شريط الأخبار
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عسكريين اثنين و3 اصابات خطيرة في كمينين للمقاومة جنوب غزة منظمة إغاثية ماليزية تكذب تقريرا حول تقاضي الأردن أموالاً مقابل إنزالات غزة هكذا يفكر "الثائر" الجولاني.. صحيفة أميركية: سوريا الجديدة “تسعى لعلاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة 100 غواص يواصلون البحث عن حدث مفقود جراء سيول الحسا ليو الرابع عشر.. انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا للفاتيكان ترامب يقطع اتصالاته بنتنياهو.. وقمة امريكية خليجية بالرياض خلال ايام الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس العيسوي: الأردنيون والقيادة الهاشمية عهد متجذر لا تنقضه المحن معاريف: ترامب ألقى بإسرائيل إلى أسفل الدرج عبد الملك الحوثي: الأمة الإسلامية والعربية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني القبض على 25 تاجر مخدرات.. منهما عربيان يصنعان الكريستال ولي العهد يلتقي برئيس وزراء اليابان ويؤكد اعتزازه بالعلاقة الراسخة بين البلدين توقيف الكاتب والناشط احمد ابو غنيمة وفق "الجرائم الالكترونية" عطية: 600 وثيقة مفقودة بدائرة الاراضي.. ماذا فعلت الحكومة؟! سوريا والمسكوت عنه الشرع: سوريا أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الوضع انصار الله الحوثي: مستمرون بحظرِ حركةِ الملاحةِ البحريةِ الإسرائيليةِ والملاحةِ الجويةِ بمطارِ اللد دهسا واطلاق نار..عمليتان تصيبان ثلاثة اسرائيليين بالضفة الغربية أبناء عشائر المقابلة وسما الروسان الكنانية يرفعون وثيقة تأييد ودعم للملك الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا

تستطيع إسرائيل ارتكاب قدر ما تشاء من المجازر، وربما هذا ما تريده

تستطيع إسرائيل ارتكاب قدر ما تشاء من المجازر، وربما هذا ما تريده


بقلم: جدعون ليفي

المصدر: هآرتس

 

كم كنّا ساذجين وحسّاسين. فقبل 29 عاماً، في 18 نيسان/أبريل 1996، أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي نيرانها لإنقاذ قوة الكوماندوس "ماجلان"، بقيادة الرائد نفتالي بينت، التي وقعت في كمين في قرية قانا في الجنوب اللبناني، فأصابت 4 قذائف موقعاً للأمم المتحدة لجأ إليه نازحون. وأدى القصف إلى مقتل 102 من المواطنين اللبنانيين، بينهم عدد كبير من الأطفال.

كعادته، حاول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التعتيم والكذب، وقال رئيس الحكومة، آنذاك، شمعون بيرس: إننا "نتأسف كثيراً"، لكننا "لا نعتذر"، الأمر الذي أثار غضب العالم. بعد أيام قليلة على الحادثة، اضطرت إسرائيل إلى إنهاء عملية "عناقيد الغضب"، عملية أُخرى من العمليات الإسرائيلية في لبنان. بعد نحو شهر، خسر بيرس في الانتخابات، وصعد بنيامين نتنياهو إلى الحكم، بسبب قانا، من بين أمور أُخرى. حينها، كم كنّا ساذجين وحسّاسين.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت قانا كابوساً إسرائيلياً في كلّ حرب: مقتل عشرات المدنيين الذي أجبر إسرائيل على وقف الحرب. لكن الزمن تغيّر. وصار في إمكان إسرائيل ارتكاب المجازر كيفما تشاء، من دون أن يهددها ما جرى في قانا.

في الأسابيع الأخيرة، ترتكب إسرائيل "مجزرة قانا" كلّ يوم في قطاع غزة، ولا أحد يطلب منها التوقف. لقد تبدّد كابوس قانا، ولم تعد هناك حاجة إلى تجنُّب قتل عشرات المواطنين الأبرياء، ولا أحد يهمّه ذلك. لم يعد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى الكذب، ولم يعُد رئيس الحكومة بحاجة إلى أن يعتذر، لقد تبخّر ضمير العالم والضمير الإسرائيلي واختفيا.

إذا كان حمام الدم المريع الذي وقع في اليوم الأول من الفصل الحالي من الحرب في قطاع غزة لم يوقف إسرائيل، وإذا كان مقتل الطواقم الطبية في رفح لم يلجمها، ما الذي يمكن أن يكبحها؟ لا شيء. فهي قادرة على ارتكاب المجازر عندما تشاء. وعلى ما يبدو، هذا ما تريده.

قتلت إسرائيل 436 مواطناً في الضربة الاستهلالية لتجديد الحرب الحالية في قطاع غزة، بينهم 183 طفلاً و94 امرأة. أربعة أضعاف ما جرى في قانا. وفي "ملحق هآرتس" يوم الجمعة نقل مراسلا الصحيفة وجوه وتفاصيل ما حدث. وهذا الأسبوع، نُشرت تفاصيل مجزرة فظيعة أُخرى، ربما أكثر وحشيةً حتى الآن: مذبحة الطواقم الطبية في حي تلّ السلطان في رفح. لقد عُثر على 15 جثة، بينها جثة مقيدة الساقين وأُخرى أصيبت بعشرين رصاصة، مدفونة في الرمال، فوق بعضها البعض، مع سيارات الإسعاف والإطفاء.

واستناداً إلى الشهادات، لقد جرى إعدامهم. كانوا جميعهم من طواقم الإنقاذ الذين حاولوا تقديم المساعدة للمصابين جرّاء القصف الإسرائيلي من الجو. في الأيام العادية، يكون الوصف الذي قدّمه مراسلو صحيفة "هآرتس" لِما جرى كافياً لوقف الحرب فوراً. وتتضاءل وحشية ما جرى في قانا، مقارنةً بحجم الوحشية في تلّ السلطان. في قانا، كان يمكن الاعتقاد أنه لا توجد نية مسبقة بشأن قتل عشرات الأبرياء. أمّا في تلّ السلطان، فهناك نية إجرامية وخبيثة واضحة للقيام بذلك.

ما جرى في تلّ السلطان مجزرة إسرائيلية في غزة على نطاق مصغّر. وبينما شكلت مجزرة ماي لي [التي ارتكبها الأميركيون في فيتنام في سنة 1968] بداية التحول في الرأي العام الأميركي ضد الحرب في فيتنام، فإن أغلبية وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تذكر مجزرة تلّ السلطان. أميركا العسكرية، والتي كانت مغسولة الدماغ، ثارت جرّاء مجزرة ما لي، بينما أغلقت إسرائيل عينيها إزاء ما جرى في تلّ السلطان. ويبدو أن هذه المجازر لم تؤدّ إلى التحول في الرأي العام، ولا إلى وقف الحرب، بل أعطت زخماً لارتكاب مزيد من المجازر. ففي الأمس، قصف الجيش الإسرائيلي مستوصفاً تابعاً للأونروا في مخيم جباليا، الأمر الذي أدى إلى مقتل 19 شخصاً، بينهم أطفال. إنها مجزرة لا نهاية لها.