شريط الأخبار
اسرائيل تشن اكبر هجمة على سوريا وتعد للمزيد.. وتحذير من اسقاط الطائرات التركية الحوثيون يَبرّون بوعد فلسطين.. وصواريخهم تقض مضاجع الاسرائيليين اتفاق امريكي اسرائيلي لادخال مساعدات وتوزيعها بغزة بادارة دولية وفاة 4 اطفال واصابة اثنين بحريق شقة في ابو علندا عاجل غارات اسرائيلية على دمشق ومناطق اخرى بسورية الان ماذا بعد هيمنة اسرائيل على الإقليم؟! الملك يبحث سبل التعاون وتعزيز التنسيق مع رئيس جمهورية الجبل الأسود الملك يعقد لقاءين مع الرئيس الألباني ورئيس الوزراء في تيرانا قصف سفينة من “أسطول الحرية” في مياه مالطا ومنعها من التوجه لغزة البنك الدولي: مواصلة ارتفاع الاسعار في الاردن الملك يبدأ جولة خارجية تشمل ألبانيا ومونتينيغرو والولايات المتحدة استثناء الاردن من قرار ترامب بوقف الدعم العسكري والمالي الملك يهنيء عمال الاردن بعيدهم مسؤول اممي: الوضع الراهن بغزة أشبه بأهوال يوم القيامة 100 يوم لترامب بالحكم: زلزال سياسي اقتصادي لم يترك صديقا ولا عدوا حرائق هائلة بجبال القدس واخلاء مستوطنات وطلب مساعدة دولية العيسوي: الأردن وطن الرسالة والصلابة وقيادته الهاشمية تمضي بثبات ولا تساوم الملكة تلتقي نائبة أمين عام الأمم المتحدة ولي العهد يترأس اجتماعا للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الملك يدشن المرحلة الثانية من الحديقة النباتية الملكية بتل الرمان

ما علاقة .. سيدنا محمد ( ص ) .. بالمسيحية

ما علاقة .. سيدنا محمد ( ص ) .. بالمسيحية


 

عوض ضيف الله الملاحمة

 

سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، نبي الله ورسوله .  أرسله ربُّ العِزة للناس كافة . وهو خاتم الرسل والنبيين .  هادٍ للبشرية جمعاء . بلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغُمّة . وأرشدنا للدين القويم ، والصراط المستقيم ، وحوّل اجدادنا من عبادة الأصنام ، الى عبادة ربّ الأنام . حيث كانوا في جاهلية بغيضة ، رغم إتصافهم ببعض الأخلاق الحميدة

 

منذ ان وعينا على الدنيا ، تربينا على فطرة اهلنا التي محورها وحدانية الله سبحانه وتعالى ، واتباع رسالة نبينا محمد ( ص ) . وطيلة عقود العمر التي مضت ، كانت تومض بعض الأسئلة في الذهن ، دون الحصول على إجابات . مثلاً : كنت شغوفاً بشخصية وصفات ، وثبات ، ومساندة سيدتنا خديجة لرسولنا الكريم ، منذ إشتغاله معها في تجارتها ، وارتباطهما ، واستشعارها انه نبي الله ، حتى إيمانها برسالته ونبوته ، والوقوف الى جانبه ومساندته . كان يقفز الى ذهني سؤالاً مُلحاً :- ما مصدر هذه الصفات الحميدة المتميزة التي تتصف بها هذه السيدة !؟ ومن أين إستقتها ؟ وكيف حافظت على ديمومتها؟

 

كما كان يقفز الى ذهني ، من هو ورقة بن نوفل ؟ وما سبب علاقته القوية برسول الله ؟ وما السبب في إرتقاء قيمه لدرجة ان يكون مقرّباً من رسول الله ؟ وما علاقته بسيدتنا خديجة ؟ وما مدى صحة شهادته على زواج رسول الله منها ؟ وبأي صفة تم ذلك ؟ ولماذا لم يشهد على عقد زواجه واحدا من أقاربه الذين هم أصحاب السطوة والجاه من قريش ومن بني هاشم تحديداً ؟ 

 

لم يخطر ببالي ان أبحث عن إجابات لتلك الأسئلة العديدة ، كما لم أسمع من اي رجل دين مسلم اية معلومة تتعلق بتلك الأسئلة

 

بالبحث تبين لي الآتي : ان الذين يريدون الترويج لثقافة الكراهية لا يناسبهم التاريخ المشترك للأديان السماوية ولا إظهار التقارب بينها

 

تُجمِع كل كتب التراث ان سيدنا محمد ( ص ) لم يسجد لصنمٍ قط . كما تتحدث المعلومات التاريخية عن وجود الديانة المسيحية في مكة . حيث يقول الرحالة المقدسي ان هناك مقبرة للمسيحيين على طريق بئر عنبسة ، ويذكر إبن الأثير وإبن خلدون ان سادس ملوك (( جرهم )) الذين حكموا مكة كان اسمه / عبدالمسيح بن باقية بن جرهم ، ثم انتقل حكم مكة الى قبيلة خُزاعة ، ثم انتقل الى قريش . ويقول اليعقوبي ان من بين العرب الذين تنصروا قوم من قريش وخاصة بني أسد بن عبد العزى . وذكر الفيروزبادي موضعاً في مكة يعرف بموقف النصارى . لكن كُتّاب السيرة المسلمين لا يحبذون ان يكون للنبي قبل الدعوة علاقة مع النصارى . وقالوا ان الرسول كان حنيفاً . ووردت كلمة حنيف او حنفاء في القرآن الكريم اثنتي عشر مرة ، يدل بعضها على التوحيد . وأشار البخاري ان ( ورقة بن نوفل ) تنصّر في الجاهلية ، ويقرأ الإنجيل بالعربية والعبرية . وحسب سيرة إبن هشام المتوفي عام ٢١٨ هجري ، فان ورقة بن نوفل كان مسيحياً ، وانه كان يلتقي مع الرسول عند الجد الرابع . كما ان عبيدالله بن جحش إبن خالة الرسول ( ص ) قد مات مسيحياً . وان السيدة خديجة زوجة الرسول الأولى ، والتي كانت حسب كُتب التراث الإسلامي في العقد السادس من عمرها كانت تبلغ الرسول بالدعوة ، وتتحدث هذه الكتب بإسهاب عن ثرائها ومقامها الشريف بين أقرانها وطهارتها ، لكنها تتجاهل قناعاتها قبل البعثة ، لماذا !؟ طالما انها أول من آمن بسيدنا محمد من الرجال والنساء ، خاصة ان عائلتها مسيحية . وحسب الكثير من كتب التاريخ فان عمها ورقة بن نوفل كان ممن حضروا زواجها بالرسول ، ومنهم من يقول ان ورقة كان وكيلها ، وهو مَنْ زَوّجَها ، وفي رواية اخرى يُقال ان الذي زوّجها عمها / عمرو بن أسد

 

يضاف الى ذلك العلاقة الحسنة التي جمعت النبي ( ص ) مع ورقة بن نوفل قبل الدعوة . كما انه عندما اشتد إضطهاد المسلمين في مكة دعاهم النبي للجوء والهجرة الى الحبشة المسيحية ، وملكها النجاشي ، حيث قال ( ص ) :  (( لو خرجتم الى الحبشة فان بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد )) . كما ان هناك مكانة خاصة للرهبان والقساوسة المسيحيين في الإسلام

 

وللتدليل على عظمة سيدنا محمد ( ص ) وددت ان أذكر بعضاً يسيراً جداً مما وصفه به علماء وفلاسفة وأدباء الغرب بإيجاز شديد ، حيث قالوا عنه ( انه كان شخصية تاريخية ) :—

١ )) قال الفيلسوف الإنجليزي برناردو شو : ( إنه مُنقذ البشرية ، وان العالم أحوج ما يكون الى رجل في تفكيره ) . 

٢ )) العالم الأمريكي مايكل هارث ، قال ( إن محمداً ( ص ) كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي). 

٣ )) الفيلسوف البريطاني برتراند راسل قال : ( لقد قرأت عن الإسلام ونبي الإسلام فوجدت انه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية ) . 

٤)) المصلح الإجتماعي البريطاني / توماسكاريل ، أفرد في كتابه ( الأبطال ) فصلاً كاملاً للحديث عن الرسول محمد ( ص ) واستعرض فيه نواحي العظمة في حياته

٥ )) الأديب الروسي / ليو تولستوي ، قال : ( لا يوجد نبي حظي باحترام أعدائه سوى النبي محمد ( ص ) مما جعل الكثرة من الأعداء يدخلون الإسلام ) . 

٦ )) الشاعر والكاتب والفيلسوف الفرنسي/ فولتير ، قال : ( السنن التي أتى بها محمد (  ص ) كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها ) . 

٧ ) الدكتورة زيجرد هونكة الألمانية ، قالت : ( إن محمد ( ص ) والإسلام شمس الله على الغرب ) . 

٨ ) المفكر والفيلسوف/ لامارتن ، قال : ( هو النبي الفيلسوف ، المحارب ، الخطيب،  المشرع ، قاهر الأهواء . وبالنظر الى كل مقاييس العظمة البشرية أود ان أتساءل هل هناك من هو أعظم من النبي محمد ( ص ) ؟ 

٩ ) وقالت / آن بيزينت : ( من المستحيل لأي شخص يدرس حياة النبي محمد ( ص ) الا ان يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل ) . 

١٠ ) وقال / مايكل هارت ، في كتابه مائة رجل من التاريخ : إن إختياري محمداً ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي ) . 

 

لا أدري ما الذي يضير لو عرفنا شيئاً عن علاقة سيدنا محمد ( ص )  بالمسيحية ، وعن سيدتنا خديجة ، وعن مدى انتشار المسيحية في الجزيرة العربية .

 

منذ عقود وموضوع علاقة سيدنا محمد ( ص ) بالمسيحية يفرض نفسه عليّ بشدة . وقد تبدى لي ان أكتب بهذا الموضوع أملاً في ان يخرج علينا أحد أصحاب الإختصاص الذي يتصف بالجرأة ليجيب على هذه التساؤلات التي اطرحها بحذر ، لا لشيء ، إلا لأنني لست متخصصاً ، وأفتقر للمعلومة . ولأن كل ما سمعته طيلة حياتي ان البعض يقول ان رسولنا الكريم كان ( مسيحياً ) قبل النبوة ، وهناك أُناس يكتفون بقول انه كان ( موحِّداً ) .