غزة تحت الحصار: القطاع دخل المرحلة الخامسة الأشد والأخطر من سوء التغذية


يتفاقم الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة بشكل
غير مسبوق، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي واستهداف المرافق الطبية بشكل منهجي.
وفي تصريحات صحفية، حذرت إدارة مستشفى شهداء
الأقصى من أن الاحتلال ارتكب منذ فجر اليوم الخميس عدة مجازر بحق المدنيين، مشيراً
إلى أن معظم المختبرات الطبية في القطاع خرجت عن الخدمة، ما أدى إلى توقف التحاليل
والفحوص الحيوية، في ظل نقص شديد في الأدوية، خاصة أدوية التخدير الضرورية لإجراء
العمليات الجراحية.
وفي السياق ذاته، أعلن المدير الطبي لمستشفى
شهداء الأقصى، الدكتور خليل الدقران، أن قطاع غزة دخل المرحلة الخامسة – وهي الأشد
والأخطر – من مراحل سوء التغذية، وفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن الحصار الإسرائيلي المستمر أدى إلى نقص
حاد في الغذاء وحليب الأطفال، ما يعرض حياة الآلاف من الأطفال للخطر. كما أشار إلى
أن نحو 200 ألف مريض من أصحاب الأمراض المزمنة يواجهون خطر الموت بسبب نفاد
الأدوية الحيوية الخاصة بعلاجهم.
وفي ظل هذه الظروف الكارثية، باتت المستشفيات في
غزة عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات، بينما يستمر الاحتلال في تدمير البنية
التحتية الصحية، ما يهدد بحدوث انهيار كامل للقطاع الصحي، ويزيد من معاناة السكان
المدنيين الذين باتوا بين نيران القصف ونقص الرعاية الصحية والغذاء.
الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يستهدف معدات
الإنقاذ والأوضاع تتجه نحو الكارثة
حذر المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة،
محمود بصل، في تصريحات صحفية من أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الجرافات
التي دخلت القطاع خلال فترة التهدئة، ما فاقم من الصعوبات التي تواجه طواقم
الإنقاذ في عمليات انتشال الشهداء والجرحى من تحت الركام.
وأكد المتحدث أن النقص الحاد في المعدات وغياب
الوقود يدفع الدفاع المدني إلى تقليص مهامه بشكل كبير، مشيرا إلى أن استمرار
الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود والمعدات الضرورية قد يؤدي إلى توقف
خدمات الإنقاذ بشكل كامل.
وأوضح أن آلاف الفلسطينيين فقدوا أرواحهم نتيجة
العجز عن الوصول إليهم في الوقت المناسب، بسبب القصف المتواصل والحصار الخانق،
داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل وتقديم الدعم اللازم.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف
المدنيين، بل يفرض ضغوطا مباشرة على عمل المنظمات الإنسانية، ويمنع دخول المعدات
الطبية ومستلزمات الإنقاذ، في محاولة منه لتعميق الكارثة الإنسانية داخل القطاع.
واختتم بالقول: "الوضع يزداد تعقيدا،
ونواجه انهيارا وشيكا في قدرتنا على الاستجابة لحجم الكارثة... صرخات الاستغاثة
تتعالى، لكن الدعم غائب".