شريط الأخبار
ولي العهد يعلن إطلاق رابط التسجيل في جائزة الحسين للعمل التطوعي تخفيض مجز على الضرائب العامة والخاصة للسيارات.. وتثبيت الخاصة على الكهرباء عند 27% البحث الجنائي يقبض على أربعة متورطين بسرقة سركة طلال ابو غزالة العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية وأبنائه الواعين يصوغ من التحديات فرصًا للتقدم كارثة تعاطي مخدرات بدائية وراء وفاة 3 بالزرقاء.. وهذه هي التفاصيل وفد اقتصادي سعودي كبير يزور الأردن في التاسع من الشهر المقبل لتعزيز الشراكات الاستثمارية مكتب BLK يباشر اجراءات قانونية في دبي بخصوص قضية الباخرة الصينية ISL Bohnia غزة.. هدنة مؤقتة ام نهاية للمحرقة صعوبة الامتحان بين الشكوى والتبرير مطبخ الحملة الأردنية يواصل تقديم الطعام في جنوب غزة - فيديو توجه حكومي لخفض الرسوم الجمركية على السيارات الامريكية غدا.. العيد الحادي والثلاثون لميلاد ولي العهد عطية : الكتلة ستتحرك نيابيا وسياسيا ويطالب لجنة التربية عقد اجتماع عاجل وفاة غامضة لثلاثة اشخاص بالزرقاء ما تزال تحير المتابعين الخصاونة: مغتربون اشتكوا تعذر حصولهم على تأشيرات المرور عبر الأراضي السعودية ايران: منفتحون على اتفاق نووي جديد ونوافق على نقل مخزون اليورانيوم المخصب للخارج لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب ينهي حرب غزة خلال اسبوعين ضمن اتفاقيات اقليمية اوسع تعديل ساعات الدوام على جسر الملك حسين الاسبوع المقبل رفض دفع "خاوة" فطعنه القاتل بصدره معهد وايزمن ليس هدفا عاديا

تستطيع إسرائيل ارتكاب قدر ما تشاء من المجازر، وربما هذا ما تريده

تستطيع إسرائيل ارتكاب قدر ما تشاء من المجازر، وربما هذا ما تريده


بقلم: جدعون ليفي

المصدر: هآرتس

 

كم كنّا ساذجين وحسّاسين. فقبل 29 عاماً، في 18 نيسان/أبريل 1996، أطلقت مدفعية الجيش الإسرائيلي نيرانها لإنقاذ قوة الكوماندوس "ماجلان"، بقيادة الرائد نفتالي بينت، التي وقعت في كمين في قرية قانا في الجنوب اللبناني، فأصابت 4 قذائف موقعاً للأمم المتحدة لجأ إليه نازحون. وأدى القصف إلى مقتل 102 من المواطنين اللبنانيين، بينهم عدد كبير من الأطفال.

كعادته، حاول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التعتيم والكذب، وقال رئيس الحكومة، آنذاك، شمعون بيرس: إننا "نتأسف كثيراً"، لكننا "لا نعتذر"، الأمر الذي أثار غضب العالم. بعد أيام قليلة على الحادثة، اضطرت إسرائيل إلى إنهاء عملية "عناقيد الغضب"، عملية أُخرى من العمليات الإسرائيلية في لبنان. بعد نحو شهر، خسر بيرس في الانتخابات، وصعد بنيامين نتنياهو إلى الحكم، بسبب قانا، من بين أمور أُخرى. حينها، كم كنّا ساذجين وحسّاسين.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت قانا كابوساً إسرائيلياً في كلّ حرب: مقتل عشرات المدنيين الذي أجبر إسرائيل على وقف الحرب. لكن الزمن تغيّر. وصار في إمكان إسرائيل ارتكاب المجازر كيفما تشاء، من دون أن يهددها ما جرى في قانا.

في الأسابيع الأخيرة، ترتكب إسرائيل "مجزرة قانا" كلّ يوم في قطاع غزة، ولا أحد يطلب منها التوقف. لقد تبدّد كابوس قانا، ولم تعد هناك حاجة إلى تجنُّب قتل عشرات المواطنين الأبرياء، ولا أحد يهمّه ذلك. لم يعد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى الكذب، ولم يعُد رئيس الحكومة بحاجة إلى أن يعتذر، لقد تبخّر ضمير العالم والضمير الإسرائيلي واختفيا.

إذا كان حمام الدم المريع الذي وقع في اليوم الأول من الفصل الحالي من الحرب في قطاع غزة لم يوقف إسرائيل، وإذا كان مقتل الطواقم الطبية في رفح لم يلجمها، ما الذي يمكن أن يكبحها؟ لا شيء. فهي قادرة على ارتكاب المجازر عندما تشاء. وعلى ما يبدو، هذا ما تريده.

قتلت إسرائيل 436 مواطناً في الضربة الاستهلالية لتجديد الحرب الحالية في قطاع غزة، بينهم 183 طفلاً و94 امرأة. أربعة أضعاف ما جرى في قانا. وفي "ملحق هآرتس" يوم الجمعة نقل مراسلا الصحيفة وجوه وتفاصيل ما حدث. وهذا الأسبوع، نُشرت تفاصيل مجزرة فظيعة أُخرى، ربما أكثر وحشيةً حتى الآن: مذبحة الطواقم الطبية في حي تلّ السلطان في رفح. لقد عُثر على 15 جثة، بينها جثة مقيدة الساقين وأُخرى أصيبت بعشرين رصاصة، مدفونة في الرمال، فوق بعضها البعض، مع سيارات الإسعاف والإطفاء.

واستناداً إلى الشهادات، لقد جرى إعدامهم. كانوا جميعهم من طواقم الإنقاذ الذين حاولوا تقديم المساعدة للمصابين جرّاء القصف الإسرائيلي من الجو. في الأيام العادية، يكون الوصف الذي قدّمه مراسلو صحيفة "هآرتس" لِما جرى كافياً لوقف الحرب فوراً. وتتضاءل وحشية ما جرى في قانا، مقارنةً بحجم الوحشية في تلّ السلطان. في قانا، كان يمكن الاعتقاد أنه لا توجد نية مسبقة بشأن قتل عشرات الأبرياء. أمّا في تلّ السلطان، فهناك نية إجرامية وخبيثة واضحة للقيام بذلك.

ما جرى في تلّ السلطان مجزرة إسرائيلية في غزة على نطاق مصغّر. وبينما شكلت مجزرة ماي لي [التي ارتكبها الأميركيون في فيتنام في سنة 1968] بداية التحول في الرأي العام الأميركي ضد الحرب في فيتنام، فإن أغلبية وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تذكر مجزرة تلّ السلطان. أميركا العسكرية، والتي كانت مغسولة الدماغ، ثارت جرّاء مجزرة ما لي، بينما أغلقت إسرائيل عينيها إزاء ما جرى في تلّ السلطان. ويبدو أن هذه المجازر لم تؤدّ إلى التحول في الرأي العام، ولا إلى وقف الحرب، بل أعطت زخماً لارتكاب مزيد من المجازر. ففي الأمس، قصف الجيش الإسرائيلي مستوصفاً تابعاً للأونروا في مخيم جباليا، الأمر الذي أدى إلى مقتل 19 شخصاً، بينهم أطفال. إنها مجزرة لا نهاية لها.