دولة الرئيس .. الكلاب الضالة .. تفتك بالأردنيين


عوض ضيف الله الملاحمة
دولة رئيس الوزراء الأفخم الدكتور / جعفر حسان ، مباشرة وبدون
أية مقدمات ، أعلنت وزارة الصحة الأردنية ، عن طريق مدير مديرية الأمراض السارية ،
وعلى لسان الدكتور / محمد الحوارات ، بأن عدد الأردنيين الذي عقرتهم الكلاب الضالة
في عام ٢٠٢٤ وصل الى ( ٩,٤٩١ ) مواطناً . وأن كلفة المطاعيم التي وفرتها وزارة
الصحة بلغت ( ٥ ) ملايين دينار . والأهم والأخطر ان عدد المواطنين الذين عقرتهم
الكلاب الضالة خلال العام الحالي ٢٠٢٥ وصل الى ( ٥,٦٠٥ ) خلال الثمانية شهور التي
مضت من العام الحالي ، وهذا يعني ان حالات العقر في تصاعد خطير .
دولة الرئيس ، بعد ان وصل الشعب الأردني الى حالة يأس مُطبق ،
ولم يلحظ أية إستجابة من المسؤولين ، والمتسببين بإنتشار ظاهرة الكلاب
الضالة ، لم نجد بُدّاً من مخاطبة دولتك شخصياً . ومما شجعنا على توجيه رسالتنا
هذه الى دولتك ، توقعنا بالحصول على إجراءات حازمة ، وحاسمة ، وصارمة ، وفورية
لإيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة الخطيرة التي بثت الرعب في قلوب الأردنيين كباراً
وصغاراً .
دولة الرئيس ، سلامة الأردنيين ، وإبعاد شبح هذا الرعب عنهم
هي من ضمن مسؤولياتك المباشرة . وعندما لا تجد مناشدات الأردنيين آذاناً صاغية من
المسؤولين الذين يأتمرون بأمرك ، وينفذون توجيهاتك ، لجأنا اليك .
دولة الرئيس الأفخم ، الأردنيون في مواجهة مباشرة مع كلاب
شرسة ، متوحشة ، جائعة ، منظمة في حركتها ، تخطط لهجماتها كما يخطط جنرالات الحروب
لخوض معاركهم . هذه الكلاب الضالة ، تختفي نهاراً ، وتحتل شوارع مدن وقرى وأحياء
الوطن بكامله ليلاً . تنتشر هذه الكلاب الضالة في كافة الشوارع ، وتتربص ، وتستفرد
بالأطفال ، والنساء ، والرجال ، وتكون بأعداد كبيرة ، نلحظ انها تتزايد بشكل
متسارع مع مرور الزمن ، ولا يقدر أي مواطن على مواجهتها ، لكِبر عددها ، ولا يعرف
المواطن كيف يمكنه الدفاع عن نفسه أمام مجموعة كلاب متوحشة شرسة ، ومجرد حدوث خدش
يعتبر المحظور الصحي قد وقع . مما يستلزم مراجعة طبية فورية لأخذ المطعوم الخاص
بداء الكَلَبْ . وتبدأ المعاناة والألم من مكان أخذ الإبر في البطن ، وضرورة
التقيد والالتزام التام بمواعيد الإبر لتفادي الإصابة بداء الكلب .
دولة الرئيس ، الكلاب الضالة هاجمت طفلاً وانتزعت فروة رأسه
كاملة ، وتسببت بموت أطفال ، وقبل أيام هاجم قطيع منها عدداً من الطلاب ومعلمتهم
في إربد ، مما أثار فزعاً ، ورعباً مخيفاً .
دولة الرئيس داء الكَلَبْ ، مرض قاتل ، مميت ، من أعراضه : ((
الصداع ، والحمى ، والشعور بالتعب ، والألم ، والحكة ، ثم تتطور الأعراض لاحقاً
لتشمل أعراضاً عصبية خطيرة مثل القلق ، والارتباك ، والهلوسة ، وشلل في العضلات ،
وصعوبة في البلع والتنفس ، وقد تؤدي الى الموت .
دولة الرئيس ، والأخطر ، ما تناولته وسائل التواصل الإجتماعي
قبل أسابيع ان أحد الأطفال قد ظهرت عليه الأعراض المذكورة اعلاه وكان على فراش
الموت رغم التزام والديه بالعلاج ، مما يشير الى ان العلاج يمكن ان لا يكون ناجعاً
وناجحاً في بعض الحالات .
دولة الرئيس نحن في حرب مفتوحة مع ملايين الكلاب الضالة
تستبيح شوارع مدن وقرى وأحياء المملكة كلها ليلاً .
دولة الرئيس ، بك يستجير الشعب الأردني بأكمله ان يلقى هذا
الموضوع الخطير إهتمامك وعنايتك ورعايتك .
دولة الرئيس ، قبل شهور تم سجن ضابط كبير متقاعد لانه إضطر
لقتل كلب وهو في حالة دفاع عن النفس . هل هذا يعني دولتك ان الدولة الاردنية تقبل
ان تشرع قانوناً لحماية الكلاب الضالة على حساب حياة المواطن الأردني ؟ وهل هذا
يعني غير ان حياة كلب ضال أهم من حياة المواطن الأردني ؟
دولة الرئيس ، القوانين الاردنية تعطي الحق للمواطن ان يقتل
نفساً بشرية في حالة الدفاع عن النفس ، فكيف يستقيم الأمر بأن يسجن مواطن لانه قتل
كلباً ضالاً وهو في حالة الدفاع عن نفسه . واليك النص القانوني المتحضر : (( وفقاً
لنص المادة ( ٣٤٢ ) من قانون العقوبات الأردني ، يعتبر القتل دفاعاً مشروعاً اذا
كان الهدف منه حماية النفس او العرض )) .
دولة رئيس الوزراء الأفخم ، أرجو ان تقرأ وتركز في النص
القانوني التالي : (( تجرم المادة ( ٤٥٢ ) من قانون العقوبات حبس من يقتل حيواناً
غير مملوك له ، وتعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز سنتين ، تُلزم المادة ( ١٦ ) من
قانون الادارة المحلية البلديات بالرقابة على الكلاب الضالة والوقاية من أخطارها
وإنشاء أماكن لإيوائها )) . دولتك آلاف من الأردنيين يعيشون بدون مأوى ، وقانوناً
يلزم البلديات المدينة والتي موازناتها على وشك الإفلاس ان تنشيء مأوى للكلاب
الضالة !؟ أي منطق هذا يا دولة الرئيس ؟
دولة رئيس الوزراء الأفخم ، أستحلفك بالله ان توعز بتصحيح
كافة الإختلالات ذات الصلة بموضوع الكلاب الضالة ، وان تكون نتيجة جهودك ومتابعتك
تتمثل في تعديل ذلك القانون المُعيب ، وان تضع حلولاً جذرية للخلاص من ظاهرة
إنتشار الكلاب الضالة . دولة الرئيس أعوز بتجميعها في أقفاص وبيعها وتصديرها لدول
جنوب شرق آسيا ، صدقني ان ثمنها سيرفد الموازنة بعشرات الملايين .
دولة الرئيس ، هناك حلقة معيبة مفقودة ، غير منطقية ، وغير
مفهومة ، وغير مبررة لإنتشار هذه الظاهرة ، والأمر بين يديك ومن صُلب مسؤولياتك .
دولة الرئيس خاصمك بالله يا رجل ان تعيد للأردنيين أمانهم من
كلاب ضالة قضّت مضاجعهم ، ونشرت الرعب في الشوارع .