قيامـة وليس فصـحا (تذكيـر سنـوي لا بـد منـه)


د. طـارق سـامي خـوري
الفصح… عيد الفطير بحسب
المرويات اليهودية، هو عيد الذبائح والقرابين الدموية، حيث يُعتبر الدم خلاصًا من
عبودية مصر، وبداية التيه بحثًا عن وطن، ولو بالاغتصاب والقهر والخداع.
أما عيد القيامة، عيد
السيد المسيح، فهو نقيضٌ كليٌّ للفصح. هو قيامته من بين الأموات لخلاص البشرية من
الخطيئة، ولزرع قيم المحبة، الحق، التسامح، والإنسانية. لا مكان فيه للدم والذبح،
لا قرابين حيوانية ولا بشرية، بل خبز وخمر وماء – رموز للحياة، للفرح، للإنسان.
لا تقعوا في الخطأ! لا
تخلطوا بين الفصح اليهودي وقيامة المسيح. لا تقعوا في فخ أولئك الذين صلبوا
المخلّص. المسيح، ابن فلسطين الكنعانية، قام من أرضها، من ترابها، من قلبها.
رسالته ليست فصحية ولا مرتبطة بأساطير الخروج، بل هي رسالة قيامة حقيقية، إنسانية،
كونية، خالية من الدم، مليئة بالنور.
*"لا يوجد لدى المسيحية فصح”* – الفصح لليهـود.
والخلط بين "عيد القيامة” و”الفصح المجيد” هو تسلّل لغوي وثقافي خطير، يُفرغ
القيامة من معناها الحقيقي، ويحوّلها إلى امتداد لأسطورة لا علاقة للمسيحية بها.
*عيد القيامة هو قيامة المحبة والحق. فلا تهوّدوا
لغتكم ومعتقدكم دون قصد.*
وإن لم ترغب باستخدام
عبارة "قيامـة مجيـدة” أو "قيامـة مباركـة”، يمكنك أن تعيّد كما تشاء:
"عيـد مبـارك”، "عيـد سعيـد”، "عيـد مجيـد”، أو
أي عبارة تعبّر بها عن محبتك، دون أن تقع في خلط لا يخدم لا الحق ولا الإيمان.
المسيح قام… حقاً قام…
في فلسطين، ومن أجل كل إنسان.
17/4/2025