هل يُقبل صوم الصامتين… وغزة تُباد؟


طارق سامي خوري
في أيام الصوم، حيث يتقرب المؤمنون من الله بالصلاة والتقشّف وكبح الشهوات، تُباد غزة أمام أعيننا…
صيام من أسلم لله
بالقرآن في شهر رمضان، وصيام من أسلم لله بالإنجيل في الصوم الأربعيني المقدّس،
يتزامنان هذا العام.
لكننا، بكل أسف، نعيش
تزامن الصوم مع التواطؤ، وتزامن الصلاة مع الصمت.
فهل نكتفي بالصمت
الروحي، بينما تُسفك الدماء، ويُجوّع الأطفال، وتُهدم البيوت فوق ساكنيها؟
ما قيمة الصوم إن لم
يهزّنا صراخ أمٍ فقدت أبناءها؟
وما جدوى الصلاة إن لم
توقظ فينا الضمير؟
أين هو الإيمان إن لم
يتحوّل إلى فعل… إلى موقف… إلى صرخة في وجه الإبادة؟
رمضان لم يكن يومًا شهر
الصمت والانتظار.
ففي رمضان خاض النبي
محمد ﷺ غزوة بدر الكبرى دفاعًا عن المستضعفين،
وفي رمضان، فُتِحت مكة
بعد سنوات من الحصار والطرد والظلم،
وفي رمضان أيضًا، قاد
المسلمون معركة تبوك رغم قلة الموارد وشدة الحر.
فهل صيامنا اليوم
امتداد لذلك النور… أم تراجع إلى عتمة التخاذل؟
قال الله تعالى:
"ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من
الرجال والنساء والولدان…” (النساء: 75)
وقال السيد المسيح عليه
السلام:
"كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي قد
فعلتموه.” (متى 25: 40)
فأين نحن من روح الصوم
والصلاة إن كنا قد خذلنا المستضعفين، وسكتنا عن الجريمة، ورضينا لأنفسنا دور
المتفرّج الخانع؟
الصوم ليس جوعًا فحسب،
بل موقف.
والصلاة ليست طقسًا، بل
عهد مع الله أن لا نخون الإنسانية.
غزة اليوم ليست جرحًا
فلسطينيًا فقط، بل امتحان لكل من يصلي ويصوم ويدّعي الإيمان.