شريط الأخبار
الحاج توفيق : القطاع الخاص الأردني جاهز للمشاركة بإعادة إعمار سوريا أمانة عمان تطلق جائزة حبيب الزيودي للأدب للدورة الخامسة ولي العهد يستذكر أول قمر صناعي أردني ويشيد بشبابنا المبدع وفاة طفل وإصابة 7 بحريق منزل في ضاحية الأمير حسن الصفدي يلتقي رئيسيْ مجلسيْ العموم واللوردات البريطانيين غرف الصناعة تثمّن قرار الحكومة اعتماد أسس جديدة لمنح المستثمرين الجنسية الميثاق الوطني: لا سيادة للاحتلال على أرض فلسطين العيسوي: الرؤية الملكية تفتح أبواب الأمل والعمل غرفة صناعة الأردن: الصناعات التحويلية تسجل أعلى معدل نمو ربعي منذ 17 عاما مشروع خفي لإسرائيل يثير مخاوف مصر والأردن".. ماذا تخبئ تل أبيب بالاتفاق مع أمريكا بعد ضرب إيران؟ الأعلى بحصيلة قتلى الاحتلال: مقتل 20 ضابطًا وجنديًا وإصابة العشرات بحزيران صفقة جديدة لغزة يبشر بها ترامب.. مصر وقطر ستقدمها واسرائيل قبلتها بانتظار موقف حماس وفاة ثلاثة اطفال اردنيين واصابة الوالدين بحادث سير بالسعودية النيابة العامة تحظر النشر بقضية التسمم الكحولي رئيس أركان إسرائيل في ظل حديث “التطبيع”: سوريا تفككت تحقيق رويترز: عصابات إرهابية لنظام الجولاني قتلت 1500 من الطائفة العلوية خلال 3 أيام اليمنيون يدكون مطار بن غوريون بصاروخ واهدافا حساسة اخرى بمسيرات الجيش يحبط تهريب كميات كبيرة من المخدرات القادمة من الشمال العيسوي: الأردن ثابت أمام العواصف والرؤية الملكية تصنع من التحديات فرصًا توجيه تهم القتل والشروع به والتدخل به لـ 25 مشتبها بقضية التسمم الكحولي

قبرص في فكر أنطون سعاده جزء من الهلال الخصيب ونجمته

قبرص في فكر أنطون سعاده جزء من الهلال الخصيب ونجمته


طارق سامي الخوري

يعتبر أنطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، من أبرز المفكرين الذين نظّروا لوحدة ما أسماه «سوريا الطبيعية» أو «الهلال الخصيب»، والتي تشمل بلاد الشام (سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن) والعراق، وأجزاء من جنوب تركيا، والكويت، وقبرص. من بين هذه المناطق، كان لقبرص مكانة خاصة في فكر سعاده، حيث أشار إليها بأنها «نجمة الهلال الخصيب»، معتبرًا إياها امتدادًا طبيعيًا وجغرافيًا وحضاريًا لسوريا الكبرى.

اعتبر أنطون سعاده أن قبرص جزء لا يتجزأ من الهلال الخصيب لأسباب عدة، منها:

 1.الموقع الجغرافي: تقع قبرص على مسافة قريبة جدًا من الساحل السوري واللبناني، وهي تُعتبر امتدادًا طبيعيًا للحوض الشرقي للبحر المتوسط، مما يجعلها جزءًا جغرافيًا وتاريخيًا من منطقة الهلال الخصيب.

2. التاريخ المشترك: شهدت قبرص تفاعلًا تاريخيًا عميقًا مع بلاد الشام، حيث كانت عبر العصور خاضعة لنفوذ الفينيقيين ثم الآشوريين واليونانيين والرومان، وصولًا إلى الفتح العربي الإسلامي ثم الحكم العثماني.

3. التأثير الثقافي والحضاري: لعب الفينيقيون، الذين كانوا جزءًا من النسيج الحضاري لسوريا الكبرى، دورًا محوريًا في تاريخ قبرص، حيث أسسوا مستوطنات تجارية وثقافية هناك، أبرزها مدينة كتيون (لارنكا حاليًا).

4. العامل السكاني: كان للقبارصة عبر التاريخ علاقات وثيقة مع شعوب الهلال الخصيب، خصوصًا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، حيث كان هناك تداخل سكاني وتبادل ثقافي بين سكان السواحل الشامية وسكان الجزيرة.

5. الرؤية القومية: انطلاقًا من مفهوم سعاده حول القومية السورية، فإن قبرص، بحكم موقعها وتاريخها المشترك مع المنطقة، يجب أن تكون جزءًا من الكيان السياسي لسوريا الطبيعية، بعيدًا عن التجزئة الاستعمارية التي فرضتها القوى الغربية.

المفكرون والمؤيدون لهذه الفكرة

بعد سعاده، تبنّى عدد من المفكرين القوميين الاجتماعيين رؤيته حول قبرص، ومنهم:

1.        أسد الأشقر: أحد أبرز منظّري الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث أكّد أن ارتباط قبرص بسوريا الطبيعية ليس فقط ارتباطًا جغرافيًا، بل هو امتداد تاريخي للنفوذ الفينيقي والحضارات السورية.

2.        إيلي حبيقة: أشار إلى أهمية الدور الجيوسياسي لقبرص في إطار الهلال الخصيب، خصوصًا من ناحية التحولات السياسية والصراعات الإقليمية.

3.        الأمين إنعام رعد: اعتبر أن قبرص تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية في البحر المتوسط لسوريا الكبرى، وأن محاولات فصلها عن محيطها الطبيعي تمت لأسباب استعمارية.

أدلة داعمة من التاريخ والجغرافيا

           التأثير الفينيقي: الحضارة الفينيقية، التي نشأت في المدن الساحلية السورية واللبنانية، كانت من أبرز المؤثرين في ثقافة قبرص، وهو ما يظهر في اللغة الفينيقية والنقوش الأثرية المكتشفة هناك.

           العلاقات التجارية: منذ العصور القديمة، كانت قبرص محطة تجارية أساسية لمدن الساحل السوري مثل صور وصيدا وأرواد.

           التداخل السياسي: خلال الحكم العثماني، كانت قبرص مرتبطة إداريًا بولاية الشام لفترات، مما عزّز ارتباطها التاريخي بالمنطقة.

ختاماً تؤكد رؤية أنطون سعاده، ومن أيده من المفكرين القوميين، أن قبرص ليست كيانًا منفصلًا عن سوريا الطبيعية، بل هي جزء لا يتجزأ من الهلال الخصيب، ونجمته المضيئة في شرق البحر المتوسط. فالعوامل الجغرافية والتاريخية والثقافية تدعم هذا الطرح، مما يجعلها، وفق النظرية القومية الاجتماعية، جزءًا أساسيًا من الهوية القومية لسوريا الكبرى