شريط الأخبار
ولي العهد يبحث تعزيز التعاون مع مملكة البحرين ولي العهد يلتقي برؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات عالمية في الرياض ولي العهد من الرياض: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة بجميع مراحله تصعيد خطير والاحتلال يخرق الهدنة: 9 شهداء وجرحى بقصف اسرائيلي.. وحماس تنفي علاقتها بحادث رفح مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض توقيف النائب السابق محمد عناد الفايز الملك والرئيس العراقي يبحثان توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري كيف تقلب جمعية وكلاء وموزعي السيارات الحقائق.. وتسوق لقرارات تضرب قطاع المركبات الأردني؟! مروان البرغوثي...الطريق من "الزنزانة" إلى "المقاطعة" يمر بغزة خطاب العرش الاحزاب الأكثر حضورًا أردنيا: العاطلين عن العمل، الأميّين سياسيا وثقافيا وحزب المتعثرين والدائنين "الوطني لدعم المقاومة" يثمن الخطاب الملكي حول تمتين الجبهة الداخلية بمواجهة التحديات والتهديدات الامانة تطلق حافلات كهربائية للباص السريع بين مجمع رغدان وصويلح الملكة: مايحدث في غزة كابوس.. ولا يوجد أي مبرر لمنع دخول الغذاء والدواء الملك: ما حدث في غزة "إبادة جماعية" والدمار "صدمة حقيقية" الاحتلال يعلن الطواريء الخاصة بمحيط غزة.. وسموتريتش يهدد باحتلال القطاع كاملا الألبسة والأسمدة تتصدران قائمة السلع المصدرة بقيمة 1.159 مليار دينار ندوة للملتقى الوطني لدعم المقاومة: كيف اعاد طوفان الاقصى تعريف الصراع مع الصهيونية؟ "المحامين الاردنيين": لن نعترف بأي إجراء للكيان الصهيوني ونرفض التدخل بشؤوننا الداخلية إجراءات حكومية تقوّض المناطق الاقتصادية الحرة وتُضعف قوى الاستثمار

لنقابات الأردنية .. قدمت المساعدات

لنقابات الأردنية .. قدمت المساعدات

 


 

عوض ضيف الله الملاحمة 

 

غزة الآن ، تموت ، وشعبها يحتضر . مرّ على حرب التدمير حوالي ( ٢٢ ) شهراً متصلة . إتبع خلالها العدو الصهيوني قتلاً ، وتدميراً ، وتجويعاً ممنهجاً . كما بدأ العدو بمنع دخول المواد الغذائية والطبية وغيرها منذ ٢٠٢٥/٥/١٩ ، وبهذا تكون غزة مغلقة تماماً ولم يصلها اية مساعدات على الاطلاق ل ( ٨٤) يوماً

 

والأقطار العربية التي عددها ( ٢٢ ) دولة ، تبين انها دول هلامية ، كما الزبد ، لم تتمكن تلك الدول من إدخال الطحين والمياه الى أهل غزة ، الذين يتضورون جوعاً وعطشاً . وهذه الدول التي تعتبر نفسها دولاً مستقلة ، وأعضاء في الأمم المتحدة ، وفي كافة المنظمات الدولية ، ولها جيوش جرارة ، واجهزة أمنية تُخرِس مواطنيها وتزجهم في السجون ، وتعاملهم بعنف ، وتحبس حرياتهم ، لو نطق احدهم بأية كلمة تمس سيادة الوطن . ووفود تأتي ، وتذهب ، ويشاركون في المؤتمرات الدولية ، ولدى كل قطر مئات السفارات في الخارج ، وأعلامهم ترفرف على سيارات السفراء . ولكل دولة علم ( بيرق ) ، ونشيد وطني ، وسلام وطني . و( تتحجز ) و ( تتشاطر ) تلك الأقطار على بعضها ، وكل يحيك المؤمرات للآخر ليثبت كل واحد منهم انه أكثر وفاء وإخلاصاً لأسيادهم

 

كل تلك ( الهيلمانات ) والهيبات الزائفة لم تتمكن من إيصال الطحين والماء للأشقاء في غزة . مع انهم طبّعوا مع الكيان الصهيوني ، ويتحججون بأن تلك الإتفاقات تمكنهم من مساعدة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة . ولم يتمكنوا من إقناع العدو لإدخال الطحين والماء والأدوية ، لحفظ ماء وجوههم أمام شعوبهم . كما تنكر صديقهم الرئيس الأمريكي / دونالد ترامب ، الذي وعد بحل نهائي للقضية الفلسطينية ، حيث صرح انه لا يمكنه إجبار الكيان في كل شيء

 

على المستوى الشعبي ، لم يقصِّر الشعب الأردني ، وفق الإمكانيات المتاحة ، خاصة النقابات المهنية . فقد قامت نقابة الأطباء بالممكن ، حيث تم إقامة حملة للتبرع بالدم ، وتم جمع ( ٣,٠٠٠ ) وحدة دم ، كان القطاع بحاجة ماسة اليها . كما قامت نقابة الأطباء بالتبرع بمبلغ ( ٣٥٠,٠٠٠ ) دينار لدعم القطاع الصحي والغذائي . وكذلك قدمت نقابة الأطباء مبلغ ( ٢٥٠,٠٠٠ ) دينار لترميم منشآت صحية في غزة . ومساعدات غذائية بقيمة ( ١٠٠,٠٠٠ ) دينار بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية

 

أما نقابة المهندسين فقد قامت بترميم المستشفى الأهلي العربي المعمداني ، ومستشفى الوفاء ، وترميم مبنى بنك الدم ، ومبنى المختبرات في مستشفى الشفاء الطبي . كما عملت نقابة المهندسين على تفريغ بركة الشيخ رضوان من مياه الصرف الصحي ، التي تعتبر كارثة صحية، حيث كانت تحتوي على اكثر من ( ٥٥٠,٠٠٠ ) متر مكعب من مياه الصرف الصحي . كما قدمت تبرعاً بمبلغ يصل الى ( ٤٠٠,٠٠٠ ) دينار

 

كما قامت العديد من فئات المجتمع الأردني بجمع التبرعات ، والأغذية ، والأدوية ، والملابس وارسلتها الى غزة . وكذلك الغت العديد من العائلات الأردنية فعاليات الأفراح لأبنائها وتم التبرع بالكلفة لأهل غزة

 

وعلى المستوى الرسمي فقد ساهم المستشفى الميداني الأردني بمعالجة عشرات الألوف من الغزيين . كما يساهم المخبز الآلي الأردني الذي أقامته الهيئة الخيرية الأردنية ، والذي ينتج حوالي ( ٣,٥٠٠ ) ربطة خبز يومياً توزع على العائلات في جنوب غزة . ولا ننسى حملة إنزال الطعام الجاهز بواسطة الطائرات العسكرية الأردنية في مختلف مناطق غزة

 

لكن كل ذلك يعتبر جهداً متواضعاً ، وأثره محدود جداً ، خاصة بعد الحصار التام من قبل العدو الذي مرّ عليه ( ٨٤ ) يوماً . لأن أهل غزة على وشك الموت جوعاً وعطشاً موتاً جماعياً

 

شعوب العالم كلها تنتفض ، وتحرج حكوماتها ، وتساند غزة ، وبدأت الشعوب التضييق على الصهاينة ، بإظهار الكره لهم ، وتحميلهم مسؤولية الوضع المأساوي في غزة . وقدِم المئات من العديد من دول الغرب الى مصر ، وزحفوا ، سيراً على الأقدام الى الحدود المصرية مع غزة ، ورأيت رجلاً اوروبياً وهو يبكي بحُرقة ، ويتوسل للجنود المصريين بأن يسمحوا له بالدخول الى غزة . لكن طبعاً دون أية إستجابة على الإطلاق

 

الصمت العربي الرسمي مُعيب ومُخزٍ . وثبت ان النظام الرسمي العربي برمته لا يستجيب للمحن التي يعيشها العرب . وتأكد بأنها أنظمة هلامية لا تقوى على فعل أي شيء

 

كلنا سوف يسألنا ربّ العباد عن تقصيرنا ، وعجزنا عن تقديم المساعدات اللازمة لأبناء جلدتنا . لا أحد منّا سيكون بريئاً او مستثنى ، أبداً . دماء وارواح أطفال ، ونساء ، وشيوخ ، ورجال ، وشباب غزة ( خطيتهم ) في رقابنا جميعاً .