السنة السابعة .. وما زال قلمي ينبض كما قلبي


من كرم رب العباد ،
وعطائه ، ونِعمه الجزيلة ان قلبي ما زال ينبض ، وقلمي مادام يومِض .
يستمر قلمي للسنة
السابعة بمشيئة الله رغم المخاطر التي تكتنف مسيرته بسبب جديته ، وصراحته ، وجرأته
، ومصداقيته ، وحدِّيته أحياناً ، وانتمائه الوطني والقومي . حيث يسير على حدِّ
السكين حذراً لتجنب قانون الجرائم الإلكترونية المترصد ، المتربص للإيقاع بقلمي
الحُرّ.
الفضاء الإعلامي الرسمي
التقليدي ، لم يتسع صدره لكلماتي الجريئة ، الصريحة ، الصادقة ، الحُرّة ، النبيلة
التي لم تقترب من القدح ، والذم ، والسبّ ، والشتم . فحوصِرتُ ، وأُقصِيتُ ،
وإبتعدت عن وطني قسراً ، فزرع ذلك قهراً ، تمكن مني ، وعزلني عقوداً . حتى جاء
الفرج ، مع مجيء الفضاء الإلكتروني الرحب ، واسع الصدر ، فاحتضن قلمي وأفرد له
الفضاء مُتسعاً ، فطاول قلمي عنان السماء صدى ، ومعطى ، ومعنى ، ومساراً .
الحمد لله ان قلمي لم
يكن وسيلة للتكسب . كما لم تكن الكتابة مهنة لأسترزق منها ، بل هي هواية جميلة
وخطيرة ، وظّفتها للقيام بدور وطني وقومي هادف ، ونبيل . وظّفتها لأقول
شيئاً لوطني الصغير ، ووطني الكبير بجرأة . ولأسكب شيئاً من جزيل ما نهلت ، وما
تراكم لديّ مما إكتسبت من كثافة قراءاتي ، وتنوع خبراتي ، بعيداً عن المجاملات ،
ومراعاة التوازنات التي تُفقِد القلم محتوى نصوصه . فقلمي يشبهني لأنني عاهدت نفسي
منذ ان كنت في سِنّ الشباب المبكر ان أبقى حُراً ، كما ( الفِلو ) البري ماحييت .
وها أنا قد بلغت من العمر عِتِيّا ( ٧٣ ) عاماً — بفضل من الله — وما زِلت ( فلواً
) برياً بالروح ، وجواداً هَرِماً بالجسد ، وسأبقى ما حييت .
أعرف الخوف ، لكنني لا
أخشاه . لأن من لا يعرف الخوف يكون إما مُدعياً ، او متهوراً ، وأنا لستُ كذلك .
كما أعرف الموت ، لكنني لا أخافه ، بل أَرقُبُه ، وأنا مستعد لمجيئه في أية لحظة .
وصل عدد مقالاتي للسنة
الماضية من ( ٢٠٢٤/٨/١٣ — ٢٠٢٥/٨/١٣ ) الى ( ١٠٧ ) مقالات ، أي بمعدل ( ٢ )
مقالين إسبوعياً.
ووصل العدد الإجمالي
لمقالاتي خلال السبع سنوات الماضية من ( ٢٠١٨/٨/١٣ — ٢٠٢٥/٨/١٣ ) الى ( ٨٦٥ )
مقالاً ، كتبت فيها دون إنقطاع . حيث تاهت عشرات المقالات قبل هذا التاريخ دون
تدوين وحفظ.
واعداً القراء الكرام
الذين أعتد ، وأعتز ، وأهتم بهم بأن أستمر في العطاء قدر الإمكان ، مُحافظاً على
نفس النهج الذي عرفتموني به طيلة السبع سنوات الماضية ، دون اي تغيير ، محافظاً
على نهجي الوطني والقومي ، وبنفس الجرأة العقلانية البعيدة عن التهور . وسأبقى
ملتزماً بالخصال التي يتضمنها بيت الشِعر الذي يقول :—
[[ عفّ اليدين شريف في خصومته / عفّ اللسان نزيه
طاهر القلمِ]].
أُقسم بالعلي العظيم ،
أنني لا أبتغي ، ولا أسعى ، ولا أرتجي ، ولا أنشد ، ولا أهدف للحصول على أية منفعة
، او شُهرة ، او مصلحة شخصية مما أكتب . وأن هدفي الوحيد ، الأوحد هو التأشير على
أماكن الخلل ، او التنوير ببعض الأفكار التي قد تكون بمصلحة وطني الصغير او الكبير
، حسبما أعتقد ، وقد أُصيب ، كما قد أُخطيء .
راجياً من القراء
الأفاضل ان لا يأخذوا موقفاً سلبياً مني كشخص فيما لو لم تتطابق وجهات نظرنا
أحياناً ، لأنه من المستحيل ان تتطابق الأفكار بين الناس في كل شيء ، وفي كل
الظروف ، وان يأخذوا ما اختلفوا معي به من منطلق إحترام الرأي الآخر . وهو في
النهاية ليس قراراً قد يؤذي من يختلف معي . وان لا يغيب عن بالهم أنه ليس أكثر من
مجرد رأي ، لا أكثر ولا أقل . لأنني بنهجي الحياتي أحترم الرأي الآخر حدّ التقديس
، سواء إتفق معي او إختلف . وان لا ننسى ان الإختلاف سُنة ربانية ، حياتية ،
حضارية.