شهيدٍ وزفّة كل أسيرٍ محرّر، وجهها يشبه وجه الوطن، فكما قالوا: "وجه أمّي، وجه
أمّتي”، ووجه صراعنا الأزلي.
تحية لكل أمّ في يومها،
تحية لكل امرأة جعلت من حياتها رسالة، تحية للأم التي تضيء دربنا بحبها وتضحيتها.