الإصلاح يبدأ من الداخل


طارق سامي خوري
الإصلاح الحقيقي لا يبدأ من الخارج،
بل من البيت الداخلي، سواء كان وزارة أو مؤسسة أو هيئة عامة. فعندما تكون المنظومة
الداخلية مضطربة، يضيع الوقت والجهد في معالجة التفاصيل الصغيرة والتناقضات
اليومية، ولا يبقى مجال للعمل الميداني المنتج.
ترتيب البيت الداخلي هو الخطوة
الأولى، وهو ما يضمن وضوح المسؤوليات، تنظيم الأداء، وضبط الهدر والتقصير. وعندما
تستقيم الأمور داخل المؤسسة وتصبح الإدارة متماسكة وفاعلة، تنتفي الحاجة لوجود
المسؤول بشكل يومي في كل تفصيل. عندها فقط يصبح متاحًا التفرغ للعمل الميداني،
والانخراط في مشاريع الإصلاح الحقيقي على أرض الواقع.
الإصلاح إذن مسار متدرج: يبدأ من
الداخل، ليُثمر في الخارج. وكل مؤسسة لا تصلح بيتها الداخلي، ستبقى عاجزة عن خدمة
المجتمع مهما رفعت من شعارات.